ايلاف/عبد الجبار العتابي:صدر للكاتب والموسوعي العراقي الدكتور شقيق مهدي كتابه الذي يحمل عنوان (ألعاب صبيان العراق)، وهو محاولة مهمة لتوثيق الالعاب الشعبية التراثية التي كان الاطفال والصبيان والبنات يلعبونها في مختلف محافظات العراق، والتي اندثرت وما عاد احد يمارسها .
يقع الكتاب في 378 صفحة من الحجم الكبير موثقا بالعديد من الصور القديمة لممارسة الالعاب ، يحتوي الكتاب على ثلاثة ابواب، الاول (الالعاب وما يتعلق بها) ويتضمن على ثمانية فصول وكل فصل يتضمن العديد من المباحث ، اما الباب الثاني فهو (ألعاب شهيرة) ويتضمن ثمانية فصول بعدد من المباحث ، فيما كان الباب الثالث بعنوان (ألعاب الحركة وألعاب البنات) وتضمن خمسة فصول بالعديد من المباحث، وكل هذه الفصول والمباحث مكتظة بالحكايات والاحاديث عن الالعاب التي تمتد الى سنوات بعيدة جدا من عمر العراق والتي كان اجداد الاجداد يلعبها .
لن تعود مرة اخرى
اهدى المؤلف كتابه (الى رائد الكتابة في العاب الاطفال (عبد الستار القره غولي) مؤلف كتاب (الالعاب الشعبية لفتيان العراق) الذي صدر قبل اكثر من ثمانية عقود من الزمن)، ومن ثم يكتب (شيء ما) يقول فيه (الى الايام التي لن تعود مرة اخرى!،هذا هو الاهداء الذي وضعه شاعرنا الكبير مظفر النواب لقصيدته الرائعة (جنح غتيدة)، اي والله ! ايام لن تعود مرة اخرى،لا اقصد بها ايام الطفولة والصبا والفتوة وشرخ الشباب فقط،بل مع ما كان يرافقها من وقائع آنية ويومية معاشة ،بتطابقها وتنافرها،وتشابهها وتباينها، ونحو ذلك .
واضاف: ان الذي يهمنا من ذلك،في مؤلفنا هذا،الالعاب الشعبية التي كانت افضل وسائل تزجية الوقت وتمضيته،متعة بريئة وتواصل اجتماعي وفائدة نفسية وتعليم فطري ونشاط جسدي صحي وذهني متفتح وغير ذلك .
3 ابواب بعشرات المباحث
ويقسم المؤلف في تمهيده للكتاب الالعاب الى اقسام مختلفة،فهناك العاب القوة والموازنة، وهناك العاب المقامرة والرهان،وهناك العاب الصيد والفروسية والعاب الكعاب والجوز وغيرها وهناك العاب الخشب والطين وهناك العاب التراب والاحاجي وهناك العاب الحركة والرقص، وهذه الالعاب بالعشرات بل بالمئات ، فلم يترك المؤلف لعبة الا واخرجها من اعماق التاريخ واظهرها، ولا ادل على ذلك من كثرة المراجع التي عاد اليها فضلا عن معايشته ولعبه للكثير من الالعاب في طفولته وصباه وبحثه عن السابقين له عنها سواء في بغداد او المحافظات حيث تتشابه الالعاب تارة وتارة اخرى تختلف .
متعة لا تضاهيها متعة
والاطرف في الكتاب ان المؤلف الدكتور شفيق مهدي ،وفي الصفحة 725 من الكتاب ،وبعد ان انتهى من سرد تفاصيل كل الالعاب كتب نحو نصف صفحة بعنوان (في امان الله) ،فهو يشعر بالاسى ان اتم كتابه وانتهى من توثيق العابه ، قال فيها (فوالله ما كنت راغبا في الوداع، لولا ان موعده ازف، انتهت العابي ،لعبتها كلها،كل لعبة اعرفها، فما عادت عندي واحدة،فكان لابد من شد الرحال،بعد ان قضيت وقتا،مر كطرفة عين، بل واقل منها،فهكذا تمر لحظاتنا السعيدة،وما اسعدها من لحظات قضياها وانا ابحث ،استذكر واعاين وادوّن واكتب،متعة لا تضاهيها متعة وغبطة متناهية ،تعجز الكلمات في وصف خالي التي عشتها مع العاب صبيان العراق.
الكتاب ممتع فعلا.. لاسيما انه يمثل رحلة في عالم الطفولة وسحرها وكونه ذاكرة رائعة لحفظ هذه الالعاب من الاندثار .
433 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع