رووداو ديجيتال:بعد وصوله إلى بغداد مساء أمس السبت؛ كشف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري الهدف من هذه الزيارة إلى العراق، مشيراً إلى أنه ستتم مناقشة سبل تنمية العلاقات العسكرية الثنائية .
اللواء باقري قال في تصريحات صحفية، إن زيارته تهدف لـ "مناقشة سبل تنمية العلاقات العسكرية بين البلدين الجارين"، حسبما ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وأضاف "سنجري خلال هذه الزيارة التي تستغرق يومين إلى البلد الشقيق والجار العراق، لقاءات مع القادة في الجيش وعدد من المسؤولين السياسيين في هذا البلد، وهدفنا من الزيارة هو مناقشة سبل تنمية العلاقات العسكرية بين البلدين الجارين".
رئيس هيئة الأركان الايرانية أكد أنه "ليس لدينا أية مشكلة مع دولة العراق في المجال الأمني، وهذا البلد باعتباره صديقاً وجاراً لنا نواصل معه مسار تنمية التعاون العسكري".
وأوضح أن "هنالك في الوقت الحاضر أعداد كبيرة من الطلاب الجامعيين من الجيش العراقي يواصلون دراستهم في الجامعات العسكرية الإيرانية، وفي المقابل توجد أيضاً إمكانية دراسة طلابنا الجامعيين العسكريين في دولة العراق".
اتصالات عملياتية بين العراق وإيران
اللواء باقري اختتم، قائلاً: "ستكون لدينا بين العراق وإيران اتصالات عملياتية وتعليمية مختلفة مع بعضنا البعض"، مبيناً أنه "سنناقش ونراجع هذه المجالات مع هيئة الأركان المشتركة العراقية والمسؤولين العراقيين الآخرين؛ أعتقد أنه سيتم وضع الأساس للتطوير السليم للعلاقات في هذه الزيارة".
وكان باقري قد وصل إلى بغداد عصر السبت (2 كانون الأول 2023)، على رأس وفد عسكري وسياسي رفيع، تلبية لدعوة رئيس أركان الجيش العراقي، عبد الأمير يار الله، حسبما نقلته وكالة "إرنا".
وسيلتقي رئيس أركان القوات المسحلة الإيرانية، خلال هذه الزيارة، عدداً من المسؤولين السياسيين والدفاعيين رفيعي المستوى، كما سيبحث معهم بشأن التعاون الثنائي والإقليمي.
ومطلع تشرين الأول الماضي، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإیرانية ناصر كنعاني، بأن يتعين على العراق وإقليم كوردستان معالجة مخاوف إيران بشأن وجود الجماعات "الإرهابية" في هذه المنطقة ونزع سلاحها وتوطينها في المقرات المتفق عليها في مهلة ستة أشهر، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ جزء من الاتفاق وليس كله.
وتعود التهديدات الإيرانية إلى العام الماضي، حيث أكد مسؤولون إيرانيون أن وجود أحزاب كوردستان إيران في إقليم كوردستان "مرفوض"، ويقول رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إن "العمليات التي تستهدف هذه الأحزاب ستستمر طالما دعت الحاجة إلى ذلك، وعلى حكومة إقليم كوردستان أن تنزع سلاحهم أو تطردهم".
في حيثيات الملف الحدودي
وفي يوم (28 أيلول 2022) استهدف الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ والمسيّرات مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني - إيران، وجمعية الكادحين وحزر حرية كوردستان ومخيم للاجئي كوردستان إيران في قضاء كويسنجق بمحافظة أربيل، ما أسفر عن سقوط 17 ضحية وجرح أكثر من 50 آخرين.
وفي نهاية تشرين الأول الماضي، أعلن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن تنفيذ الاتفاق الأمني بين العراق وإيران ينتظر اللمسات الأخيرة، حيث تم إخلاء المنطقة الحدودية مع إيران من الجماعات المسلحة، ونزع الأسلحة، وذلك بينما يجري العمل على تنفيذ باقي بنود الاتفاق الذي يلقى تعاوناً كبيراً من قبل إقليم كوردستان وأجهزته الأمنية.
الأعرجي وخلال زيارته لمدينة السليمانية، قال حينها في مؤتمر حضره مراسل شبكة رووداو الإعلامية، الأحد (29 تشرين الأول 2023)، إن زيارته ولقائه الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل طالباني، جاءت "لتعزيز الروابط والعلاقات، ومتابعة الاتفاق الأمني بين العراق وإيران"، لافتاً إلى أن "هناك تقدماً كبيراً لهذا الاتفاق الذي لاقى قبولاً كبيراً من قبل جميع الأطراف على ما تم تنفيذه من بنود الاتفاق".
مستشار الأمن القومي، أكد: "نحن في اللمسات الأخيرة من تنفيذ الاتفاق، حيث هنالك تعاوناً كبيراً من جميع الأخوة في إقليم كوردستان، وكذلك في السليمانية، ومن كل الأجهزة الأمنية والجهات السياسية"، مشيراً إلى أن هناك متابعة من قبل رئيس الوزراء لهذا الملف من أجل "الحفاظ على أمن البلاد، وعدم انتهاك سيادته وعدم السماح لأي جهات مسلحة لتنطلق من الأراضي العراقية".
إخلاء المنطقة الحدودية
الأعرجي لفت إلى أن "البنود المهمة التي نفذت من الاتفاق، هي إخلاء المنطقة الحدودية من أي جماعات مسلحة على طول الحدود مع إيران، ونقلهم إلى مناطق أخرى، فضلاً عن نزع الأسلحة"، مبيناً: "نحن الآن بصدد تنفيذ باقي بنود الاتفاقية، التي تؤدي إلى الاستقرار الكامل".
الأعرجي أردف قائلاً: "كل التحية لجميع الذين ساهموا وشاركوا وتعاونوا، إذ هناك إرادة عراقية من بغداد إلى إقليم كوردستان، لإنهاء هذا الملف، كما كان هناك تعاون من قبل إيران"، مضيفاً أن "أمن العراق، هو أمن جميع العراقيين ومحط اهتمام كل العراقيين، والجميع قد بذل جهوداً كبيرة من أجل تنفيذ هذا الاتفاق".
في سياق متصل، أشار الأعرجي حول إمكانية عقد اتفاقية مشابهة مع تركيا، إلى أن "العراق يسعى لإنهاء هذا الملف المهم والحساس مع تركيا، إذ أنها دولة جارة كبيرة كما إيران، وبالتالي يعمل العراق على منع أي جماعات مسلحة وإيقاف أي عمل عسكري ينطلق من أراضيه"، مؤكداً أن "هناك جهوداً تبذل من جميع الأطراف، للوصول لصيغة تفاهم لإنهاء هذا الملف بشكل تام".
1069 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع