مع تفاقم ظاهرة الصيد الجائر..الكركي في الطريق للانقراض.. وبقية الطيور بالأنتظار

    

المثنى/يوسف المحمّداوي.. تصوير،محمود رؤوف:تحدثنا في الحلقات السابقة التي دخلت عالم وأسرار الطيور عن رحلتنا الممتعة والمتعبة،

وقبل أن نغادر عيون نعمة  أو عيون الوحشية، وواحاتها الجميلة التي أصبحت ملاذاً لشباب السماوة المحرومين من الفرح، حيث تشاهد العديد من السيارات التي نصبت خيامها على ضفاف نهير الوحشية المنبثق من عيونها، ودبكات الجوبي السماوي بدأت تتمايل مع طربهم الذي يميل للغناء البدوي، وبعضهم أغرتهم أغاني المودة الحديثة وهم يرقصون بعنف وكأنهم خارجون تواً من محاجر الحزن والكآبة، وبالفعل أن السماوة وجدت فيها الفرح مزوياً، منعزلا من غير أنيس وهو يغني بشجن وأسى"بس تعالوا... بس تعالوا لو اجيتوا جفوفنه نحنيها... وكلوبنا الماتنسه همكم هلبت انسيها... هلبت بختن يجيبكم هلبت ... وانشم روايح طيبكم هلبت وما اصدك حتى لو جيتوا اوكعدتوا...عيوني أحس بيهن غشه وما اكولن انتو".


مادة الشنان وصناعة (التايت)
ذكر لنا الشيخ أبو ذياب الذي اسمه (شاكر خضير جبر البركي) المتزوج من ثلاث نساء أن منطقة الوحشية هي من أملاك عشائر السعدون، والنظام السابق قام بمنع الزراعة فيها وإغلاق عيون الماء وتعويض أصحابها بـ(13)مليون دينار عراقي، وكانت تسكنها أيضا قبيلة البوعلي الذين يسكنون حدودها، وكذلك آل حجيم، وآل غليظ، وآل زياد، والعبيد، وما يزال أحفاد ملاكو تلك المنطقة يعيشون في بريطانيا بعد أن تم طردهم من قبل صدام من أراضيهم، وأول من قام بحفر عيون الوحشية رجل يسمى حجي نعمة وآخر يسمى (جبير ابو مطي)، أما العيون الموجودة داخل هور السماوة فهي لطبيب عراقي يسكن الدانمارك في الوقت الحاضر وهو من عشيرة البوعلي.

وهور السماوة وكذلك عيون الوحشية تكونت مع مشروع نهر القائد عام (1993) النابع من ناحية القادسية في غماس، وما يميز هور السماوة هو طيبة أسماكه وخاصة القطان والشبوط والغريبة وهي سمكة تشبه القطان لكنها برأس مثلث كما يقول البركي. ويذكر ان مساحة الوحشية حتى شان صبيحي تشغل مسافة 60 كم من الأرض، وهور الوحشية متصل بالنهر فقط، على العكس من هور الوركاء المتصل بهور الناصرية، ويكثر في المنطقة نبات الشنان الذي يستخدم كعلف للإبل، في حين أن الشنان هو المادة الرئيسة في صناعة مساحيق الغسيل، وبالتحديد (التايت) وتوجد منه كميات كبيرة.
ضمائر خارج نطاق الخدمة
وهنا نقول للمسؤولين عن الصناعة في البلد ماذا يكلفكم معمل لصناعة مساحيق الغسيل في تلك المنطقة، خاصة وان المواد الأولية متوفرة وكذلك الأيدي العاملة والأموال، ولكن للأسف الضمائر والنوايا الصادقة خارج نطاق خدمة قادة البلد الجدد.
من صفات الصقور بأنها لا تتكاثر في أماكن تهجينها، وإنما يكون تكاثرها في البيئة التي جاء منها، وهذا يعني بان الصقر الذي يهجن لا يمكن تعويضه حتى مماته، ويبقى تكاثره من قبل الصقور المتواجدة في البيئة التي كان يعيش فيها. وعن أسعارها يقول رئيس جمعية الصيادين إنها تتراوح ما بين (50) دولاراً الى (100000) دولار. وبعض الصقور بيعت في العراق بمبلغ (70000) دينار، ولكن بعد التهجين وتصاعد عدد الصيادين انخفضت أسعار الصقور بالفترة الأخيرة، ولكن تبقى الصقور النادرة محافظة على أسعارها الخيالية.
وبشأن كيفية صيد الصقر دون تعرضه لأي أذى جسماني، يقول حسام العاقولي إن هناك طرقا وأساليب عدة لصيده، منها استخدام نماذج لطيور وهمية (الوز) من البلاستك متقنة الصنع واستخدامها كأدوات جذب وإغراء للصقور، مع استخدام بوق يستخدمه الصكار بتقليد صوت الطائر الوهمي لجذب انتباه الصقور.

ضمير الكركي ومروءة الحكومة
وأرقى أنواع الطيور هو الكركي الذي محرم صيده عالميا خشية عليه من الانقراض، وهو من الطيور النادرة ويبلغ وزن الواحد منها (14) كغم، ولهذا الطائر ذكاء مميز فمثلا عندما يأتي مع سربه وسط المياه، يبقى قائد السرب حارسا عند نوم الجميع وخشية أن يغلبه النعاس يقوم برفع حجر في إحدى قدميه فإذا ما غلبه النوم يسقط الحجر ويستيقظ من نومه، فأي حرص وأية أمانة يؤديها بالحفاظ على سرب من قومه، هل يحمل حماة الوطن والشعب الجدد مثل ضمير هذا الطائر في الحرص وحماية الشعب الذي أوصلهم لكراسي الكسب والحكم، وليس للمسطحات المائية أو شباك الصيد كما فعلت أسراب الطيور مع قياداتها، ومع ذلك تواكب على حمايتها بقلق وحذر شديدين، نتمنى عليهم بعد أن يئسنا من أخذهم العبر من الإنسان أن يتعظوا من طائر الكركي الحيوان... الحيوان وباعتقادي لا أظن.
بالنسبة للقطا فهي تختفي بين السنابل والأدغال في النهار، اما في الليل فهي تقوم بالنوم على حجر أملس ليسهل عليها سماع الحركة، وتنام بشكل متخالف فواحدة تنام ووجهتها الى الشمال والاخرى بجانبها ورأسها باتجاه الجنوب لتفادي صيدها، اما الزرازير فتنام بشكل دائري فمن أي اتجاه تأتيها فهناك جرس إنذار للبقية إذا ما داهمهم الخطر.
وبالنسبة لـ"الصجم" المستخدم في الصيد فلكل طائر أو حيوان صجمته الخاصة بقياسات معروفة، فصجمة الزرزور بالتأكيد اصغر من صجمة الغزال.

    


للقطريين حرية الصيد
يروي الشاعر والإعلامي عامر الشيخ إحدى القصص التي حدثت معه في منطقة البصية المشهورة بالصيد وتوافد فرق الصيد الخليجية عليها والحدث كما يقول الشيخ عام 2010، ذهبنا إلى هناك فوجدنا وفدا قطريا، والغرابة ليست بوجودهم بل بإقامتهم حيا كاملا داخل منطقة البصية، فقد استغلوا أراضي واسعة وأحاطوها بالأسلاك الشائكة، ومعهم خدمهم من المصريين والباكستانيين والهنود وجنسيات أخرى، الأنوار تضيء المكان بواسطة مولدات خاصة بهم، وعندما حان وقت العشاء وكنا نحن هناك كإعلاميين وأتذكر كان معي الزميلان حسام العاقولي ومعتز. وقدمت لنا فقط مائدة عليها قوزي مشوي، وبعد نهاية وجبة العشاء تحدثنا معهم، فعرفنا من احدهم وهو ابن وزير من العائلة الحاكمة بأنهم يأتون سنويا إلى جزيرة السماوة ويقيمون بها لمدة ثلاثة أشهر، ويفضلونها على صحراء دول المغرب العربي، لوجود الطيور النادرة بها مع وفرة الصيد، ويرافقهم بتواجدهم هناك  ضباط من القوات الأمنية العراقية، وبالتأكيد بتوجيه ورعاية من المسؤولين العراقيين.


الصين موطن الحباري
وللأسف كما يقول احد الصيادين إن الأمر حلال على أمراء الخليج وحرام على أبناء العراق، من خلال ممارسات بعض القوات الأمنية التي تحاول ابتزاز الصياد العراقي، أما القطري فهو مبجل لأنه يجزل العطاء، فضلا عن كونه يأتي بتأشيرات دخول من قبل مسؤولين حكوميين، خارجة عن نطاق البروتوكول المعمول به بين الدول، لما تربط أولئك المسؤولين من علاقات اجتماعية وتجارية ومصالح مشتركة بين أمراء الصيد كما يقول الصياد.
طير الحباري موطنه في الصين، وهو هناك لا يتعرض للخطر، بل يتعاملون معه كأي طير من غير أن يتعرض للصيد ويبيض هناك ويتكاثر، ثم يهاجر موطنه باتجاه العراق الذي لا يجد فيه ما يسرـ كما يقول العاقولي.يشير عبد الرحمن إلى ان الصيد بالصقور بدأ قبل ظهور الإسلام بألفي عام، والعرب أول من استخدمه والصقور نوعين جبلية وبحرية أي تعيش بالجبال المطلة  على البحر، لان الصقر بطبيعته يستوطن الجبال، والجبلي ريشه يتبلل بالماء على العكس من البحري الذي لا ينقع بالماء، وهذا ما يوفر للصقر البحري قدرة اصطياد الأسماك والطيور في الماء، على العكس من الجبلي الذي لا يستطيع ذلك، وكل دولة تتميز بصقر خاص بطبيعتها، فالعراق مثلا يتميز بالصقر الموصلي، يكون لونه احمر وهو يتكاثر ويعيش في جبال العراق، ولكنه غير مرغوب بقدر الصقور المهاجرة للعراق من سيبريا.


حجي حسون وزوجته
وعن موسم صيد الصقور يقول عبد الرحمن بأنه يبدأ من منتصف أيلول، وينتهي بمنتصف تشرين الثاني  من كل عام، أشهر الصيادين بالنسبة للصقور في العراق هم من الدير والعزيزية وبغداد وديالى وبالتحديد منها بلد روز، وأهل يتميزون عن الجميع لكونهم مولعين بصيد الصقور فتجد ما بين بيت وآخر صقراً، وهذه مهنة ورثوها من أجدادهم، وبلد روز كذلك فمنها حجي حسون وهو تاجر صقور معروف على مستوى الخليج، وهو صياد محترف وعندما يخرج للصيد تخرج معه حتى زوجته، وتجلس بقربه تبني له المكان وتجهز له الدرك وجميع أدوات الصيد، إلا انه الآن أصبح جامعا وتاجر للصقور الثمينة، أما بالنسبة لأهل الدير فاغلبهم معروفون بالصيد مثل حجي عبد وحجي حسين وحجي علي، ومن العزيزية آل عبد الحسين كما يقول حسام العاقولي، واغلب الصيادين تحولوا إلى تجارة الصقور بعد ازدياد الطلب عليها، علما لا يوجد تاجر صقور إذا لم يكن في الأصل صيادا، لأنه سيخسر إذا لم يعرف أنواعها ومواصفاتها. لا بد من أي تاجر للصقور أن تتوفر لديه خبرة سابقة كصياد، وكل تاجر له صيادون خاصون به يقرضهم بالمال لحين حصوله على صيده ويستقطع الديون من مبلغ الصقر الأصلي.


6 سنوات بانتظار صقره
وروى عبد الرحمن (للمدى) المعاناة والأزمات التي يعيشها بعض الصيادين لعدم تمكنهم من الصيد ومع ذلك لم يتركوا مهنتهم التي أدمنوها، كحكاية ابو امجد الذي وصل به الحال إلى رهن بيته من اجل مواصلة رحلته مع الصيد وأخيرا تمكن من نيل مراده وقام ببيع بيته القديم وشراء بيت جديد، وهو في كل عام مع نهاية موسم الصيد يقول لن أعود للصيد، ولكن ما أن يأتي الموسم حتى تجده جهز أغراض الصيد وخرج إلى البر، وهناك صياد كما يقول رئيس جمعية الصيادين لم يصد لمدة ست سنوات ولم ييأس، وهو سيد من أهل البصرة وبعد تلك الفترة استطاع أن يصيد صقرا عوضه انتظار تلك السنوات، حيث قام ببيعه بثلاثين مليون دينار، على الرغم من كونه كان خارجا لوحده. وبالعادة أن الصكارة عندما يخرجون للصيد يكونون ثلاثة، واحد للطبخ يعمل بأجر محدد معهم واثنان يشغلان النوجتين، والنوجه هي مثل الموضع العسكري وتشبه الكوخ الصغير يسكنه الصياد وفيه يأكل ويشرب ويعمل الشاي، وهو مسقف بشبكة مغطاة بتراب من نفس تراب الموضع، وتوجد فتحات صغيرة في السقف، ويبقى الصياد في داخل هذا الموضع ليلا ونهارا، وفوق النوجه يضع الصياد غرابا، لان الغراب بطبيعته يرى الصقر من مسافات بعيدة وحين يراه  يصيح، فيعرف الصياد أن هناك صقرا قريبا، فيقوم بإخراج الناظور ليتأكد من نوعيته، فإذا ما تأكد بأنه ضالته المنشودة يقوم بتجهيز خطة الصيد، وهي خطة محكمة حيث يأتي بغراب ويربطه بحبل طوله ما بين 10-15 مترا، فمسافة حركته تكون ضمن تلك المساحة، ثم يأتي بحمامة حية ويربطها بحبل أيضا ويوفر لها الطعام والماء، ويأتي بريش حمام يضعه قرب الغراب.


الصيد ابتكار عراقي
وما أن يشاهد الغراب الصقر يصيح لان الطير يرى الطير ولكن الصياد لا يراه، فحين يرى الصقر الغراب وهو يمتلك فريسة في حين انه جائع ويبحث عن صيد في السماء، فبغريزته الحيوانية يختصر من الجهد الذي يبذله في البحث عن الطعام ويهجم على غنيمة الغراب الوهمية والتي هي الريش بالأصل، فحين يراه الصياد ينزل على الغراب يقوم بإظهار الحمامة الحية، التي هي مربوطة مع شبكة الصيد المغطاة بتراب ناعم جدا، فحينما يرى الصقر بأنه لم يحظ بغير الريش، والحمامة أمامه يهجم عليها ويقع بالشباك، وهناك طريقة أخرى غير الشبك وذلك باستخدام الدرك وهي آلة تربط مع الحمامة الحية وبالتحديد تحت الحمامة، فحين يحملها الصقر هناك كلابات بلاستيكية تلتصق بالصقر فيطير مع الحمامة ولكنه لمسافات معينة يتعب الصقر من حمل الحمامة وآلة الدرك الملتصقة بالحمامة فيسقط، ويقبض عليه الصياد بعد ملاحقته له، وهذه طريقة متعبة للصياد خاصة بسبب الملاحقة، وهناك طريقة ثالثة للصيد وهي باستخدام عقاب صغير كنكل أي كطعم وغلق عيونه ببرقع حتى لا يرى شيئاً، ثم ربطه بريش وشبكة مربوطة بحبل طويل، ثم إطلاقه في الجو فيبقى يدور في الجو دون أن يعرف إلى أين يذهب؟، وما أن يراه الصقر حتى يهجم عليه طامعا به وبفريسته فيقع بالمصيدة كما يبين عبد الرحمن. وطريقتا الصيد الأولى والثانية هي من ابتكار الصياد العراقي، أما الطريقة الثالثة فهي من ابتكار صياد سوري.
وبورصات بيع الصقور هي العراق وأفغانستان ومنغوليا والاحواز، ولكن أهمها بورصة العراق ومناطق الاحواز الحدودية مع العراق مثل مهران.



دواشة النجف وانقراض الطيور
يقول الصياد صفاء إن البعض يعد هواية الصيد نوعاً من البطر، ولكنه لم يمارسها ويشعر بمتعتها، ونحن نمارسها كهواية منذ ثمانينات القرن الماضي وهي وراثة من أجدادي وأخوالي ونعد الصيد كيفا ومزاجا، لا نستطيع الاستغناء عنه، ويشكو صفاء من صيادي النجف الذين  يسمون بـ(الدواشة)، الذين يقومون بصيد الطيور بالشبك، فمع كل لمة شبك هناك 500 طير داخل الشبكة، وهذا ما يؤثر على أعدادها وقد تنقرض تلك الطيور، أما نحن الذين نصيد ببنادقنا فلا يتجاوز صيدنا العشرين طيراً في اليوم لأننا نمارس الصيد كهواية، بينما هم يمارسونه كتجارة كما يقول صفاء، ويقول إن اغلب الطيور التي تأتي إلى اهوارنا هي من الصين وروسيا هاربة من ثلوج مناطقها، ونتمنى والكلام لصفاء على حكومة المثنى المحلية أن تجد حلا لمشكلة الصيد الجائر الذي يمارسه البعض، لان استمراريته هدر لأهم الثروات الحيوانية في المحافظة.
وعن أهم أنواع الطيور يقول صفاء هناك البط الكندي وهو من فصيلة الوز، والخضيري ،البط الكبير، الغرنوج أو ما يسمى بالفلامنكو، البعمة، (الشور) و(ابو زلة) و(البط الصيني)، والعرموطي، ودجاج الماي، وطائر الكركي الذي يشبه لحمه لحم الغزال، الذي تبدأ هجرته من الصين والذي هو شعار جمهورية الصين، والتسمية الشعبية له هي (الرهو) وبعضه يصل وزنه (14) كغم ويسمى (الاكرع)، والكركي محرم صيده عالميا لكونه مهدداً بالانقراض.
والصياد صفاء يتحدث بألم عن انقراض ذلك الحيوان وجدت روحي تتلفت وتتألم بكل جوارحها متسائلة "هناك من يحمي ويدافع عن حقوق الحيوان، ويخشى عليه من الانقراض، فإذا ما استمر حصاد أرواح العراقيين الأبرياء يوميا وبهذه الصورة فمن يخشى على انقراضنا، مَن... بعمق وطول الجرح نقولها؟ ولكن هل من مجيب؟ هل من مغيث  لا أظن؟!
تركت رحلتي ووجهت وجهي صوب العراق مخاطبه بصوت البحتري:
قل ما هويت فإنني
لك سامع والأمر أمرك
واعلم بأن مسرتي
لو أن فيها ما يضرك
لتركت ذلك واتبع
ت مضرتي فيما يسرك

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

657 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع