وجوه الحب الثلاثون..الحب الاول مثل الحصبة، يُخلف اثاراً لاتمحى
المدى/علي حسين:في صباح يوم مشمس من عام 1956 تتغير حياة فتاة في الرابعة عشرة من عمرها إلى الابد، بتأثير نسخة قديمة من كتاب ألف ليلة وليلة، محفوظة في خزانة مقفلة تخص زوج أمها الدبلوماسي.
كانت قد اكتشفت طريقة لفتح هذه الخزانة، لتقرأ وبخفية من اهلها مقاطع من هذه الحكايات ، فتغوص معها في عالم ساحر من الخيال، حيث تقودها نساء ذوات بشرة بيضاء لامعة، وعفاريت من الجن في قوارير، ورجال يخوضون المعارك من اجل قبلة، تلك القراءات السرية قد ولدت لديها احساسا بانها ستتمكن في يوم من الايام كتابة رواية عن العشق، شبيهة برواية د. هـ. لورنس "عشيق الليدي شاترلي" التي شاهدت نسخة منها كان يجري تداولها بين طالبات المدرسة.
الحُب الأول
كانت تحلم بالحب، وعاشت تجربتها الاولى مع معجب وحيد، احد اقارب والدتها، شاب في الثامنة عشرة من عمره، مغرم بقراءة الروايات المصورة، وذات يوم تتلقى منه اول قبلة في حياتها: "استمر إحساسي لسنوات بمذاقها الذي له طعم المرطبات".
في ذلك الحين كانت نحيفة وتصف نفسها بانها مثل " لوح خشبي " تقاطيع جسدها غير واضحة المعالم، تمني النفس لو كان لها جسدا شبيها بصورة جينا لولو بريجيدا او صوفيا لورين او جين ما نسفيلد، نساء جميلات يطاردهن الرجال من شارع الى شارع.
تصف الحب الأول في روايتها ابنة الحظ بأنه : " مثل الحصبة، كثيراً ما يُخلّف آثاراً لا تمحى". لكن هذه الآثار التي تتشابك مع حكايات أخرى، لن تمرّ بسهولة. وفي إحدى المناسبات، سألتها احدى القارئات، حول تجاربها الشخصية في الحب، وهل لها علاقة بالروايات التي نشرتها لتجيب: " اعتمد على المخيلة وليس الذاكرة. كنت وما زلت اتمنى ان اعيش حياة أبطالي"
ولدت إيزابيل الليندي عام 1942 في جنوب العالم ، عاشت معظم حياتها في بيت جدها، دار عجيبة كانت فيها جدتها مغرمة بالاشباح، في هذه الدار خالان غريبا الاطوار، أحدهما امضى عدة سنوات في الهند ليرجع يعيش حياة فقير هندي يتكلم السنسكريتية ويتغذى على الخضراوات فقط، والآخر كان مهووسا بالقراءة، وبفضله قرأت روايات تولستوي، وذرفت الدمع على مصير انا كارنينا، وحلمت بهذا المشهد من رواية اميلي يرونتي الشهيرة " مرتفعات وذرينغ " : :" كان هيثكليف راكعا على احدى ركبتيه ليعانقها، فحاول ان ينهض، لكنها امسكت شعره وأبقته في مكانه، فصاح : لاتعذبيني حتى يصير بي الجنون، لكن كاترين كانت تتوق الى الفرار معه إلى ذلك العالم الرائع و ان تكون معه وفيه حقاً ".
وستتذكر هذا المقطع من مرتفعات وذيرنغ لتكتب في روايتها انيس حبيبة روحي :" أدركت أنني كنت أنتظر أيضا هذه اللحظة، منذ قرابة السنة، تشبثت بقميصه بكلتا يدي ورددت له القبلة، بعاطفة كنت أحملها في أعماقي منذ زمن طويل ".
في الحادية عشرة من عمرها انتقلت مع أمها للعيش في بوليفيا، كانت تجد صعوبة للتعايش مع الذكور في المدرسة المختلطة التي كانت تدرس فيها :" كنت امضي طيلة الوقت بأذنين محمرتين وقلب يطفر متقافزا.ففي كل يوم كنت أقع في حب صبي من طرف واحد كانت الفتيات من حولي يسجلن في دفتر صغير ما يتلقيانه من قبلات، مع من ؟ واين، بينما دفتري الصغير ظل ابيض، كنت اتظاهر بان تلك البلاهات لاتستثير اهتمامي،، وكنت ارتدي ملابس الذكور واتسلق الأشجار كي اخفي انني أقرب لأن اكون قزمة، وان مهاراتي في الحياة والحب لاتتعدى مهارات فروج منتوف الريش ".
بعد اربع سنوات من التنقل بين بوليفيا وبيروت والارجنتين، تعود مع اخويها الى تشيلي، لتعيش من جديد في بيت الجد، كانت قد تخطنت الخامسة عشرة باشهر قليلة، تهيء نفسها لان تصبح راهبة، فقد كانت في قرارة نفسها تعتقد انها ستعيش طوال حياتها عزباء، وفجاة تجد امامها شاب يبتسم لها، وكان يروقه مظهرها،، سيصبح هذا الشاب بعد خمس سنوات زوجها ميغيل، الذي كان يطالبها بـ " الدليل على الحب "، وتستعيد إيزابيل الليندي لحظة الزواج هذه في روايتها " من الجزيرة تحت البحر " : أمضى العروسان النهار الوحيد وليلتي الحب في القمرة الضيقة في سفينة روميرو توليدانو الشراعية، في تلك الليلة مارسا الحب على سرير ضيق من الواح خشبية، متأرجحين مع تيارات الدلتا، على الضوء الخافت من خلال ستارة من القطيفة الحمراء، تلامسا في البدء غير واثقين، وحيال امتلاكها بين ذراعيه كان موريس يرتجف وظن انها ستسخر منه
- لاتكن ابله، كيف أسخر منك، ردت عليه وهي تمسح دموع الضحك، إنني اتذكر دروس الحب التي خطر لمدام فيوليت ان تعطيها لطالباتها.
* لاتقولي انها كانت تحدثكم عن ممارسة الحب
- أجل بالطبع، هل تعتقد ان الاغواء يأتي ارتجالا
خلال الساعات القصيرة جدا في ذلك النهار والليلتين اللتين امضاها في السفينة الشراعية معا، منحا نفسيهما سعادة مشتركة، كانا شابين فتيين، وكأنهما متحابين منذ الأزل.
بزع فجر اليوم التالي وكان عليهما ان يرتديا ملابسهما، ويتبادلا القبلات، وان يخرجا لمواجهة العالم".
****
غرابة العشق
عندما بلغ الأربعين من عمره قرر أن يكتب رواية عشق متفردة ، كان يريد أن يكتب عن حالات المسرة والسعادة التي عاشها، بعدما تجهّم طويلاً في تأمّل مرارات الحياة وعبث الدنيا.. كانت الفكرة أن يسرد جزءا من حكاية عاطفية، يكمل بها ما ابتدأه في روايته "أبناء وعشاق" التي قدم في الجزء الأول منها لمحات من حياته : طفولة أراد لها الأب أن تكون خشنة، فعامل المنجم الذي بالكاد يعرف القراءة والكتابة أراد لابنه الرابع أن يدرك جيدا أن الحياة تحتاج إلى ساعدين قويين،وليس قلب رقيق، فيما الأم التي تنتمي إلى عائلة برجوازية كانت تتمنى أن يصبح أبناؤها رجال دين أو أساتذة في الجامعة، ولأن الكتابة لم تكن مجدية في نظر الأسرة فقد اضطر د.ه. لورنس أن يكتب بطريقة سرية، وذات يوم قرأت أمه فصلا من رواية "الطاووس الأبيض" فتعجبت وقالت له : "ولكن يا ولدي كيف تعرف أن الأمور كانت تسير على هذا النحو ؟ ".
كتب د.ه.لورنس رواية " تهافتت عليها دور النشر وصدرت أكثر من نسخة مزورة عنها نتيجة الطلب المستمر عليها، وكانت هذه الرواية هي " " عشيق الليدي شاترلي "، التي ما تزال تُطبع حتى اليوم.، معظم قرائها في أوروبا من النساء.
أنهى لورنس "عشيق الليدي شاترلي" في لحظة كره للمجتمع البرجوازي، استمر في كتابتها أكثر من عامين بين خريف 1927وصيف 1929 وأمضى عيد الميلاد وحيدا بعد انفصاله عن زوجته. في ذلك الوقت كان يكتب الرسائل إلى عدد من أصدقائه، قال في واحدة منها : "يبدو لي أن الأمر الرئيس بالنسبة للمرأة هو أنها لا يمكن تعريفها بكلمات من قبيل الحب أو الجمال أو الشرف أو الواجب أو الجدارة أو التحرر، فعلى المدى البعيد لا تمثل هذه الكلمات حقيقة المرأة "، وفي أخرى يضيف :"إن ما تحتاج إليه المرأة هو الاكتفاء، على الأقل الاكتفاء الجسدي بقدر ما هي بحاجة إلى الاكتفاء النفسي، الجنس بنفس قدر ما تحتاجه من الروح".
لم يعد لورنس يطمح بكتابة رواية عن حب لم يسعد به، فالأمر تحول إلى ارتياب في العواطف التي تريد طبقة البرجوازيين فرضها على المجتمع.. تدور "عشيق الليدي تشاترلي" حول السير كليفورد تشاترلي، رجل واسع الثراء ألحقت به الحرب عاهة وتركته مشلولاً ومصاباً بعجز جنسي، فانصرف إلى الكتابة والتأليف لتعويض فشله في علاقته الحميمة مع زوجته الليدي تشاترلي، وهي في أوج شبابها وأنوثتها. لم تكد تمضي فترة حتى ضاقت ذرعاً به وأقامت علاقة مع ميلورز، بستاني يعمل لدى زوجها، تحوّلت في ما بعد إلى علاقة روحية على رغم الاختلاف الطبقي الشاسع بين العاشقين، وتُوّجت في ختام الرواية بمولد طفلهما والاستعداد للزواج، حيث نجدها تغادر بيت الزوجية لترتيب حياتها من جديد.
تسترجع ايزابيل الليندي اللحظة الاولى التي تصفحت فيها رواية عشيق الليدي شاترلي، كانت فتاة مراهقة، تنظر الى العشق باعتباره امرا غريبا، ولم تكن ترغب ان يعرف احد بماذا تحلم، لكن صفحات الرواية جعلتها ترسم في خيالها صورة لحبيب يركض باتجاهها فيما المطر يهطل بغزارة.
****
مثل بابلو نيرودا
انطلقت من حياة البلد الذي يقع في جنوب اميركا الىتينية، لتحيط بالوضع البشري مثل مواطنها الشاعر بابلو نيرودا . لا بالشعر الذي حلمت به، بل بالروايات التي تجاوزت العشرين رواية . حاولت فيها التشيلية إيزابيل الليندي (75 عاما ) ان تسجل تاريخ العشق وقصص الغرام. بقيت تكتب سراً وترسل المخطوطات إلى الناشرين لترفض وتعاد إليها. عشرة أعوام تجرب، تكتب وتُرفض لتكتب وترفض إلى أن جلست في الاربعين من عمرها في المطبخ . كتبت من دون خوف هذه المرة، وأحسّت بأنها تقوم بمهمة في عالم حقيقي. حمل اليها البريد خمس نسخ من روايتها الاولى " منزل الارواح "، فشعرت بالرهبة والخوف من ان يفتضح سرها وخبأتها في درج المكتب . كان عليها الانتظار أسبوعاً لتجد الصحف تشيد بروائية جديدة ساحرة، تضع اسمها بين اشهر كتاب اميركا اللاتينية :" كنت في الاربعين حين حاولت ان اكتب سيرة ذاتية مطرزة بالفنتازيا عن عائلتي التي أصبحت رواية " بيت الأرواح. و سوف يكون من الأفضل كثيراً لو إني بدأت الكتابة في سن التاسعة عشرة. لكني لم أستطع. كان عليّ أن أساعد عائلتي. كنت غير جاهزة. وفكرت أني أحتاج إلى خسارة وطني لكي ابدأ بالكتابة لأن رواية "بيت الأرواح" كانت محاولة لبعث الحب الذي خسرته والعائلة التي فقدتها ي تلك اللّيلة، وبدأت كتابة رسالة إلى ذلك الجدّ الأسطوري. كانت رسالة روحية، رغم أنّه لن يقرأها أبداً. كتبت جملتي الأولى وأنا في حالة غيبوبة، وقبل أن أستعيد قدرتي على الإدراك كنت قد كتبت: وصل برّاباس إلى الأسرة عبر البحر. من هو برّاباس وما علاقته برسالة الوداع التي أكتبها لجدّي؟ رغم أنّني لم أعرف لماذا، ولكن وبثقة الجاهل، فقد تابعت الكتابة بلا توقّف ولا راحة، في كل ليلة ودون أن أحسّ بأنّني أبدل مجهوداً كبيراً، كما لو أنّ هناك أصواتاً خفيّة تهمس لي بالقصّة؛ وبانتهاء العام تجمّعت لديّ 500 صفحة فوق طاولة المطبخ. هكذا وُلِدت رواية منزل الأرواح”، فمجيء برّاباس عبر البحر قد غيّر قدر إيزابيل الليندي، ولا شيء عاد كما كان بعد أن كتبت تلك الجملة. هذه الرّواية دفعت بها إلى عالم الأدب وبلا رجعة.
في سن الخامسة والأربعين كانت لديها رغبة غير عادية في إظهار حياتها الخاصة على الملأ. كتبت بلا تحفظ عن الطريقة التي قابلت بها زوجها الثاني : " محام أميركي ذو سحنة إيرلندية بمظهر ارستقراطي وربطة حرير كان يتكلم الاسبانية مثل مكسيكي ولديه وشم على يده اليسرى". كانت قد تطلّقت حديثاً من زوجها " : الذي تحمّلني بصبر وأناة لأزيد من ربع قرن" وبينما كانت تتجول في كاليفورنيا، حدث أن تصادفت مع وليام غوردون، آخر عزاب سان فرانسيسكو، هذا الرّجل أضفى سروراً على حياتها وأوحى لها تأليف روايتها : الخطة اللاّنهائيّة.:" بعد صدور الرواية انتابني الخوف لأنّه لا يحتوي شيئا من الرمزية أو البطولة، كان شهوانياً خالصاً. عندما تعرّفت على وليام كنت أنام وحدي ولوقت طويل، رأيته لأسبوعين أو ثلاثة، فقد سَقطتُ عليه من أعلى مثل إعصار، وقبل أن أصل إليه لأنّه كان متزّوجاً، لم يتبقّ لي إلا الاستيلاء على قصّة حياته لأكتب رواية عن كاليفورنيا".
تتذكر انها أرسلت إليه بالبريد عقداً فصلت فيه مطالبها للتهيؤ للزواج، على الرغم من أنها : " مندهشة تماماً من الطريقة التي كان يعيش بها وكم كانت عائلته تبعث على الفزع " .
تقول عن الضجة التي أثارها أقاربها في تشيلي عن رواية بيت الأرواح " لو خيّرت بين أقاربي وقصة جيدة لاخترت القصة".
رواية بيت الأرواح التي بدأت كتابتها كخطاب تبعثه إلى جدها المحتضر خلال منفاها لتخبره أنها ما زالت تتذكر تاريخ عائلتها ولم تنس أصولها رغم أنها فارقت بلادها رغماً عنها.مات الجد وهي مستمرة في الكتابة ليتحول هذا الخطاب الطويل إلى الرواية التي بدأت مسيرة الكاتبة الأدبية.
في بيت الارواح نقابل سيفيرو رجل في منتصف العمر، غني وناشط سياسي والناشط السياسي زوج نيفيا ووالد بطلة الرواية كلارا.
كلارا الفتاة الصغيرة التي تمتلك قدرات خاصة تجعلها قادرة على قراءة الأفكار ومعرفة المستقبل والكثير من المهارات الأخرى، لها العديد من الإخوة والإخوات، أهمهم أختها الكبرى فائقة الجمال والعذوبة روزا وخطيبها استيبان تروبيا الفتى الفقير الذي بيحث في المناجم عن الذهب من أجل الثراء سريعاً والزواج بخطيبته الجميلة.
بسبب الخصومة السياسية تموت روزا بالشراب المسموم الذي كان يجب تقديمه لوالدها، لتخلف جرحاً عميقاً فى نفوس كل من حولها، بدءاً من والدها الذي اعتزل السياسة وأختها كلارا التي توقفت عن الكلام لإحساسها بالذنب بسبب نبوءتها في ذات يوم الوفاة أن أحد أفراد العائلة سيموت، والأهم خطيبها إستيبان الذي قرر ترك المدينة، وذهب إلى الريف لتنمية مزرعة والده الخربة.
بعد مضي العديد من الأعوام يعود استيبان إلى المدينة مرة أخرى ليقرر الزواج، وبما أنه كان بعيداً لوقت طويل ولا يعرف الكثير من العائلات، يقرر الزواج من آخر بنات عائلة ديل باي التي لم تتزوج بعد الصغيرة كلارا التي نضجت كفتاة جميلة مضربةً عن الكلام.
في اليوم الذي يقرر فيه استيبان أن يذهب إلى العائلة ليخطب ابنتهم تتكلم كلارا للمرة الأولى لتخبرهم أنها ستتزوجه.
يقع استيبان في حب كلارا منذ اللحظة الأولى، ورغم أنه يعلم بقدراتها غير الطبيعية والعالم الخيالي الذي تعيش فيه، إلا أنه يصر على أنه قادر على تحويلها إلى الزوجة المثالية التي يرغب بها، ليتزوجا بعد خطوبة قصيرة ويأخذها إلى مزرعته ليعيشا معاً بعيداً عن العالم،
في بيت الارواح نتتبع مع إيزابيل الليندي مصائر الشخوص، وعلاقات الحب التي تنمو بسرعة.
****
حب في الثانية والسبعين
في الثانية والسبعين من عمرها تصدر روايتها الاخيرة " العشيق الياباني" قصة حب مكتوبة بشكل ملحمي، تروي من خلالها إيزابيل الليندي تاريخ اجيال متعددة، تنقلنا بمتعة من سان فرانسيسكو في وقتنا الحاضر الى بولندا والولايات المتحدة ايام الحرب العالمية الثانية.
في عام 1939 إبان وقوع بولندا تحت الاحتلال النازي، يقرر والدا الشابة الما بيلاسكو ارسالها الى سان فرانسيسكو لتعيش مع خالها وخالتها، وهناك بينما تتجه بقية دول العالم نحو الحرب، تلتقي بالصبي الياباني ايشيمي فوكودا ، ابن هادئ ولطيف لعائلة البستاني فوكودا،ودون ان يلاحظهما احد ممن حولهم تبدأ علاقة حب تزدهر فيما بينهما،في اعقاب الهجوم الياباني على بيرل هاربور يفترقان مرغمين،حيث تعتبر عائلة ايشيمي ، من اعداء اميركا ويتم ترحيلها قسرا الى معسكرات الاعتقال التي تديرها حكومة الولايات المتحدة،وعلى مدى سني حياتهم يلتقي العاشقان " الما وايشيمي" مرات عدة، لكنهما يكونا مضطرين لاخفاء قصة حبهما عن العالم.
بعد مضي عقود من الزمن، وحين تقترب حياة ألما الطويلة والحافلة بالاحداث من نهايتها تلتقي ايرينا بازيلي وهي ممرضة في دار الرعاية الصحية للمسنين في سان فرانسيسكو،مع المرأة العجوز حفيدها سيث،فتنشأ بينهما علاقة صداقة،ويثير اهتمامهما مجموعة الهدايا الغريبة والرسائل التي كانت بحوزة ألما وفيما بعد يكتشفان سر الحب الاستثنائي بينها وبين ايشيمي،والذي لم يبوحا به على مدى سبعين عاما.
تنتقل بنا إيزابيل عبر العشيق الياباني الى ازمان واجيال،وتستكشف قضايا الحب والابعاد والعشق الذي لايتوقف برغم الظروف والمصاعب،،والتأثير الذي لا ندركه للحب على حياتنا ومصيرنا.
تعترف ايزابيل الليندي بانها عند كتابة " العشيق الياباني "، لم تكن تريد ان تنتهي من الكتاب : " لأن الحب طويل الامد والذي يعاش ويعاني جيدا هو اكثر ما يهمني كما انه الاصعب في روايتها، لانه يخلو من التشويق، العاطفة قيمة جدا، وليس مصادفة ان معظم العلاقات الغرامية في كتبي تكون المرأة هي المبادرة، لانني اعتقد ان استدامة الحب تعتمد الى حد كبير على المرأة" .
865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع