خزين ذاكرتي وطريف الحكايات / في ضيافة نيكولاي شاو شيسكو
بقلم لواء الشرطة الحقوقي
محي الدين محمد يونس
في أيلول من عام 1978 ومن ضمن السفرة السياحية التي قمت بها إلى تركيا وبلغاريا ورومانيا والأخيرة مكثت فيها أحد عشر يوماً مع صديقي (إبراهيم أحمد) ودعنا في مطار إسطنبول قريبي (الحاج ياسين) والذي فضل البقاء فيها وكانت رحلتنا بالطائرة إلى بوخارست على الخطوط الجوية الاسكندنافية SAS وهي الشركة الوطنية للطيران لكل من السويد والدانمارك والنرويج وتأسست عام 1946، وصلنا إلى مطار بوخارست في الساعة التاسعة ليلاً وتبين لنا بعد هبوط الطائرة بأننا المسافرين الوحيدين من بين ركاب الطائرة وجهتنا هذا المطار...
لوغو الخطوط الجوية الاسكندنافية وإحدى طائرات الشركة
بعد أن أكملنا الإجراءات اللازمة وخرجنا من المطار واستأجرنا سيارة (فولكَا) الروسية واستفسر مني زميلي قبل ذلك عن كيفية الاهتداء إلى عنوان صديقنا (صباح صديق) الطالب الدارس في احدى جامعات بوخارست وهو من معارفنا في أربيل وكنا لا نملك عنوانه أو رقم هاتفه، أخبرته بأنني سأحاول الاهتداء إلى العنوان بعد أن اتخذ عدة خطوات في هذا السبيل، طلبت من سائق سيارة الأجرة أن يوصلنا إلى مجموعة الأقسام الداخلية التي يدرس فيها الطلاب الأجانب الوافدين إلى رومانيا...
بوخارست – عاصمة رومانيا
كانت الفترة التي نحن بصدد الحديث عنها نتاج تداعيات الحرب العالمية الثانية والتي بدأت في 1 أيلول 1939 في أوروبا وانتهت في 2 أيلول من عام 1945 شاركت فيها الغالبية العظمى من دول العالم وانتهت بانتصار قوات الحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، فرنسا، الاتحاد السوفيتي) واستسلام دول المحور (ألمانيا النازية، إيطاليا، اليابان، رومانيا، بلغاريا، المجر) وكانت هناك دول عميلة لهذا المعسكر أو ذاك وتغير من عمالتها تبعاً لمجريات نتائج المعارك على مختلف جبهات القتال.
صور من الحرب العالمية الثانية
بانتهاء هذه الحرب بدأت تتبلور على الساحة السياسية والاقتصادية الدولية قوتان أو قطبي صراع تمثلا في المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومعها مجموعة من الدول الأخرى أخصها بالذكر مجموعة دول أوروبا الغربية والمعسكر الثاني ونقصد به المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي ومجموعة دول أوروبا الشرقية وكان الصراع بين المعسكرين محتدماً من خلال الحرب الباردة والمنافسة بين الطرفين في مجال كسب الدول إلى جانبها وفي هذا الإطار كانت الدول المنضوية في إطار مجموعة الدول الاشتراكية تقوم بتوفير مئات المقاعد الدراسية لقبول الطلاب من كافة دول العالم وخاصة من قارتي آسيا وأفريقيا وبتكاليف زهيدة للدراسة والإقامة في تلك الدول.
أوصلنا السائق إلى منطقة حاوية على ما يقارب العشرون عمارة سكنية وأفهمني بأنها لسكن الطلاب الأجانب القادمين إلى رومانيا من كافة دول العالم لأغراض الدراسة...
ترجلنا من السيارة واتجهنا إلى داخل المجمع والذي كان يغص بالعشرات من الطلاب المنتشرين في حدائقها وساحاتها وشوارعها ومنشغلين بالدراسة أو قضاء الوقت فيما بينهم...
سألني (إبراهيم): ((أخي من بين هذه الجموع الغفيرة من الطلبة كيف ستهتدي إلى صديقنا (صباح)...)) رجوت منه الانتظار وعدم التسرع وعندما أصبحت في مواجهة أحد الطلاب الأفارقة من خلال ملامحه ولونه...
توجهت بالسؤال للطالب وباللغة الانكليزية: Good Evening…Can You Help Me?
رد علي باللغة الإنكليزية: ((Yes!))
طلبت منه قائلاً: ((Take me to an Arab Student))
أجابني: ((OK … Come With Me…))
وبعد مسير خطوات أشار نحو أحد الطلبة وقال: This is Arab Student))))
أجبته: ((Thank you…))
واتجهت نحو الطالب العربي .... ((أخونا العربي... مساء الخير... من أي قطر))
أجابني: ((أنا أياد من القطر السوري))
سألته: ((ممكن تساعدني... وتدلنا على طالب عراقي))
رد علي: ((أنا بالخدمة ...)) سار بنا مسافة... وأشار إلى أحد الطلاب... وقال: ((هذا عراقي)) فشكرته.
اتجهت نحو الطالب العراقي وسلمت عليه قائلاً: ((مساء الخير أخونا العراقي من أي محافظة))
رد علي الطالب العراقي: ((أنا موفق من محافظة بغداد))
قلت له: ((ممكن تساعدنا نريد نلتقي بطالب كردي))
أجابني: ((بعيني آني حاضر ... يلا ويايا))
أخذنا معه إلى داخل إحدى البنايات وبينما كنا نهم بصعود الطابق الثاني من البناية قابلنا أحد الطلاب وهو ينزل من ذلك الطابق ... فأشار إليه صاحبنا وهو يقول: ((هذا طالب كردي))
فخاطبته باللغة الكردية: ((مساء الخير... أكيد اخي من السليمانية))
أجاب: ((نعم... أنا من السليمانية... ما هي حاجتكم... وعمن تبحثون))
أجبته: ((عن الطالب صباح صديق من أربيل))
تركنا البغدادي ... واستصحبنا الأخير معه إلى الطابق الثاني وفتح باب إحدى الغرف وكانت المفاجئة مشاهدتنا لـ (صباح) وهو جالس أمام قدر كبير منشغلاً بالطبخ مع عدد من زملائه الطلاب، عند مشاهدته لنا نهض من مكانه وهو يقول: ((يلا تفضلوا على اكلة البرغل حماتكم تحبكم))
أجبته: ((يا برغل هل نحن قادمون من أربيل لنأكل البرغل في رومانيا))
بعد العناق والسلام... جلسنا معهم وتناولنا البرغل صاغرين وبعدها طلبنا من الأخ (صباح) أن يأخذنا إلى أحد الفنادق الجيدة وبأجور مناسبة إلا انه رد بأنه سيأخذنا إلى أحسن فندق في بوخارست عن طريق صديقه المرحوم (وريا زنكَنه) المقيم في رومانيا منذ فترة طويلة والمتزوج من بنت رومانية قريبة أحد المسؤولين في الدولة الرومانية.
فندق أثينا بالاص في بوخارست
اتصل به وحضر إلى القسم وأخذنا بسيارته إلى أحد الفنادق الضخمة في وسط العاصمة بوخارست... قال لنا: ((هذا فندق أثينا بالاص))
وهو من الفنادق الشهيرة في رومانيا وبالرغم من كونه فندقاً كلاسيكياً حيث بني في أوائل القرن الماضي (العشرون) إلا أنه فندق كبير ويحتوي على عدة مطاعم وصالات عرض وموسيقا وكان مملوكاً لأحد الأشخاص إلا ان الحكومة الرومانية قامت بالسيطرة عليه ونزع ملكيته منه بعد تطبيق النظام الاشتراكي وتأميم الملكيات الخاصة وكان المذكور يأتي يومياً ويجلس في صالة الاستقبال وهو منهك القوى كسير الحال...
استفسرنا منه عن أجور المبيت فيه، أخبرنا بأن الأجور هي خمسون دولار أمريكي في الليلة الواحدة إلا أننا طلبنا منه أن يجد لنا فندقاً آخر أقل أجوراً، رفض طلبنا وأصر أن نقيم في هذا الفندق ومسألة الأجور هو كفيل بحلها عند نهاية إقامتنا فيه وما علينا إلا إخباره عندما ننوي ترك الفندق وفاتني أن أذكر بأن الأخ (ستار يونس) انضم إلينا لغرض المبيت معنا في نفس الفندق وهو ابن عم صديقنا (صباح صديق) وصادف وجوده في بوخارست معنا...
كان الفندق كما ذكرنا يقع في مركز العاصمة بوخارست وبالقرب من القصر الجمهوري الذي كان يشغله حينذاك (نيكولاي تشاوتشيسكو) وهو الحاكم المستبد الذي كان يحكم رومانيا منذ عام 1974 من خلال توليه السيطرة على رئاسة الدولة ورئاسة الحزب الشيوعي الروماني واستمر في حكم هذا الدولة المحسوبة على مجموعة دول المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي إلا أنه كان يختلف عن باقي رؤساء الدول ضمن هذه المجموعة عندما ندد بهم لقيامهم بتأييد موسكو ومشاركتهم في الهجوم وغزو أراضي جمهورية تشيكوسلوفاكيا في عام 1968 بسبب إعلانها الاستقلال والخروج من سيطرة الاتحاد السوفيتي والمجموعة الاشتراكية.
الرئيس الروماني نيكولاي تشاوتشيسكو وزوجته إيلينا
أطيح بحكم (نيكولاي) وإنهار نظامه البوليسي نتيجة خروج تظاهرات منددة بحكمه في مدينة (تيميشوارا) في يوم 21 كانون الأول من علم 1989 وانتشارها في باقي المدن الرومانية وخاصة العاصمة بوخارست والذي اضطر على أثرها إلى الفرار بطائرة هليكوبتر قاصداً شمال البلاد إلا أن المد الثوري الشعبي كان قد سبقه إلى هناك حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل الثوار وجرت محاكمته وزوجته (إيلينا) من قبل محكمة شعبية مؤلفة لهذا الغرض محاكمة خاطفة وصدر الحكم عليهما بالإعدام رمياً بالرصاص ونفذ القرار فور صدره خارج البناية التي صدر الحكم فيها يوم 25 كانون الأول من عام 1989 ...
لحظة إعدام الرئيس الروماني نيكولاي تشاوتشيسكو وزوجته إيلينا عام 1989
هذا هو مصير الحاكم الديكتاتوري الذي تكون كل المصادر والطاقات البشرية والاقتصادية تحت إمرته ورهن اشارته وعندما ينهار حكمه يبقى وحيداً منعزلاً يتركه أقرب المقربون منه من أعضاء الحزب الشيوعي الروماني والذي كان يقدر أعدادهم بالملايين ولا ندري أين ذهبت الجماهير التي كانت تحتشد له في الساحات بالملايين وهي تصفق وتهتف بحياته فداء له وكان (نيكولاي) يشعر بالزهو والكبرياء والقناعة بأنه لا توجد قوة في هذه الدنيا تستطيع إزاحته عن حكم رومانيا.
نعود للحديث عن الفندق الذي تم تخصيص جناح (سويت) لنا فيه يتألف من صالة استقبال وغرفتي نوم راقية وتجدر الإشارة إلى ان البث التلفزيوني كان لا يزال بالأسود والأبيض في تركيا ورومانيا وبلغاريا...
من شدة التعب والإرهاق من السفر خلدنا إلى النوم وفي صباح اليوم التالي نهضت على صوت الأخ (إبراهيم) حيث كان يطلب مني النهوض لأنه سيموت جوعاً، توجهت صوب الهاتف ولاحظت قرصه يحوي صور الأماكن التي يرغب النزيل طلبها بدلاً من الأرقام (الاستعلامات، المكوي، المشروبات، الكراج، المطعم) وكانت الحلقة الأخيرة غايتي فأدرتها وكان صوت المسؤول عن المطعم يتحدث باللغة الانكليزية:
((Hello… Good morning… ... the restaurant...))
How can I help you?)) ))
أجبته: ((((Good morning…
((Breakfast Please for three people… Room 223))
سألني قائلاً: ((What do you want to eat?))
أجبته: Please everything))))
لم تمضي سوى دقائق معدودات وحضر ثلاثة عمال وهم يحملون على رؤوسهم ثلاثة أطباق كبيرة (صواني) أفرغوا ما فيها على المنضدة الكبيرة الموجودة في صالة الاستقبال وغطت كامل مساحته بأنواع الأطعمة للفطور الصباحي (أنواع الأجبان، البيض، القيمر، اللبن، الزيد، الحليب، القهوة، الشاي، أنواع العصائر، العسل، الجوز، اللوز، والصمون بأنواعه) ، انصرف العمال بعد أن أعطيناهم (بقـشيشاً) وتركوا لنا وصلاً بالمبلغ المستحق عن أثمان هذه الوجبة الصباحية للفطور وبعد حسابها بالعملة العراقية كانت تساوي مبلغ ستمائة فلس (يا بلاش).
كاتب المقال يقف أمام فندق أثينا بالاص
الأخ (إبراهيم) استفسر مني متعجباً: ((يا أخ محي الدين أنت لم تتحدث مع المشرف على المطعم سوى بضعة كلمات... فكيف جاؤوا بهذا الكم والعدد الهائل من الطعام والشراب...!))
قضينا أيام جميلة في رومانيا وعاصمتها بوخارست وخاصة بوجود الطلبة من محافظة أربيل حيث كنا نخرج معهم في الأماكن العامة والمطاعم والأسواق وأحدثكم عن أحد الأيام عندما كنت برفقتهم في إحدى المولات الكبيرة وعند مشاهدتهم لشخص من بعيد داخل المول هرعوا جميعاً وتركوني وانشغلوا معه لنصف ساعة اشتروا له كمية كبيرة من المواد المختلفة ولدى عودتهم استفسرت منهم عما حدث ومن كان هذا الشخص فأجابوني بانه أستاذ في كليتهم وقد اشتروا له كل هذه الحاجيات لكي ينجحهم في الامتحان وقد استنتجت بأن المدرسين في هذه الدولة والدول الاشتراكية الأخرى كانوا يتشددون مع طلاب بلادهم والعكس صحيح مع الطلاب القادمين من الدول الأخرى...
بعد أن مكثنا أحد عشر يوماً في الفندق قررنا تركه والسفر والعودة إلى تركيا اتصلنا بالمرحوم (وريا زنكَنه) والذي حضر إلى الفندق وكنا قد تركنا الغرفة وجلسنا في صالة الاستعلامات طلب منا مراجعة السوق الحرة الملحق بالفندق وشراء مواد مختلفة بقيمة مائة وخمسون دولاراً أمريكياً وفعلاً نفذنا أمره وجلبنا المواد وطلب مني تسليمها إلى مسؤولة استعلامات الفندق وبعد ذلك ودعنا بالعناق والتقبيل وطلب منا مغادرة الفندق دون دفع أي مبلغ سوى المواد التي اشتريناها من السوق الحرة...
كاتب المقال مع الصديقين صباح وستار في بوخارست
في بداية تسعينيات القرن الماضي ونتيجة ادمان المرحوم (وريا) على شرب المسكرات ساءت صحته وحصلت خلافات حادة بينه وبين زوجته الرومانية فتركته وأصبح وضعه الاقتصادي سيئاً للغاية مما حدى به العودة إلى مدينة أربيل وفي إحدى لقاءاتنا استفسرت منه عن موضوع الفندق وأجور مبيتنا فيه نحن الثلاثة طيلة الأيام الأحد عشر فذكر لي وبحكم علاقاته مع المسؤولين في الفندق واتفاقه معهم أصبحنا نزلاء في الفندق دون تأشير ذلك في سجلاتها وهكذا كان الفساد مستشرياً في هذه الدولة (رومانيا) والدول الاشتراكية الأخرى بسبب سيطرة الدولة على كافة مفاصل الحياة الاقتصادية والخدمية وما كان على المواطن في هذه الدول سوى العمل من الصباح إلى وقت متأخر مساءاً لقاء أجور لا تغني ولا تسمن من جوع وكنا نلاحظ شكواهم عندما كنا نختلط بهم ويحسدوننا على وضعنا المادي والمعاشي الذي كنا فيه... المهم نعود للحديث عن (وريا) الذي فارق الحياة في عام 1997 من جراء أفراطه في شرب المسكرات ودون أن يترك أثراً صالحاً من ولد أو عمل صالح...
الأخ إبراهيم أحمد أمام فندق أثينا بالاص
ونحن نأتي إلى نهاية القصة لا بد ذكر خاتمتها حيث تبرع الأخ (صباح صديق) توصيلنا إلى تركيا بسيارته الخاصة والتي كانت محملة بعدد من الحقائب المملوءة بالمواد المختلفة التي اشتريناها من أسواق بوخارست بعد أن استبدلنا الدولار الأمريكي بالعملة الرومانية (لي) في السوق المحلية (السوداء) وأصبح مبلغاً كبيراً لأن سعر الصرف فيه يختلف عن سعر الصرف الحكومي والذي كانت الحكومة الرومانية تلزم كل شخص يدخل أراضيها يصرف مبلغ معين حسب مدة بقائه فيها والتسعيرة المحددة من قبلها.
فندق كونتنتال في بوخارست
وصلنا إلى أخر نقطة حدودية بين رومانيا وبلغاريا وفيها نهر عليه جسر (بروسه) وفيها تم تفتيشنا وتفتيش حقائبنا من قبل ضابط كَمارك روماني والذي طلب منا إبراز ما يؤيد استبدالنا الدولار بسعر الصرف الحكومي وعندما عجزنا عن ذلك أمر مساعديه بإنزال الحقائب جميعها ومصادرتها...
وكان الأخ (صباح) يترجم لي ما يقوله الضابط ويترجاه أن يسهل أمورنا دون نتيجة... وعندها طلبت من الأخ (صباح) أن يخبره بأنني ضابط في الشرطة العراقية ولا يهمني إن قام بمصادرة هذه الحقائب وما تحتويه من مواد مختلفة لأنني سأقوم باستحصال أثمانها أضعاف مضاعفة من السواق الرومان العاملين في العراق، عندها أقبل المذكور باتجاهي معتذراً وطلب من مساعديه إعادة الحقائب إلى سطح السيارة وأخذني وجماعتي إلى غرفة وقدم لنا الشاي والحليب وأبدى فرحه من كوننا من صنف واحد في العمل ومن ثم ودعنا بحفاوة.
وحان وقت أن أودعكم أيضاً واعتذر عن الإطالة وأن تكون قصة سفرتي هذه مشوقة للقارئ العزيز.
1199 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع