رثاء الى المرحوم الفريق الركن المتقاعد حسين علي السامرائي

       

 رثاء الى المرحوم الفريق الركن المتقاعد حسين علي السامرائي

       

                   

            اللواء الركن المتقاعد فؤاد حسين علي 

ما أقصر رحلة الحياة، ما أقسى وقعها، يوم تتوقف فجأة لتضعنا أمام موقف يختفي فيه الصديق العزيز، وتتحول السنين الى مجرد ذكريات. هكذا هي في الأمس لحظة انتقال روح الفريق الركن المتقاعد حسين علي السامرائي، أبا سيف، الى باريها دون تمهيد ولا سابق إنذار.
لحظة دفعت اللا شعور الى استرجاع وقع الذكريات، من ساعة التعرف عليه صديقاً في الدائرة العسكرية التي عملنا بها سوية، ليسجل أبو سيف صورة في سجلاتها لضابط كان منضبطاً، ذكياً، منصفاً، عراقياً أصيلاً، ويثبت من ذاك اليوم الذي بدأ في العام ١٩٧١ أنه صديق مخلص أستمرت صداقته ناصعة قوية الى اللحظة التي استذكره في الله سبحانه وتعالى في الأمس.

لحظة حيرة، توقفت فيها الكلمات، وحلت محلها الصور التي باتت تسترجع من خزين العقل بقوة انفعال الحزن. في جميعها يظهر أبا سيف ضابطاً أدى الأمانة الوطنية بكفاءة واقتدار، أنتقد الظلم في ذاك الزمان فحكم عليه بالإعدام أبقته سجين زنزانة الإعدام عدة سنين، ليخرج منها عوداً أصلب من ذي قبل، ساعياً الى تكوين حياة غير الحياة التي اعتادها عسكرية، يثبت طوالها أنه الأكفأ والأخلص في ميدان عمل الإدارة والحياة. وعاود الانتقاد وعدم الرضا في هذا الزمان ليسجل مواقف أبقته عراقياً أصيلاً، وضابطاً مهنياً كما عرفته طوال هذه السنين.

لحظة حاولت فيها استجماع قواي، خانت فيها الظروف والمسافات حق حضور جنازته الى مثواه الأخير، ودفعتني الى أن أقول نم أبا سيف نومتك الطويلة، لقد سبقتنا فيها بقليل، وعدٌ أني سأبكيك ليس طوال الطريق الذي بدأته اليوم علي أقف في عزاك، بل كل يوم ما دمت باقٍ على قيد الحياة.

وداعاً أخي الحبيب وصديقي القريب رحمك الله والهم ذويك وأصدقائك ومحبيك الصبر والسلوان. وانا لله وانا اليه راجعون.

فؤاد حسين علي

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

696 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع