جمال كمال محمود: قصّة البحر الأحمر

  

    (رسم لصيادين عرب في البحر الأحمر عام 1880)

الدوحة - العربي الجديد:خلافاً للبحر الأبيض المتوسّط الذي حظي بالعديد من الدراسات التاريخية والأنثروبولوجية والسياسية نظراً لموقعه وسط حضارات مختلفة تصارعت في ما بينها على مدار التاريخ، فإن بحاراً أخرى في العالم القديم لم يهتّم بها الباحثون كثيراً؛ حيث لم تتمتع بالأهمية نفسها وظلّت أقرب إلى البحار المغلقة.

            

في هذا السياق، صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "البحر الأحمر في الاستراتيجيا العثمانية (1517 - 1801)" للباحث المصري جمال كمال محمود الذي يتناول فيه أهمية البحر الأحمر الاستراتيجية والاقتصادية خلال العصور القديمة والوسطى، ابتداءً بالفراعنة، ومروراً بالإغريق والرومان والدولة الإسلامية خلال عهودها المختلفة، وانتهاءً بسلطنة المماليك وتعاونها مع الدولة العثمانية لمواجهة الخطر البرتغالي.

كما يتطرّق إلى محاولات القوى الكبرى للسيطرة عليه، وسياسة الدولة العثمانية في البحر الأحمر ومدى نجاحها أو إخفاقها في الدفاع عنه ضد الخطر البرتغالي، وإستراتيجية الدولة العثمانية التي اعتمدتها فيه، والمتمثلة في إغلاقه أمام السفن الأوروبية، ومدى نجاح العثمانيين في تطبيق منظومتهم الأمنية فيه، مع الانتباه إلى أن هذه الفترة سبقت بنحو سبعة عقود افتتاح قناة السويس التي اتصل فيها البحر الأحمر بالمتوسط وتوثّقت الصلات التجارية بين آسيا وأفريقيا مع أوروبا.

يتضمّن الفصل الأول، "البحر الأحمر قبل العصر العثماني"، الكيفية التي كان بها البحر موضع اهتمام الفراعنة أولاً، ثم الإغريق والرومان والدولة الإسلامية، وانتهاءً بالمماليك، ويناقش الفصل الثاني، "امتداد السيادة العثمانية على البحر الأحمر"، تحوّل الدولة العثمانية بفتوحاتها من أوروبا إلى الشرق واستيلائها على الشام ومصر، وتحوّل تبعية الحجاز إلى الدولة العثمانية، والحملات العثمانية على اليمن، ما أدّى إلى جعل البحر الأحمر بحيرة عثمانية خالصة.

يبحث المؤلف في الفصل الثالث، "دور الدولة العثمانية في الدفاع عن البحر الأحمر"، حسم العثمانيين المواجهة مع البرتغاليين وانتهاجهم إستراتيجية جديدة، تتمثل في إغلاقه أمام الملاحة، إلا أن العثمانيين لم ينجحوا في الوصول إلى السويس إلّا في نهايات القرن الثامن عشر، رغم محاولات أوروبا فتح البحر الأحمر أمام سفنها، واعتمدت الدولة العثمانية منظومةً للأمن في هذا البحر من خلال أسطولها وقواعدها العسكرية التي مكّنتها من الدفاع عنه، في وقت فكّر فيه العثمانيون في شق قناة تربط بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط.

يتطرق الفصل الرابع، "الملاحة في البحر الأحمر"، إلى نشأة علم الملاحة عند العرب والتعرُّف إلى موانئ البحر الأحمر المختلفة وسفنه، والملاحة ومعوّقاتها ومخاطرها، بينما يتناول الفصل الخامس، "التجارة عبر البحر الأحمر"، تطوُّر تجارة البحر والبضائع التي تمر عبره.

يدرس الفصل السادس والأخير، "ضعف الدولة العثمانية وأثره في استراتيجيتها في البحر الأحمر"، وصول السفن الأوروبية إلى السويس مباشرة بعد ضعف العثمانيين، وتأجّج التنافس الدولي في البحر الأحمر إبان الحملة الفرنسية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

846 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع