بي بي سي:تصاعدت حدة التوتر بين إسرائيل وحزب الله منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما أشعل المواجهات بين الحزب والقوات الإسرائيلية. حتى جاء يوم السابع عشر من سبتمبر/ أيلول الجاري، فكان نقطة تحول كبيرة سواء كان من حيث شكل المواجهات أو تصاعد وتيرتها.
يوم الثلاثاء 17 سبتمبر/ أيلول، شهد لبنان شكلا جديد من أشكال المواجهة حيث انفجرت مئات أجهزة الاستدعاء "البيجر" في وقت متزامن والتي "يحملها أعضاء حزب الله"، ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص بينهم قياديون من الحزب، وإصابة أكثر من 2800 شخص بينهم أطفال وكبار سن في مناطق مختلفة من لبنان.
في اليوم التالي 18 سبتمبر/ أيلول ، وأثناء تشييع حزب الله جثامين بعض قتلى البيجر، حدثت عدة انفجارات ولكن هذه المرة كانت لأجهزة الاتصال اللاسلكي، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا وإصابة أكثر من 450 في مناطق مختلفة.
مرحلة جديدة من الحرب
بعد موجتي الانفجارات الإلكترونية، خرج حسن نصرالله زعيم حزب الله بتصريحات تدين إسرائيل ووجه لها أصابع الاتهام في الهجومين، وقال إن الهجومين بمثابة إعلان حرب وتوعد إسرائيل برد قاسٍ، بينما قالت إسرائيل إن الحرب مع حزب الله دخلت مرحلة جديدة.
حظرت السلطات اللبنانية حمل أجهزة الاتصال اللاسلكية على متن الرحلات الجوية، وطلبت المديرية العامة للطيران المدني اللبنانية من شركات الطيران العاملة في بيروت إبلاغ الركاب بمنع حمل أجهزة الاتصال اللاسلكية حتى إشعار آخر.
وعلى إثر الهجومين، قال الجيش اللبناني إنه فجّر أجهزة بيجر وأجهزة اتصالات مثيرة للريبة. وناشد المواطنين الإبلاغ عن أي أجهزة تثير الريبة.
يوم الخميس 19 سبتمبر/أيلول، تصاعدت وتيرة المواجهات بين الطرفين، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه قصف نحو 30 منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لحزب الله إلى جانب "بنية تحتية" أخرى في غارات جوية. فيما أعلن حزب الله أنه قصف المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي الإسرائيلي في ثكنة يعرا بالأسلحة الصاروخية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين في عملية لحزب الله، منهما ضابط برتبة رائد. كما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين إثر قصف من جنوبي لبنان على بلدة تل حاي غرب كريات شمونة بالجليل الأعلى شمالي إسرائيل.
وفي مساء اليوم ذاته، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن العديد من الغارات، والتي أصابت "المئات من منصات إطلاق الصواريخ التي كانت مجهزة للإطلاق باتجاه إسرائيل"، بالإضافة إلى "نحو 100 قاذفة ومواقع بنى تحتية إضافية لحزب الله".
سلسلة اغتيالات قادة حزب الله
يوم الجمعة 20 سبتمبر/ أيلول، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة وصفها بـ "محددة الهدف" في العاصمة اللبنانية بيروت، وأفاد حزب الله بوقوع قصف على الضاحية الجنوبية للمدينة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت إبراهيم عقيل، القيادي البارز بحزب الله وعضو المجلس الجهادي بالحزب، والذي تتهمه إسرائيل بأنه كان من بين المدبرين لـ "خطة اقتحام الجليل"، والتي كانت تهدف إلى اقتحام بلدات الجليل وقتل مدنيين بما يشبه ما نفذته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
كما قتلت الغارات الإسرائيلية القيادي أحمد وهبي، الذي أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان حتى أوائل العام الجاري.
وفي بيان للحزب أشار إلى أن وهبي "لعب دوراً أساسياً في تطوير القدرات البشرية في الحزب، وتولى مسؤولية قوة الرضوان حتى مطلع العام 2024، وعاد لتولي مسؤولية الوحدة بعد مقتل القائد الحاج وسام الطويل".
"الغرب عاجز وإسرائيل تزعم بتحقيق أكبر انتصار لها على حزب الله''
وفي 24 من سبتمبر/أيلول أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل إبراهيم محمد قبيسي، الذي وصفه بأنه "قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله"، وقال إنه أطلق موجة غارات واسعة تستهدف "أهدافاً إرهابية" في لبنان.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن طائرات حربية هاجمت بتوجيه من هيئة الاستخبارات في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، وقضت على قبيسي الذي كان وقت الغارة "برفقة عدد من كبار قادة منظومة الصواريخ في حزب الله".
وفي يوم 26 سبتمبر/أيلول، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل محمد حسين سرور، قائد الوحدة الجوية بحزب الله، إثر ضربة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية ببيروت.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان، أن سرور يعد أحد رواد مشاريع إنتاج الطائرات المسيّرة في لبنان، وأنه "قاد تنفيذ المخططات الجوية بالمسيّرات وصواريخ كروز التي استهدفت شمال إسرائيل".
"ذروة السنام واغتيال الزعيم"
الجمعة 27 سبتمبر / أيلول، قصفت الطائرات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت مستهدفة مركز قيادة حزب الله، التقارير الإعلامية الأولية أشارت إلى أن هدف الغارة هو زعيم الحزب حسن نصر الله. إلا أن أياً من الأنباء لم تؤكد طيلة الليل وحتى صباح اليوم التالي.
السبت 28 سبتمبر/ أيلول، أعلن الجيش الإسرائيلي على لسان ناطقه باللغة العربية أفيخاي أدرعي عن مقتل حسن نصر الله وقال إن هجمات الجمعة قتلت نصرالله وعددا من قادة الحزب أبرزهم علي الكركي، قائد جبهة الجنوب، وقائد الوحدة الصاروخية محمد علي إسماعيل ونائبه حسين أحمد إسماعيل. بعد الإعلان الإسرائيلي بساعات، أصدر حزب الله بياناً رسمياً نعى فيه أمينه العام.
أثار مقتل نصرالله ردود فعل واسعة داخليًا وخارجيًا، وأعلن لبنان الحداد 3 أيام على مقتله، فيما أعلن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الحداد 5 أيام في إيران، وشهدت العاصمة طهران احتجاجات مناهضة لإسرائيل بعد مقتل نصر الله.
وقالت وزارة الخارجية السورية إن اغتيال نصر الله استهتار بكل المعايير والقوانين الدولية.
من جانبه وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مقتل حسن نصر الله بأنه "إجراء من أجل العدالة لضحاياه العديدين".
وقال إن الولايات المتحدة "تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن وأي جماعة إرهابية أخرى مدعومة من إيران"، بحسب قوله.
972 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع