سناء العاجي الحنفي: احذروا الحب... احذروا العزاب!

 سناء العاجي الحنفي: احذروا الحب... احذروا العزاب!

مونت كارلو:في إحدى مناطق الأطلس، حاصر السكان سيدة كانت تستقبل حبيبها في البيت، واتصلوا بعناصر الشرطة التي اعتقلت الشخصين، وسيتم تقديمهما للمحاكمة.لكن، هناك، في نفس المنطقة، سيدة يعتدي عليها زوجها بشكل شبه يومي، بالضرب والشتيمة والإهانة، ولا أحد من الجيران يتدخل. وحين تسألهم، يقولون إن الأمر داخلي وعائلي بين رجل وزوجته، وأن لا حق لهم في التدخل.

من الواضح أن سلم القيم عندنا منقلب رأسا على عقب. إذ في الحقيقة، فيمَ يؤذينا ويؤذي الساكنة أن تكون لهذه السيدة علاقة عاطفية بهذا الشخص وأن يمارسا الجنس خارج الزواج؟ إذا فتحت بيتها محلا لامتهان الجنس، فهذا ربما يسبب إزعاجا للسكان بسبب كثرة تردد الزبائن. لكن شخصا يقيم في حي ما، وتربطه بشخص آخر علاقة عاطفية، ما دخل الساكنة إن كان بينهما عقد زواج أم لا؟

هناك شهادات لشباب وشابات يقيمون بمفردهم، يتعامل معهم الجيران على أنهم مشبوهون، لمجرد كونهم غير متزوجين ولكونهم يقيمون بمفردهم. استقبالهم لصديق أو صديقة، استماعهم للموسيقى، تنظيمهم لوجبة عشاء أو غذاء مع الأصدقاء حتى لو كانت لا تشكل أي إزعاج أو فوضى...

علما أن الجيران قد يسكن معهم أشخاص متزوجون غير محترمين، يستمعون للموسيقى بصوت مرتفع، يتشاجرون بصوت مرتفع أو بكلمات غير محترمة، ينظمون حفلات صاخبة أو حتى يستمعون للقرآن بصوت مرتفع في وقت الفجر، لأن هذا إن حدث، فهو اختيارهم ولا يفترض أن يفرضوه على الجيران.

هؤلاء يدخلون في عداد الجيران الذين ننتقدهم بصمت وتبرم، لكننا نقبلهم.

بالمقابل، فالجار الأعزب والجارة غير المتزوجة، مهما كانوا متخلقين ومحترمين، يظلون تحت المجهر دائما... متهمين إلى أن تثبت براءتهم!

من هذا المنطلق، كان حصار الجيران لجارتهم واتصالهم بالشرطة. هم لا تحركهم الأخلاق، لأن الأخلاق التي تهمنا فعلا، يفترض أن تكون أخلاقنا نحن وأخلاق المقربين منا. كما أنهم لن يتحركوا لحكاية الزوجة المعنَّفة لأنهم ضمنيا لا ينزعجون من ضرب النساء؛ ولن يتحركوا للتبليغ عن اللص الذي يقيم في الحي ويعرفه الجميع ولا عن الجار المرتشي....

هم كالكثيرين غيرهم، مهووسون بالجنس وبمراقبة حياة الغير... وخصوصا النساء!

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

709 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع