الگاردينيا تتجول في حدائق ملك النرويج
أوسلو/الگاردينيا:من عجائب الدنيا السبع الحاضرة في مجال التقدم والحضارة هو تعامل بعض الملوك مع رعاياهم، وسنتحدث عن حالة ممكن استيعابها عقليا في بعض وليس كل الدول الغربية، أما في الدول العربية فهي ضرب من الخيال، فقصور الملك والزعماء العرب، محرم دخولها او مجرد التقرب منها، فهذا طوطم سياسي، وغالبا ما تجد وحدات قتالية على مستوى علي من التدريب ترابط في أبواب القصور علاوة على الحراس الشخصيين، خذ مثلا في العراق يوجد فوج حراسي أمام بين الرئيس العراقي، علاوة على الحراس داخل القصر، وحراس شخصيين مقربين داخل بعض أروقة القصر بما يقدر مجموع اعدادهم (500) حرس ورجل أمن، والويل كل الويل لمن يتقرب من الأسيجة الخارجية المدعومة بالخرسانات الاسمنتية العالية، وهذا النموذج لا يقتصر على العراق، بل هو ظاهرة عربية عامة مع تباين الإجراءات الأمنية وعدد الحراس.
النرويج يحكمها ملك من أصل دنماركي وهو الملك (هارولد الخامس)، متزوج من سيدة نرويجية (الملكة سوديا)، أم الملك سويدية الأصل وهي (الاميرة مارتا)، للملك بنت وهي (الاميرة مارثا لويز)، و(الأمير هامون) ولي العهد. يستغرب المرء من التشكيلة العائلية التي تجمع الدنمارك والسويد والنرويج في أصولها. ملك النرويج يختلف عن الملوك والزعماء العرب، فلا يوجد حكم قانوني عمن يسيء له، بل هناك عدة كتب تسخر من الملك وعائلته وتصرفاتهم، وتباع في المكتبات، وصدر جزئين من كتاب الملك وهما يتهكما منه ومن اسرته برسوم كاريكاتورية مضحكة.
وجه الغرابة ليس هذا الأمر فحسب، بل في قصر الملك الذي بني عام 1849 ويتكون من ثلاثة طوابق، حيث تحيط به مساحات واسعة من الأشجار والأزهار والمتنزهات وهي متاحة للجميع، يمكن لأي فرد ان يتجول في حدائق الملك. وفي البوابة الرئيسية يوجد مكانيين للحراس احدهما في يمين البوابة الرئيسة والآخر في يسارها، ولكن قلما تجد حارسان في البوابة بل يوجد حارس واحد فقط غالبا في الجهة اليمنى من البوابة كما يظهر في الصورة والآخر غالبا ما يكون فارغا. يوجد في الباب الخلفية مكان لحارس واحد أيضا، وهذا ما يقال عن بقية الأبواب الخارجية، ويمكن للزائر اخد الصور مع الحراس والتقرب منهم، وهم يرتدون بدلات بألوان زاهية ومثيرة.
الطريق الرئيسي المؤدي الى القصر يتفرع الى شوارع تجارية أخرى، ويضم متاجر ومطاعم على جانبي الشارع علاوة على التفرعات، وفي الطريق العديد من الحدائق والمتنزهات والنصب والتماثيل الرائعة علاوة على نافوات الماء وهي في غاية الجمال والنظافة والعناية.
تحتاج الى ما لا يقل عن ثلاث ساعات للتجوال في حدائق القصر والالتفاف حوله، كأنك تعيش في رياض الجنة، الحشائش الخضراء والأزهار والأشجار والمسطحات المائية المناظر الخلابة ترافقك في تجوالك. غالبية الزوار هم من الأجانب الأوربيين والآسيويين علاوة على بعض النرويجيين. ونتوزع المقاعد والمصاطب والكراسي في غالبية الحدائق لأخذ قسط من الراحة سيما كبار السن، والبعض يصطحب الكلاب والدرجات الهوائية معه، وتوجد طرق للمعوقين من أصحاب الكراسي المتحركة في داخل وخارج القصر.
في الجانب الأيسر من القصر توجد بوابة فيها ثلاثة من الحراس ويصطف طابور طويل من الزوار لدخول القصر بعد شراء تذكرة الدخول، ومشاهدة ما فيه من تحف وهدايا، ويمكن زيارة الغرف باستثناء تلك التي يقطنها الملك وعائلته، ويفتح القصر ابوابه ابتداءا من شهر حزيران الى منتصف شهر آب، وعلى مدار الأسبوع، وعلى شكل ثلاث وجبات يوميا علاوة على وجود مترجمين باللغة الإنكليزية، ويمكن زيارة جناح (اوسكار) للحصول على وجبة من الغداء الملكي خلال ساعات العمل الرسمي، وتوجد قاعة تضم الهدايا التي قدمت الى الملك وعائلته، ولا يفوت الزائر التمتع بمنظر تغيير طاقم الحراس والذي يستعرق (40) دقيقة وهو في غاية الروعة.
ربما يجر العربي حسرات وآهات وهو يرى قصور الرؤساء والملوك العرب محاطة بكم هائل من الحراس بدلا من الأشجار والزهور، المشكلة ان البعض يسمى هذه الدول المتطورة ببلاد الكفر، وبلادنا بلاد الإسلام، وهي الأبعد عن الإسلام الحقيقي، الغرب كافر وفيه اخلاق الإسلام، والشرق مسلم وفيه اخلاق الكفار.
الگاردينيا
4874 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع