ايلاف/عبد الجبار العتابي:احتفت قاعة حوار للفنون بالفنانة التشكيلية هدى اسعد ومعرضها الشخصي الأول الذي حمل عنوان (إختزالات) الذي ضم (28) عملاً فنياً مختلف الاشكال والقياسات، وقد اكدت الفنانة هدى اسعد ان الفن التشكيلي النسوي في العراق ما زال يواصل امتداداته بين الاجيال مما يليق بالحركة الفنية ،مشددة على ضرورة ان يكون لكل امرأة دور في المجتمع.
وقد اعرب الفنان قاسم سبتي،صاحب القاعة، عن فخره بالفنانة قائلا: يأتي معرض الفنانة هدى اسعد في ظل ظروف عصيبة عصفت بوطن المبدعين وما علينا سوى رفع القبعة لها ولزميلاتها اللاتي نفخر بهن زادا نبيلا يغير عتمة ايامنا المتخمة بالالام .
واضاف: منذ لحظة تخرجها من كلية الفنون الجميلة، وهي تحاول جاهدة في البحث عن أسلوب يميزها عن زميلاتها اللائي نجح قسم منهن في الحصول على تلك البصمات التي ميزت أعمالهن، وبات الجميع على معرفة تامة بهن، كما باتت جدران قاعات العرض تزين بالكثير من تجاربهن البارعة، واليوم تحتفل (حوار) بـ (هدى أسعد) لا لكونها فنانة ما زالت تجرب بل لإنها أثبتت علو كعبها .
وحضر افتتاح المعرض عدد من اعضاء الهيئة الادارية للجمعية ، مثقفين،اكاديميين،اعلاميين ومتذوقي الفن، وقد اكد البعض منهم ان الفن التشكيلي العراقي كسب صوتا نسائيا جديدا يضاف الى الفنانات اللواتي يفتخر بهن التشكيل العراقي .
الموروث بأسلوب حداثوي
إستلهت الفنانة في معرضها تفاصيل من عمق حضارة وادي الرافدين باسلوب حديث يقرأ في مكنونات الرموز كأنها تريد ان تعلن ان الواقع العراقي لايمت بصلة الى ذلك الماضي المتوهج ، وكانت اللوحات ملفتة للنظر خاصة انها تدعو للتأمل في أوجه المتعة التي تظهرها ملامح الرسم البادية على سطح اللوحة فضلا عن الالوان التي يزهو بعضها كأنه يشع ليملأ النظرات بالسحر القديم لاسيما انها استحضرت الموروث بأسلوب حداثوي ومنحته من عندياتها لقطات مشفرة تحمل دلالات الماضي والتاريخ، والتي افصحت عن جمالية مساحة الفضاء اللوني الذي منح اللوحة ضياءً على الرغم من أن عدة لوحات مرسومة بالوان قاتمة ، وهي كما يقول الناقد علي الدليمي : بعض من ضربات فرشاتها وكتل سكينها اللونية هنا وهناك تعطي روحية اللوحة التعبيرية التي تحمل في طياتها ثيمة موضوعاتها التي تناولتها مع رمزيات تأريخية أتسمت بها حضاراتنا في الكتابة الصورية.
وقد اجهدت الفنانة نفسها في ان يكون لمعرضها تأثير في المتلقي ،لذلك كانت حريصة على ان تكون في لوحاتها مساحة للتأمل من خلال الاشكال الهندسية (مثلثات ومربعات و دوائر) وما حملته دواخلها من تمازج في الالوان والافكار والرؤى التي تنطلق مع ايحاءات الكتابة الصورية، وهذا يؤكد اعتمادها على مبدأ التصميم والإخراج الفني في جميع أعمالها ، فيما تزين بعض لوحاتها برمزية الهلال الذي كان حضوره مدعاة للتفاؤل .
التخلص من آثار الواقع
قالت الفنانة هدى اسعد لـ (ايلاف) حول تسمية معرضها بـ(اختزالات) : الاختزال هو التخلص من كل اثار الواقع ، وان المعرض يعبر عن حضارة وادي الرافدين باسلوب الحداثة من الماضي الى الحاضر الحديث المستمر ولان الواقع هو ارثنا الحضاري المستمر ﻻن هو انتاج ابداعي من لون وثقافة ومعرفه .
واضافت :الفن التجريدي كما نعرف أهتم بالاصل الطبيعي ورؤيته من ناحية هندسيو حيث تتحول المناظر الى مثلثات اومربعات او دوائر...ﻻن الشكل الواحد يوحي لعدة معاني هذه فكرتي باعمالي القنية ومعرضي الشخصي.
وتابعت :الـ 28 لوحة التي يضمها المعرض تعبر عن حضارة وادي الرافدين بأسلوب الحداثة لان الفن هو انتاج ابداعي من ثقافة ومعرفة وهو جذورنا الحقيقية وتاريخنا جمال وادي الرافدين, حيث رسمت مفردة الهلال كون هذه المفردة الرمز حضارة وادي الرافدين.
1050 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع