دعوات للعودة الى استخدام الخيول والجمال والحمير..

    

دعوات للعودة الى استخدام الخيول والجمال والحمير..
كيف يصل الموظف والطالب والعامل  الى محل عمله ودراسته في هذا الزحام؟

بغداد - احمد عبدالعزيز:من يريد ان يقيس مدى صبره وقدراته على المطاولة  باعصاب باردة، عليه  أن يتنقل في شوارع بغداد بالسيارة في وقت مبكر من الصباح، متنقلا بين سيطرات التفتيش ليرى بام عينه كيف تذيق هذه السيطرات سكان العاصمة مر العذاب، وتمنع وصولهم الى اعمالهم، وسط كابوس صار يطبق عليهم اسمه الاختناقات المرورية يضاف الى الكوابيس اليومية التي يعيشها الشعب العراقي.
 
كابوس الزحام هذا صار يورق المواطنين منذ ساعات الصباح الاولى حينما يبدأون رحلة الذهاب الى المدرسة والعمل والكلية وسط نقاط  تفتيش مزعجة لايهمها الوقت الذي تبقي فيه طوابير السيارات تنتظر دورها للتفتيش، حتى مل المواطن العراقي ما يكرره قولا كل يوم لمديره او الاستاذ والمعلم، ان السيطرة اعاقت مجيئنا لانهم يشتبهون بعبوة ناسفة او سيارة مفخخة، صار هذه علامات كل يوم من ايام الاسبوع، دون امل بالتغيير.
 
الوقت من ذهب ان لم تقطعه قطعك هذا المثل ما عاد ينطبق هنا، لان لا قيمة للوقت وانت تقف تنتظر دورك للتفتيش وعجلات المركبة لاتكاد تسير الا بالامتار، ولذا اصبحت عقدة الزحام نكبة ونقمة على المواطنين، اين الحل اذن؟
 
يقول محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق انه اكتشف الحل عبر إيجاد مسارات لبعض الشوارع الرئيسية والسريعة في العاصمة، من اجل تسيير حافلات النقل العام التابعة لوزارة النقل، ضمن تجربة تستمر لمدة ثلاثة أشهر سيتم تعميمها ان نجحت، ولكنها  تجربة تذكر الناس بمشرع (المترو) الذي اقترحه المحافظ قبل سنوات وعده حلاً شاملاً لازمة السير الخانقة.. وحسب احد موظفي امانة العاصمة، فان هذا المشروع (توفي) في درج مكتب رئيس الوزراء، بعد ولادته!
 
شوارع ضيقة ومهدمة، وسيطرات لاسيطرة عليها، تفعل ما تريد، تغلق وتضيق الشارع حسب اهوائها، وفي المحصلة.. المواطن العراقي هو الضحية..  ضحية هذا الزحام الجنوني وهذا الاختناق القاتل،  الذي يتحمله اولاً واخيراً (مزاج) افراد سيطرات الجيش والاجهزة الامنية، والخطط الامنية العشوائية والتقديرات المرورية الخاطئة.
 
من جهته يرى الكاتب خالد الجنابي ان سيطرات الجيش والاجهزة الامنية ليست وحدها السبب، ويقول ان ما نضيعه من وقت بسبب حالات الازدحام ليس له مثيل في دول العالم اجمع، والجميع يعلم ان الازدحام ليس بسبب عدد السيارات التي دخلت الى العراق حيث ان شوارعنا وبالرغم من انها ليست بالمستوى المطلوب لكنها كافية لايجاد انسيابية سلسة للسيارات الموجودة حاليا او اكثر منها، لكن ماذا يعني غلق اعداد كثيرة من الطرق؟
ماذا يعني غلق كافة المداخل الفرعية للمناطق السكنية والابقاء على مدخل واحد؟
 ماذا يعني غلق الفتحات المخصصة لاغراض الاستدارة في الشوارع العامة والابقاء على فتحة واحدة فقط في التقاطعات الرئيسية؟
هل من المنطق ان يحتاج المواطن لغرض عبور جسر اكثر من ساعتين من الزمن؟
 هل من المنطق ان تكون المدة الزمنية اللازمة لغرض الوصول من منطقة الى اخرى لاتزيد المسافة بينهما على 3 كيلو مترا 4 ساعات او اكثر؟
هل من المنطق ان ينزل المواطن من سيارة الاجرة التي يستقلها لغرض الذهاب الى الدوام الرسمي ويقطع مسافة طويلة مشيا على الاقدام كي لايتأخر عن الوصول الى دوامه حيث لايجد من لايعذره اذا تأخر لأن الذي يذهب الى دوامه وسط موكب من السيارات العسكرية وانواع عديدة من الصفارات التي تفتح الطريق امامه لايمكن له ان يشعر بمعاناة الموظف الذي لايؤهله منصبه لهكذا سيارات ومواكب؟!!
 
واضاف الجنابي، ان ابسط مقومات الحياة الكريمة هو التنقل في الطرقات بنوع من الراحة التي تتطلب توفر انسيابية مرورية جيدة وهذا ما أصبح ضربا من المستحيل في الوقت الحاضر، وفي الوقت الذي خصص فيه مدخل فرعي واحد للمناطق السكنية نجد ان البعض ممن تكون لديهم حالة وفاة يقومون بنصب سرداق الفاتحة في المدخل المفتوح بحيث تغلق المنطقة بشكل كامل!
ويتسائل الكاتب الجنابي، ان كانت الحكومة تعلم بهذه المعاناة اليومية، حتى بات المواطن يكره الخروج من بيته بسبب هذا الازدحام والاختناقات المرورية التي يتوجب عليه ان يمر بها، او ان يذهب لقضاء عمله مشيا على الاقدام، رغم انه حتى المشي على الاقدام -حسب قوله- يتطلب مسارات خاصة بسبب وجود الاسلاك الشائكة والكتل الكونكريتية وأكوام الازبال المنتشرة في كافة الشوارع هذا لحد غروب الشمس، اما بعد الغروب فتضاف حالة اخرى هي انتشار اعداد لاتحصى من الكلاب السائبة والمسعورة التي تبقى تجوب الشوارع حتى الصباح بكل راحة!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

889 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع