محمد مكيّة ... قرن من العمارة العربية

                           

            محمد مكيّة.... قرن من العمارة العربية

            

        

          

       
 
محمد مكية مهندس معماري عراقي، ولد في بغداد عام 1914م، وأكمل فيها دراسته الأولية ثم درس الهندسة المعمارية في جامعة ليفربول في بريطانيا، حيث نال درجة البكالوريوس عام 1941م، وحصل على شهادة الدبلوم في التصميم المدني من الجامعة نفسها، أما شهادة الدكتوراه فقد حصل عليها عام 1946م، من كلية كينغز في جامعة كمبردج في بريطانيا، وكان موضوع أطروحته ((تأثير المناخ في تطور العمارة في منطقة البحر المتوسط))
وعاد إلى بغداد في العام ذاته وأنشأ  شركة بأسم شركاء مكية للاستشارات المعمارية والتخطيط

                        أعماله وإنجازاته

وفي الخمسينات، وضع تصميمات لمبان سكنية وتجارية واتسعت معرفته بتراث الهندسة المعمارية العراقية. إضافة إلى ذلك، كان الدكتور مكية أحد المؤسسين الأصليين لقسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة في جامعة بغداد عام 1959م
وظل رئيسا للقسم حتى عام 1968م. وفي الأعوام التالية، أقيمت مكاتب لشركة مكية في كل من البحرين وعمان ولندن والكويت والدوحة وأبوظبي ودبي
جرى تناول أعمال وأفكار محمد مكية وشركته في العديد من الكتب والمقالات، وتمت دراستها وبحثت فيها مؤتمرات ومعارض، ومن بينها مؤتمر دولي عن التراث المعماري في بغداد والذي عقد في جامعة بغداد. وكان المؤتمر جزءا من فعاليات  ( بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 )  برعاية جامعة بغداد والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى ومكتب منظمة اليونيسكو في العراق

             


                     جامع الخلفاء في شارع الجمهورية - بغداد
كان من إسهامات محمد مكية في مجالات الهندسة المعمارية والتخطيط المدني إدخاله البارع للأشكال التقليدية في الهندسة المعمارية الحديثة. ومن أهم أعماله : جامع الخلفاء، ومسجد الدولة الكبير في الكويت، وجامع السلطان قابوس الكبير

                     
         
                              مسجد الدولة الكبير بالكويت

        

                          جامع السلطان قابوس الأكبر

  

                                      جامع الخلفاء
يبرز أرشيف محمد مكية في مكتبات معهد ماساتشوستس، عندما قُدم أول مشروع مهم قام به محمد مكية في مشواره المهني، وهو تعمير وصيانة وبناء جامع الخلفاء، في الفترة (1960-1963، والتوسعة المقترحة في 1980)، وفي معرض مكتبة روتش الكبير: «التعليم من خلال مجموعات معمارية مرئية: مختارات من مجموعات روتش الرقمية». حيث تضمنت مجموعة «محمد مكية ومشروع جامع الخلفاء» 25 صورة من الرسومات وملاحظات على التصميم ومخططات وصورا مأخوذة من الأصل المحفوظ في الأرشيف.
وتروي الصور قصة هذا المشروع الذي تم تطويره مع الحفاظ على التحفة الفنية الوحيدة الباقية من المسجد في العهد العباسي الذي يرجع إلى القرن التاسع في المكان ذاته: منارة مئذنة سوق الغزل المتهدمة.
لقد جسد تصميم مكية المبتكر للجامع، الذي يقع في منطقة صبابيغ اللال في بغداد القديمة، أفكار المحافظة المدنية على التراث وإضفاء الطابع الإقليمي على الشكل واستمرارية التراث المعماري، وهي الأفكار التي كانت ملهمة لأعماله منذ ذلك الحين بالإضافة إلى الأجيال الأصغر من المعماريين..


                              

منارة سوق الغزل في جامع الخلفاء كما صورها مصور ألماني خلال زيارة للعراق عام 1911م، وهي أقدم منارة باقية في بغداد حيث أن المنارة الظاهرة في الصورة قد بناها ابن هولاكو خلال القرن الثالث عشر ميلادي بعد أن تدمرت عند دخول جيش المغول بغداد
تعلق محمد مكية بمشروع جامعة الكوفة (1967-1968)، وحصلت الموافقة مِن رئيس الوزراء طاهر يحيى ، وكان معه أكاديميون وعلماء كلٌّ في اختصاصه، وبينهم العلامة علي الوردي، على أن تكون شبيهة بالجامعات الدُّولية الكبرى، فالكوفة دار حضارة قديمة، وتقع على الفرات أو ملتقى الطرق، حسب تعبير مكية نفسه، لكن انقلاب 17 تموز 1968 قضى على مشروع الجامعة الأهلية الأولى مِن طرازها، مِن حيث الاتساع في المهام، وما أقيم بهذا الاسم، في ما بعد، ليس له صلة لا مِن بعيد ولا مِن قريب بذلك المشروع

ولأن الفكرة ظلت تراود مكيَّة، استقر بلندن وأنشأ ما سماه بديوان الكوفة (1986-2006)، كان ملتقىً للثقافات والمثقفين. عشرون عامًا كم استضافت صالته مِن ندوات ومحاضرات ومعارض تشكيلية، والبداية كانت كمكتب هندسي، آخر الجوائز (1994) التي فازت بها تصاميم محمد مكية تصميم بيت العدل بالرِّياض، أو مجمع المحاكم، بعد منافسة مع مكاتب دولية
          

ومن اعماله ايضاَ جامعه الرشيد وتصميم كلية التربية باب المعظم (1966) وبيت الدكتور فاضل الجمالي رئيس وزراء العراق الأسبق وكذلك  قصور للشريف حسين و حازم ، دار الأميرات في المنصور ، مبنى المستوصف العام في ساحة السباع (1949) ، مبنى بلدية الحلة (1951) ، فندق ريجنت بالاس في شارع الرشيد (1954) ، مبنى الكلية التكنولوجية في بغداد (1966) ، مكتبة ديوان الأوقاف العامة (1967) ، مبنى مصرف الرافدين في الكوفة (1968) والدور الملحقة بها لموظفي المصرف (الخمسون دار) وكذلك مصارف الرافدين في محافظات العراق الأخرى ، تصميم جامع الدولة الكبير في بغداد (1986) وجامع مرجان ، جامع إسلام آباد في باكستان، جامع تكساس في الولايات المتحدة الأميركية ، جامع روما في ايطاليا ،ومسجد مدريد في اسبانيا، مسجد الصديق في الدوحة (1978) ، تصميم الجامعة العربية في تونس (1983) . كرم سابقا من دول الخليج كافة حينما كانت لأعماله الصدى في منطقة الخليج العربي للفترة من(1974-1998) ومنها تصميم جامع الدولة الكبير في الكويت، مبنى وزارة العدل في أبو ظبي،تصميم بوابة  المدخل الرئيسي في جامعة السلطان بن قابوس وكذلك جامع السلطان قابوس الكبير ، وتصميم بوابة مدينة عيسى بالبحرين، تصميم العديد من المصارف الإسلامية والأبنية الإدارية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي

        

خلال عمره المليء بالعطاء المعماري والانجازات اخرها حصوله على وسام التميز من ملكة بريطانيا ففي شباط عام 2014 تم تكريمة من قبل ملكة بريطانية العظمى اليزابيث حيث تم تسليمه الجائزة من قبل تشريفات القصر الملكي البريطاني (بكنجهام)؛ برسالة بعثتها الملكة لبلوغه من العمر مئة عام

                      
 
               الدكتور مكية، و الى جواره المهندس رفعت الجادرجي

            

صورة نادرة تجمع د. محمد مكية والمعماري رفعة الجادرجي وزوجته بلقيس في القاهرة كانون الأول 1960

               
 
وبرحيله في يوم الأحد الموافق19 تموز 2015م  فقد العراق رمزا من رموزه العظيمة وهو المعماري الكبير والبغدادي الاصيل عن عمر ناهز المئة عام وعام تاركا مسيرة حافلة بالإنجازات الكبيرة في مجالات العمارة والفن والثقافة وحبا لا يضاهى لبغداد
على الرغم من بعد المسافات ، ودعت بغداد عاشقها وابنها البار معماري القرن العشرين الدكتور محمد مكية الذي رحلت روحه الى بارئها بعيدا عنها ، ولان بغداد ام رؤوم فقد لوحت له بالوداع حزنا شاكرة له ما قدمه من اجلها مؤكدةانها لن تنساه وستضمه في حناياه علما كبيرا من اعلامها

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

885 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع