دروس قيمة وصور للباشا نوري السعيد من زمن الماضي الجميل

        

  دروس  قيمة وصور للباشا نوري السعيد من زمن الماضي الجميل

                                                      

         

                

                                                  

                         
 
 حدثني في احد الايام في منتصف سبعينات القرن الماضي المربي الفاضل والد زوجتي المرحوم العقيد الركن فاضل احمد عبد العزاوي السكرتير الشخصي للباشا نوري السعيد وزير الدفاع سنة  1956- 1958 الذي اكمل كلية الحقوق  بعد تقاعده  وعمل محاميا حتى وفاته في 6/9/1980

  

الباشا نوري السعيد في 6/1/1957 بمناسبة استعراض الجيش العراقي
الباسل يمين الصورة رئيس اركان الجيش  يقف خلف الباشا المرحوم العقيد الركن فاضل احمد عبد العزاوي
1. كان الباشا نوري السعيد يشغل منصب وزير الدفاع  وفي احد الايام اقتضت الحاجة الى قاموس عربي انكليزي علما ان الباشا يجيد اللغة الانكليزية بطلاقة  فاوعز بشراء قاموس من مكتبة مكنزي في شارع الرشيد ذهب المرافق الى محاسب وزارة الدفاع  وكان في حينها كافة العاملين في الامور المالية من الموظفين المدنيين واخبر المحاسب بطلب الباشا  رد المحاسب على طلب الوزير لاتوجد تخصيصات مالية  في ميزانية الوزارة لشراء قاموس لان هذا طلب شخصي علما ان ثمن القاموس خمسة دنانير– عاد المرافق واخبر الباشا بما قاله المحاسب – رد الباشا على كلام المرافق - هذا المحاسب يستحق ترفيع درجة لانه يحافظ على المال العام - اخرج  الباشا محفظته واعطى المرافق خمسة دنانير من جيبه الخاص وقال  له اذهب للمكتبة اشتري القاموس .

   

الباشا نوري السعيد جالسا الشخص الواقف خلفه العقيد الركن فاضل العزاوي في دار الضباط على نهر دجلة خلف بناية الاعدادية المركزية للبنين بمناسبة زيارة الوفود العسكرية في 7/1/1957
2. في الخمسينات كان الباشا نوري السعيد رئيس للوزراء وكانت دوائر الحكومة معظمها في منطقة القشلة وكان في حينها يبقى بعد الدوام الرسمي حاكم تحقيق ( خفر ) للنظر في الدعاوي الطارئة المحالة من مراكز الشرطة  لمدينة بغداد - في ليل احد الايام زار الباشا حاكم التحقيق وطلب منه غلق التحقيق بقضية معينة وفي صباح اليوم التالي ذهب حاكم التحقيق الى مكتب وزير العدل وبيده طلب ( عريضة ) يطلب فيها الاستقالة من عمله وعند الاستفسار منه من قبل وزير العدل عن الاسباب  شرح له طلب الباشا رئيس الوزراء فكان جواب وزير العدل لا ابني مو انت تستقيل وزير العدل يجب ان يستقيل..

وقام من مكتبه وذهب الى مكتب الباشا رئيس الوزراء وقدم طلب الاستقالة وعند الاستفسار عن السبب قال الوزير انتهى  القانون في العراق اجاب الباشا خير شنو صاير وانا مااعرف اجاب الوزير لا باشا انت تذهب بالليل وتطلب من حاكم تحقيق الخفر غلق القضية الفلانية وهذا خلاف لاحكام القانون – قام الباشا نوري السعيد أعتذر من وزير العدل وذهب الى بيت حاكم التحقيق لان حاكم الخفر ياخذ استراحة في دوام اليوم التالي لخفارته واعتذر منه وقال له هكذا يجب ان يكون حكام العدل بالعراق.

   

الباشا في بهو الامانة في باب المعظم بمناسبة يوم الجيش 6/1/1957
 
3.عند ترسيم الحدود بين العراق وايران من قبل الانكليز في ثلاثينات القرن الماضي وضعوا في كل متر مشكلة على الحدود  بين العراق مع ايران هذا ديدن خبثهم -  في خمسينات القرن الماضي في احد الليالي فتح حرس الحدود الايراني النار على المخفر الحدودي العراقي في منطقة زين القوس في خانقين الذي بسبب نفس هذا المخفر اشتعلت نار الحرب العراقية الايرانية و كان عدد افراد الحرس في المخفر العراقي لايتجاوز عن خمس افراد تم اخبار الموقف من قبل وزارة الداخلية الى رئاسة اركان الجيش وفي صباح اليوم التالي تحرك رئيس اركان الجيش الى بعقوبة ومنها الى المنصورية وجلولاء حيث كانت معسكرات الفرقة الثالثة في حينها هناك واستصحب معه امري الوحدات ذاهبا الى منطقة خانقين وجرت العادة في وزارة الدفاع ان يلتقي الوزيرمع رئيس اركان الجيش في بداية الدوام الرسمي وفي هذا اليوم لم يشاهد الباشا نوري السعيد  رئيس اركان الجيش وعند الاستفسار من هيئة ركنه اخبروه بما حصل امس على الحدود وان رئيس اركان الجيش ذهب الى خانقين فما كان من الباشا إلا ان يستقل سيارته وينطلق باقصى سرعه لها قاصدا خانقين فوجد رئيس اركان الجيش يصدر اوامره الى امري الوحدات لغرض شن هجوم على المخفر الايراني – قال له ماذا تفعل؟؟ -  شرح رئيس اركان الجيش الى الباشا نوري السعيد ماحصل يوم امس – فقال الباشا الى امري الوحدات اركبوا عجلاتكم واذهبوا الى وحداتكم واوعز الى رئيس اركان الجيش بالركوب مع الباشا ودار بينهم حديث طويل حتى وصولهم الى بغداد واوعز الباشا باعداد برقية شرح فيها ماحدث من اعتداء على المخفر العراقي من قبل حرس الحدود الايراني وارسلت البرقية عن طريق وزارة الخارجية العراقية الى حكومة الشاه ولم تمضي 24 ساعة جاء رد الحكومة الايرانية متمثل بالشاه شخصيا بتقديم اعتذار رسمي الى الحكومة العراقية ومحاسبة الذين تسببوا في هذا الحادث من قبل الشاه شخصيا وتعهد بعدم حدوث مثل هذا الموقف مستقبلا عند ذلك استدعى الباشا رئيس اركان الجيش وقال له اقرأ البرقية وبعد قرائته للبرقية علق الباشا نوري السعيد (مشاكل الحدود ماتنحل بالحروب تنحل بالسياسة ).

   


الباشا نوري السعيد يقابله العقيد الركن فاضل العزاوي مع كبار ضباط الجيش في منطقة أج 3 خلال تدريب الجيش التعبوي في 2/10/ 1956
4. سنة 1958 قامت الوحدة بين سوريا ومصركانت في ذلك الوقت تجاذبات سياسية كثيرة وعند ذلك جرى الاتفاق على اقامة الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن وحضر الوفد الاردني الى العراق واختتمت المباحثات يوم 13 تموز 1958 وفي ساعة متاخرة من ليلة 13/14 تموز1958 ذهب السكرتير الشخصي المرحوم العقيد الركن فاضل احمد عبد العزاوي الى بيت نوري السعيد لغرض توقيع محضر اجتماع مباحثات الاتحاد الهاشمي من قبل الباشا نوري السعيد عند دخوله الى البيت يقول المرحوم العقيد الركن فاضل احمد عبد العزاوي وجدت الباشا يرتدي بجاما وجالس على الزولية وامامه صينية وفي الصينية ماعون كبير فيه طعام فقال لي اتفضل فاضل خوش ثريد بامية يقول المرحوم فاضل العزاوي جلست معه وتناولنا ثريد الباميا وكانت هذه اخر وجبة عشاء يتناولها بهدوء وفي صباح اليوم التالي حدثت الثورة وهرب نوري السعيد ولم ينفذ الاتحاد الهاشمي بسبب قيام الثورة وقتل نوري السعيد.

    

الباشا نوري السعيد الى جواره العقيد الركن فاضل العزاوي في ملعب الكشافة بمناسبة السباقات الرياضية للجيش في 20/5/1957
5. اما المشاريع التي تم بنائها من قبل مجلس الاعمار قبل الثورة  سنة 1958 تعتبر من اهم المشاريع في منطقة الشرق الاوسط الى الوقت الحاضرالتي خططت لها حكومة  الباشا رحمه الله ومنها :

   
أ.سد دوكان ومحطته الكهرومائية .

   
ب.سد ونفق دربندخان الجبلي الشهير الذي يربط طريق السليمانية من جهة كلار .

   
ج مشروع الثرثار ومحطة كهرباء سامراء الكهرومائية .

      
د. جسري الجمهورية والائمة في بغداد .

  
هـ.محطة قطار بغداد العالمية .
و.بناية البلاط الملكي التي سميت لاحقا القصر الجمهوري وبناية مجلس النواب التي سميت لاحقا بناية المجلس الوطني التي لم ينعقد فيها المجلس ولامرة واحدة والان فيها مقر وزارة الدفاع .

    


العقيد الركن فاضل احمد عبد العزاوي الى جواره قائد القوة الجوية يصافح رئيس اركان الجيش العربي الاردني بمناسبة مفاوضات الاتحاد الهاشمي في بغداد في تموز 1958 قبل قيام الثورة
 مما تقدم نرى نزاهة الباشا والتزامه بالقوانين ودهائة في ادارة المشاكل مع ايران وبساطته في تعامله مع فريق عمله
رحم الله الباشا نوري السعيد ورحم الله العقيد الركن فاضل احمد عبد العزاوي واسكنهم فسيح جناته

اللواء فوزي البرزنجي
12حزيران 2013

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4844 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع