بغداد ايام الزمن الجميل /٢٢ رمضان الضيف الكريم في بغداد

            


    بغداد ايام الزمن الجميل \ 22 رمضان الضيف الكريم في بغداد

        

                   

                                                                                                                                                                                      ينتظر المسلمون في مشارق الارض ومغاربها افضل الشهور عن الله وعندهم ذلك هو شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وفيه من الفضائل لاتعد ولاتحصى ويكفيه ان فيه ليلة تعادل الف شهر الا وهي ليلة القدر المباركه ..       

يتهيأ المسلمون في جميع اصقاع الارض لاستقبال الشهر الفضيل ويكون التهيؤ باشكال متعدده تبدأ في مراقبة الهلال الذي يؤذن ببداية الشهر الكريم ويكون ذلك في اليوم الاخير من شهر شعبان وتجد اصحاب النظر الثاقب يعتلون المنائر والابنيه العاليه لمراقبة ذلك واداء الشهاده امام القاضي الاول او لجنة رؤية الهلال في بغداد والمحافظات ليبدأ الضيف الكريم بالقدوم معززا مكرما .

                          
ومن الاستحضارات الاخرى ما تقوم به العائله من تهيئة البيت لاستقبال الشهر الكريم من حملة تنظيف وغسل الاغطيه وتزيين الدار وتعطيره بالبخور وتهيئه مؤونه الشهر من الرز والعدس والرشده واللوز والكشمش والبهارات والدارسين والحبيه وقمر الدين ونومي البصره وتمر الهند والطرشانه والعلوجه وصبغ اللوزينه ومبروش جوز الهند و اللحوم والحلويات والفاكهه والخضار وغيرها من الامور وكذلك تتهيأ المساجد لاستقبال الشهر الكريم وخاصة صلاة المغرب والتراويح وتنار المآذن بالقناديل وتبدأ عملية الاستقبال بالتهاليل والترحيب ( مرحبا ياشهر رمضان ..مرحبا ياشهر الخير والبركه ) .

                 

يبدأ الدمام او ما يسمى ( المسحرجي ) بقرع الطبل مبلغا بالامساك وهو يقول ( اشرب الماي قبل الامساك ) ويبدأ اليوم الاول لصيام الشهر الفضيل وعادة ما يكون من اصعب الايام لانه البدايه والصوم لايترك احدا من العائله صغيرها وكبيرها فالذين عليهم التكليف الشرعي صائمون والصغار يلتزمون بعدم اشهار افطارهم امام الاخرين والشيوخ والمرضى كذلك ويقوم الاخوه من الاديان الاخرى كالمسحيين واليهود والصابئه وغيرهم بالالتزام كذلك وعدم الافطار العلني وتغلق المطاعم والمقاهي ويمنع الافطار العلني بل ويعاقب من يرتكب ذلك ويقلص الدوام في الدوائر ساعه واحده وتغلق دور اللهو مثل الملاهي والبارات...

    

وتزدهر الاسواق بانواع من البضائع والفواكه والخضر واللحوم وتزدحم الافران والمخابز وخاصة قبل الفطور وتنشغل ام البيت بتهيئة صينية الافطار ولابد لها ان تتفنن في اعدادها ومن الطبيعي ان تكون الشوربه سيده المائده وكذلك التمر واللبن والماء ومن ثم الانواع الاخرى....

    

وفي مقدمتها التشريب بنوعيه الابيض او الاحمر والرز مع الرشده واللحوم مثل الكباب (عروك) او المشوي والدجاج المشوي...

   

وفي الصينيه اكله بغداديه مثل الدولمه او تبسي الباذنجان او تمن الباقلاء مع لحم الغنم او الدجاج...

     

وكبة الحلب وبالمناسبه ان اهل حلب يسمونها كبة بغداد واهل بغداد يسمونها كبة حلب والبعض يستعاض عن الشوربه بالهريسه...

اضافة الى العصائر (التمر هندي ، عصير الرارنج ، عصير البرتقال ، عصير نومي بصره ، عصير التوت وغيرها ) .



قبل ان يتناول الفطور لابد من تأديه صلاة المغرب في المسجد والافطار هناك على (فردتين من التمر ) وقليلا من الماء ثم يتم اكمال الفطور في البيت حيث تكون الصينيه التي ذكرناها اعلاه في انتظاره مع كل العائله ويحرص الجميع على عدم التخلف لان الحضور حول الصينيه من اروع المشاعر المملؤه بالغبطه والسرور .

       
بعد الفطور يرتاح الصائم قليلا ومن ثم يخرج الى المسجد لاداء صلاة العشاء والتراويح ثم الى المقهى ليلتقي الاصحاب ويشارك في الالعاب التي تجري في رمضان حصرا مثل ( المحيبس ) و( الصينيه ) وغالبا ما يكون هناك فريق ضيف من منطقة اخرى او ان يكونوا هم ضيوف على محله اخرى وهكذا..     

ويكون اللعب من صينيه بقلاوه او زلابيه او حلقوم وتسمع صيحات الاعبين حتى يقترب الليل من منتصفه والكثير يستمر حتى السحور ويتم السحور مع العائله بنفس صيغة الفطور ولكنك ترى الصغار وفي اعينهم النعاس والاكل يكون مختلفا وعادة ما يكون (تمن وطرشانه ، عصائر ،شاي ،شوربه ،فاكهه ، حلويات) ويفضل الكثير تناول عصير تمر الهند او النومي بصره في السحور لاعتقاد البعض بانه يمنع العطش ..

    

في ليالي رمضان تقام صلاة التراويح وينشد في كل ليله توشيح ومديح ( اللهم ياحنان ويامنان ويا منزل القرآن في رمضان ) وتقام الصلاة وحسب الطاقه لكل شخص .  



في العشرة الاخيره من شهر رمضان تبدا عملية تحري ليلة القدر في ايام الفرديه من ( 21 ، 23 ، 25 ، 27 ، 29 ) ويكاد يتفق الجميع على انها يوم السابع والعشرين من الشهر ولهذه الليله قدسيه وخصوصيه فأن احياها الى الفجر مطلوب وفيها تغفر الذنوب وهي تعادل الف شهر من العباده ولو قسمنا 1000 شهر على 12 شهر يكون الناتج مايقارب الثمانون سنه وهذا معدل عمر الانسان أي انها تعادل عمر الانسان كله .

           
وفي العشره الاخيره كذلك تبدأ العوائل لتهيئة كليجة العيد وتهيأة موادها من (لب جوز ، سكر وسمسم، جوز هند ، تمر ) اضافة الى الطحين نمره صفر والدهن والقوالب الخاصه بها ....

وتتجمع النسوه لعمل الكليجه وعجنها وتخميرها ثم تقطيعها وصنع حباتها وكل نوع بقالب شكل ومنها الخفيفي لغرض التمييز وكانت تشوى في التنور الطيني ايام زمان ...  

ولكن بعد ذلك اصبحت تشوى في افران الصمون او في افران البيوت واخيرا اصبحت تشترى من المحلات الخاصه بالمعجنات و تبقى تلك النكهه اللذيذه لكليجة التمر من التنور لايضاهيها أي نوع اخر ولا حتى الكيك الحالي .

                            

وفي اليوم الاخير من الشهر الفضيل يتم توديع رمضان باحتفال مماثل لاستقباله وترفع الايادي بالدعاء بعودته وهم احياء ليقضوا واجبه ..

لرمضان نكهه خاصه وطعم خاص وهو شهر الخير والبركه وفيه يسعد الصغير ويفرح الفقير ويتوب الكبير ويتصالح الناس وتغسل الذنوب وتتصافى القلوب ويرفع العمل الصالح كله لله ويقول سبحانه وتعالى ( كل عمل ابن آدم له الا الصوم فهو لي وانا اجزي به ) صدق الله العظيم (حديث قدسي )..

                                                    

مع تحيات عبد الكريم الحسيني

للراغبين الأطلاع على الحلقة/ 21 النقر على الرابط أدناه:

http://www.algardenia.com/tarfiya/menouats/4951-16-6-2013.html

   

              

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1052 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع