المصورة الفرنسية روجر ـ فيوليه (١٩٠٢ـ ١٩٨٥)

التفاصيل

المجموعة: ثقافة وأدب

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 18 نيسان/أبريل 2017 21:17

ثقافات
-------
لقاء الديجيتال بالمتحضر في متحف  
المصورة الفرنسية روجر ـ فيوليه (١٩٠٢ـ ١٩٨٥)

                                    ترجمة محمد سهيل احمد

      

شهد عام 1938 نقلة كبرى في عالم التصوير الفوتوغرافي ففي فرنسا تمخض الاتفاق الثنائي الذي ابرمه الزوجان الفرنسيان ايليني روجر ـ فيوليه وجان ـ فكتور فيشر وهما المصوران المفعمان بالمشاعر الجياشة والمترحلان في مدن العالم ، عن تأسيس (غاليري روجر ـ فيوليه العام  للتوثيق الفوتوغرافي )  والذي ما زال موقعه على نهر السين والذي يعد واحدا من اقدم الوكالات الفرنسية المعنية بالصور اثر شرائه من مالكه الاسبق تاجر الصور الفوتوغرافية لوران اوليفييه .

                  بلزاك تصوير فيوليه

وشملت الصفقة تخليه عن مجموعاته الشخصية من الصور ومقتنيات الفنون الجميلة . وبعد عملية الشراء قام الزوجان بإضفاء اللمسات الاسرية على المركز بعيد الحرب العالمي الثانية مما نجم عنه إثراء عملية الأرشفة بأعداد هائلة من الصور الفوتوغرافية وفي مختلف الموضوعات .
مارة حول العالم
عبر السنوات استطاع مؤسسو الوكالة توطيد صرحهم الفريد من نوعه في اوروبا مغطين ما يزيد عن القرن ونصف القرن من التاريخ الفرنسي والعالمي: أحداث عالمية ، مهن صغيرة ، فنون جميلة ، علوم ، أحداث سياسية ، رحلات غريبة ، شوارع باريسية ، حياة الليل ، صور شخصية لمشاهير القرنين وأخرى خاطفة لمارة حول العالم .

               برجيت باردو تصوير فيوليه

وقبل رحيل الزوجين في 1985 كانا قد أوصيا بإهداء مدينتهما باريس كل ما له صلة بشؤون المركز وكذلك مجموعات الصور التي بلغت مايقارب الاربعة ملايين من السلبيات ( نيجاتيف) ومليوني صورة مطبوعة . وفي عام 2005 قام الورثة بدمج الوكالة بالمجموعة الباريسية للتصوير الفوتوغرافي وهي من المجموعات المعنية بأرقمة وأرشفة الأحداث والأماكن والوجوه الباريسية والايقونات التي ترمز لعاصمة النور . ويعتمد  ارشيف روجر ـ فيوليه على ما تزوده به بقية المراكز ومكتبات ارشفة العاصمة الفرنسية . كما يعتمد المركز ايضا على ما تقدمه عشرات المتاحف ومكتبات الأرشفة فثمة 15 متحفا من باريس قامت بتزويد المركز بما يزيد عن المليوني وثيقة ضوئية من بينها  مجموعات متحف ( الكارنفاليت ) الضخمة وصور مكتبة باريس التاريخية  ومتحف باريس للفنون الجميلة اضافة الى متاحف أكثر تخصصا مثل( متحف سرنوتشي ) الآسيوي ، ومتاحف معنية بالأزياء واخرى متخصصة بالفنون الغرافيكية ؛ كما تزود المركز متاحف لأدباء ورموز فكرية من امثال بلزاك ، هوغو ، بودلير ومئات آخرين . ومؤخرا جرى  إلحاق ما يعادل 75000 صورة لمدينة باريس بأرشيف المركز . أما عن المصادر العالمية فهناك تعاون مع مؤسسة (أليناري ) الايطالية و(اولشتاين بيد) من المانيا  اما بريطانيا فتقوم مؤسسة ( توبفوتوTopfoto) بضخ كميات كبيرة من الصور التراثية ، وثمة تعاون بين المركز و مركز ( جتي للصور ) الامريكي حيث قام بتزويد المركز وما زال  يقوم بتزويده بصور ذات قيمة فنية وتاريخية وتراثية اضافة الى التعاون مع إحدى المؤسسات النمساوية في هذا المضمار. ويعول المركز على جهود عدد من المصورين الميدانيين ممن يقومون باثراء المتحف بصورة وتقارير من شتى بقاع العالم عبر شبكة انترنيت متشعبة . ومن بين هذه الاسماء ما قدمته المصورة الفرنسية الراحلة فرانسوا مولدر من خلال رحلاتها في مناطق النزاع كالعراق ولبنان وفيتنام وكوبا وانغولا ومصر والبوسنة والهرسك وصربيا وسواها .

فيوليه في العراق
المبدع لا يكتفي بالكلمة ولا بالصورة ولا يؤمن بالالتصاق بطاولة الكتابة ولا بالعمل بين اربعة جدران . ومن هنا آثرت ايليني روجر فيوليه ان تترحل من بلد شرق اوسطي الى آخر كيما تتعرف على تاريخه السياسي والتراثي والفني عبر الصورة والتقرير الصحفي .

زارت مصر في اوائل الستينات والتقت كما التقطت صورا لجمال عبد الناصر وزعماء عرب آخرين . اما زياراتها للعراق فتمخضت عنها مئات الصور الفوتوغرافية بالأسود والأبيض مع الاستعانة بجهود مصورين ومصورات كن يخضن غمار التجربة نفسها . لقد شملت رحلات فيوليه الفوتوغرافية بغداد والموصل وكربلاء والبصرة ومدنا عراقية اخرى كما أولت اهمية لتغطية اخبار التمرد الكردي والاطاحة بالزعيم عبد الكريم قاسم لتشمل جولاتها صورا شخصية للزعماء والقادة العراقيين دون ان يؤثر ذلك الاهتمام على نزعتها الشعبية لتصوير مشاهد مثلت الحياة الشعبية العراقية خير تمثيل . ومن بين ما قامت بتصويره شارع الوطني في بصرة اوائل الستينات ونهر العشار وايوان كسرى والعديد من المراقد الدينية المبثوثة في ارض بلاد الرافدين وجوانب التقطت بزوايا فنية للحياة العراقية مثل باصات الخشب العملاقة والمقاهي الشعبية والأماكن السياحية في شمال العراق وغيرها .