بستان الأورفه لي .. قلب بغداد ماضيها المجيد وحاضرها التليد

           

بستان الأورفه لي.. قلب بغـداد بيــن ماضيها المجيد وحاضرها التلـيد

     

اليهود يشترون مزارع البتاويين لبناء بيوت ومرجان يشيد عمارة بخمسة طوابق

تمتاز بلاد وادي الرافدين بكثرة المزارع والبساتين وهي المعروفة بارض السواد أرض الاباء والاجداد..  فالقادم من بعيد يرى غُمامة سوداء عند الافق وعند الاقتراب منها  يكتشف ان هذا السّواد هو لكثرة النخيل والاشجار ويكتشف ايضا مدى علاقة الانسان بالارض..  أذ ترسم هذه العلاقة شكل المعيشة وطبيعة المفردة المستخدمة، فالبيئة الريفية تختلف عن البيئة المَدنية ولكنها تبدأ منها اذ يقول عالم الاجتماع البريطاني (ديورنت) صاحب موسوعة الحضارة  (ان المدَنية تبدأ من كوخ الفلاح ولكنها لاتزدهر إلا في المُدن) فالتحول الديموغرافي الحاصل في المعيشة والزحف المدني على المناطق الريفية جعل كثير من البساتين  تتحول الى ازقة وبيوت ودكاكين، ومن هذه البساتين التي شملها التغيير هي (بستان عبد الرحمن الاورفه لي) التي لم تكن للبغداديين إلا ألقاً جميلا تحّول مع الزمن الغائب الى حكايات تناقلتها الشفاه والالسُن وكأنها نهاوند الحياة يجري في أكّف الحنين ليجعل السنين التي خلت تتشوق لمذاقات العُمرالمعبأة بنكهة الماضي المجيد وقد جّف الحاضر بشخوصه وشخصياته وهو ينعى اليوم قُدسية ميراثهُ الضائع بين حداثة العصر الجديد و تقاليد الزمن البائد..!

منطقة البتاوين

لقد قسّم البستان في المنطقة المحصورة بين ضفة النهر وشارع البتاوين الى اربعة ازقة وقد تبنى مجلس اعمار العراق برآسة المهندس (حسن الحسني) وبعده جاء المهندس (جعفر ضياء جعفر) تخطيط المدن الجديدة وذلك بداية الاربعينيات من القرن العشرين أذ شمل التخطيط منطقة البتاوين التي كانت تسمى بـ (الاورفه ليّة) نسبة الى مالكها وتشمل المنطقة عموما جهتي نفق التحرير الحالي مع شارع البتاوين وكما اسلفنا سابقا كان عبارة عن ممر ضيق اتسع فيما بعد،وبالرجوع الى المنطقة المحصورة بين شارع البتاوين (السعدون حاليا) ونهر دجلة نرى هناك اربعة ازقة وزقاق عرضاني يقطع هذه الازقة من المنتصف حتى منطقة بستان الخس مرورا ببستان المهيدي وهو الشارع العريض الحالي التي كانت تقف فيه سيارات النقل الخاص (الفورتات) ذات الاثني عشر راكبا الى منطقة الكرادة الشرقية، ومع التطور المدني اتسعت هذه الازقة التي لايتعدى عرضها العشرة امتار حيث كان البيت الاول هو (للقهوة المنشية) بادارة (احمد المصلاوي) اول الشاغلين من بعد الدير في ركن الزقاق الاول بعدها انتقل الى ساحة الرصافي ليأتي (مزاد الصباغ) بدل القهوة لصاحبه (احمد الصباغ) ثم عادت القهوة باسم (قهوة فتاح) وهو ابن عم (عبد الله ابو الكبة) اول قصاب في الباب الشرقي الذي كان مشهورا في (سوق الامانة) الذي ذكرناه آنفا ويعتقد ان القصاب المذكور هو والد الفنانة (سعاد عبد الله)، وقد شغل هذا المكان لفترة معينة (حلويات جواد باقر الشكرجي) قبل انتقاله الى عمارة فاتيما وهناك شواخص داخل الفرع نذكر منها معمل نامليت للمشروبات الغازية (سودة ونامليت) وكان يملكه و يديره الارمني (وارتان كرابيت تكاسيان)..

              

ومحل(حلاقة اوانيس) للرجال وهو ارمني الاصل ومعمل نجارة لصناعة الابواب والشبابيك بادارة (فضيل المصلاوي)، وعلى امتداد الشارع هناك بيوت سكنها اليهود ومن اشهرهم بيت (روبين سيتي) المعروف بـ (ابي كمال) ويعمل بصرافة العُملة ويعدّ من اشهر صرّافي بغداد وكان بيته كبيراً وفيه حديقة ويمتاز البناء بالطابع العمراني الحديث ذي الشناشيل البغدادية الرائعة المصنوعة من خشب المهوكني او الجاوي المعشق بالزجاج الملّون مع الشبابيك ذات الطراز البنجوري المتداخل مع الحديد والخشب والبناء معمول بالطابوق والجص، وفي بداية الخمسينات تحول بيت روبين سيتي الى عمارة ذات ثلاثة طوابق لاتزال قائمة الى آلآن ،اما بيت السيد (جميل الاورفه لي) وهو ابن اخ عبد الرحمن فكان بجانب بيت ابو كمال وقد شغل السيد جميل مناصب عديدة منها حاكم ونائب لوزير العدل (صائب بيك شوكت) وشغل ايضا مناصب في حكومة النقيب الثانية سنة 1935، كذالك سكن في هذا الزقاق الدكتوراليهودي (سلمان درويش) في نهاية الشارع وكانت عيادته في بيته وهو اول من امتلك جهاز الاشعة !، ومن جهة شارع ابو نؤاس هناك بيتين احدهما لجبار ابو التكة والثاني لبيع الاسماك وبضمنه محل لخياطة الملابس، اما عند الجهة الاخرى لنفس الشارع مقابل القهوة المنشية كان بيت (نشأة الاورفه لي) وهو الابن الثالث لعبد الرحمن وبعد عام 1939 تحول البيت الى عمارة ذات خمسة طوابق وهي لاتزال قائمة ،

       

وفي حينها شغل المحل الاول الارمني (باركيس) لبيع النساتل على اختلاف انواعها المستورد والمحلي مع الكرزات والنمنميات ثم محل (صادق الصغير) لبيع الفواكة ومحل (صادق الكبير) لبيع الفواكة ايضا ثم سُلم البناية فمحل مستأجر من قبل الاخوين (مجيد وحميد) لتأجير الدراجات الهوائية وبعد مد انابيب المياة الخاصة باسالة الماء تحّول المحل الى بيع التاسيسات الصحية وفي داخل الزقاق هناك محل (ماركو) للحلاقة النسائية ثم (مطعم نزار الشهير) بعدها مطبعة لعمل الزنكو غراف و الاختام وعند نهاية الزقاق محل نجارة بادارة (هادي النجار)، اما الركن الثاني فكان بيت لـ (مكي الاورفه لي) الابن الاول لعبد الرحمن وهو عضو محكمة تمييز العراق وبجانبه بيت احد اليهود ثم بيت (انطوان شماس)وهو عضو محكمة تمييز العراق ..

  

ومن الاوائل الذين امتلكو سيارة وهي من نوع شوفرليت تحمل الرقم 14 بغداد،

                    

وبجانب شماس تسكن المطربة (سليمة باشا مراد) اما بقية البيوت فهي ليهود كانو قد اشتروا الاملاك من بيت الاورفه لي، ولنتحول الى جهة شارع ابو نؤاس حيث احتلت قهوة اليهودي (شاؤول طوبة) بداية الشارع الثاني وان بقية البيوت هي ليهود من عامة الناس، اما الجهة الثانية لنفس الشارع من جهة النهر فكان البيت الثاني لـ (نوري الاورفه لي) الابن الثاني لعبد الرحمن وهو محامي وبجانبه بيت اخته الحاجة (نجية الاورفه لي) وكانت متزوجة من (عزّت الاعظمي) الذي شغل منصب صحفي و نائب في البرلمان العراقي ولم يكن لهذه الاسرة اولاد، ومن الطرائف التي تروى للحاجة نجية هي عند ذهابها الى الحج سنة 1949إلتقت هناك بالحاجة (حسيبة الباججي) المتزوجة من (محمد صالح الگيلاني)وهو رجل ثري وايضا لم ترزق هذه المرأة بالاولاد فإتفقت المرأتان على شيء يخلد اسميهما و يثبت وجودهما في الحياة بدل الاولاد فشرعا عند رجوعهم الى بغداد ببناء (جامع) لكل واحدة منهما فتم بناء جامع نجية خاتون الاورفه لي سنة 1952مكان البيت الذي تسكن فيه مع والدها الحاج عبد الرحمن واختها بدرية، والجامع هو الركن الاول من الزقاق الثاني للجهة المقابلة لثانوية العقيدة على واجهة شارع السعدون وهو قائم لغاية الان،اما الحاجة حسيبة محمود الباججي فقد بنت الجامع سنة 1952 عند منتصف شارع النقيب في الكرادة الشرقية ويحمل الجامع اسمها (جامع حسيبة محمود الباججي) وهو بجانب مدرسة الراية العربية ومايزال قائماً ايضا، هذا هو السبب في بناء الجامعين !، اما الزقاق الثالث فسكنه الحاج (سامي الاورفه لي) وهو ابن اخ عبد الرحمن وكان سكنا لزوجته الثانية ثم بيت آخر (لنشأة الاورفه لي) الذي انتقل اليه بعدما حوّل بيته على شارع السعدون الى عمارة سنة 1939 كما اسلفنا ثم بيت مستأجرلـ (اسكندر اصطيفان) صاحب (سينما النصر) وهو ملك لهم..

             

ومن اللطائف المروية عن المكان الذي تشغله السينما حاليا كان ساحة يُقام عليها السيرك و الكروباتيك وعلى الاغلب كان السيرك الروسي هو الاكثر حضورا من بين العروض وجرت العادة عند نهاية العرض تصعد احدى العارضات وهي تلبس (المايوه البكيني)الى اعلى قمة الخيمة ثم تقوم باخراج العلم العراقي من المايوه فتتصاعد تعليقات الحضور الساخرة وهي قمة المتعة و التسلية لهم وكانت حدساً عند البعض بان نهاية الحكم الملكي قريبة ! كون العلم العراقي قد خرج من وسط أمراة عارية ! وكان ذلك منتصف الخمسينات من القرن العشرين وماهي إلا سنين قليلة بعدها حصل الانقلاب الجمهوري عام 1958، اما بيت (خليل الاورفه لي) وهو ابن اخ عبد الرحمن فياتي بعد بيت اصطيفان..ثم بيت بسيط لـ (رجينة ام الحليب) وكانت تربي فيه الابقار لتبيع الحليب،

       

وبامتداد الزقاق الى شارع السعدون ياتي الركن هو بيت (لنوري الاورفة لي) الذي تحول الى (مطعم ابن سمينة) وبجانبه بيت (صبيح البازركان) مع اخوته (هادي وستار البازركان) وهذا الاخير كان قاضيا وهو الذي حاكم (عدي صدام حسين) في قضية مقتل كامل ججو سنة 1989 وقد تحول هذا البيت الى عمارة شغلها (حلويات المراياتي)اما بقية البيوت فسكنها اليهود ايضا، ومن ركن الجهة الاخرى (النهر) سكن السيد(على البازركان) في بيت يملكه الحاج نشاة الاورفه لي والسيد(علي) هو اخ لزوجة (سامي الاورفه لي) الثانية وكان يشغل منصب (مصّرف بغداد)، ولم يكن في الشارع شخصيات اخرى تستحق الذكر،

          

اما الزقاق الرابع والشاخص فيه هي (سينما السندباد)الحالية وكانت قبل ذلك (قهوة الاورفه لي)، ومن الجدير بالذكر ان هذا الزقاق كان سابقا هو(النهر) الذي يسقي البساتين وقد تحول مع الوقت الى بيوت ودكاكين اذ شغل المحل الملاصق للسينما حلويات (الحاج كنش) ثم محل (العيد روسي) لبيع المخللات وبجانبه (مطعم الشباب)للسيد ابراهيم وباستمرار الزقاق تاتي مدرسة (لانعرف اسمها) وهي متوسطة للبنات ثم مركز للشرطة فبيت (لسامي الاورفة لي) وبجانبه من جهة ابو نؤاس سكن (كامل الخضيري) وبجانبه سكن (شهاب الدين الگيلاني) وهو رئيس محكمة تمييز العراق، اما داخل الزقاق بعد بيت الخضيري ياتي (مزاد الصباغ) الذي تحول الى (مطعم القمح)، ويعد هذا الزقاق هو الحد الفاصل بين بستان الاورفه لي وبستان صالح المهيدي.

البتاويين البعيدة عن النهر

         

وهي المنطقة التي فيها جامع الاورفلي مقابل ثانوية العقيدة الحالية وكما اسلفنا تحولت هذه المنطقة الى ازقة وبيوت ودكاكين بعد ان كانت مزارع وبساتين حيث تم بيع الارض الواقعة على ساحة التحريرمباشرة الى اليهود فقاموا ببناء بيوت لهم..

          

ثم اشترى السيد (عبد الوهاب مرجان) وهو رئيس الوزراء سنة 1957 مع اخوته (عبد الرزاق و عبد العباس) املاكا منهم وبنى عليها عمارة ذات خمسة طوابق شغل الركن منها مكتبة المثنى لصاحبها (قاسم محمد الرجب) وغيرهم وبجانب عمارة مرجان توجد المدرسة الامريكية على شارع حديقة الامة وهي ضمن املاك الگيلانيين التي اشتروها من اليهود الذين بدورهم اشتروها من الاورفه لية،

        

اما الركن االثاني للزقاق الاول فكان لمطعم تاجران وهو قائمٌ لغاية الان وكان هذا الزقاق يسمى بشارع (التوراة) لوجود كنيس يهودي في منتصفه تقريبا وقد سكن هذا الزقاق السيد (عبد الكريم الازري) وزير المالية في العهد الملكي، وبعد تاجران ياتي بيت قديم ثم الركن الثاني بيت لعبد الرحمن الاورفة لي وكان سكن لبناته (نجية وبدرية) وهما بيتان الاول لنجية والثاني لبدرية ثم تحول بيت نجية الى جامع سمي بـ (جامع نجية خاتون) سنة 1952 وقصة بناء الجامع اوردناها سابقا، بعدها ياتي بيت مستاجر (لسليم الايوبي)الذي كان قاضيا مرموقا وبجانبه بيت (الحاج يوسف الحداد) ثم بيت (خليل الاورفة لي) وهوابن اخ عبد الرحمن المتزوج من بنته (بدرية) وكان مديرا عاما في وزارة الزراعة ثم تاتي بيوت سكنها العموم من العراقيين اغلبهم من اليهود، اما الركن الاخر لنفس الزقاق فكان بيت آخر لـ(بدرية بنت عبد الرحمن) الذي تحول فيما بعد الى عمارة احد شواغلها هو صالون حلاقة (الجابي) للرجال وقد سكن هذا الزقاق ايضا (داود سمرة) وهو يهودي كان يشغل منصب عضو محكمة تمييز العراق وعضو لجنة وضع القوانين العراقية ، ثم ياتي الزقاق الثالث فكان الركن لـ (نوري الاورفه لي) وهو الابن الثاني لعبد الرحمن وهو محامي كان قد باع بيته الى (ابكار مارتن)

        

صاحب شركة تسجيل الاسطوانات الصوتية وهو مايزال يحمل الطابع البغدادي الاصيل لغاية اليوم، وبجانب ابكار مارتن داخل الفرع بيت لبدرية وهو مستأجر (لام نديم الباججي) وهي اخت (حسيبة الباججي) التي ورد ذكرها مع نجية الاورفه لي في الحج، بعدها بيت (الصند قجي) ثم بيوت كان اغلبها لسكن اليهود،اما الركن الثاني لنفس الزقاق فكان ارض (لنجية الاورفه لي)مقسومة الى قسمين الاول بناية مستاجرة لمديرية التحريات الفنية والثاني شغلتها محلات متنوعة..

    

وقد سكن هذا الزقاق ايضا (جميل المدفعي) الذي اصبح رئيساَ للوزراء لخمس مرات، اما الركن الاول للزقاق الرابع فكان لـ(سامي الاورفه لي) وهو ابن اخ عبد الرحمن الاورفه لي الذي اشتراه ابكار مارتن ايضا ولنفس العمل ثم بيت (نعيمة بنت عبد الوهاب الاورفه لي) داخل الفرع وبجانبها بيت (عبد الرزاق شاهين) وكان مدير شرطة السكك وان اخت عبد الرزاق هي زوجة (غسان ابن عبد الله الياسين) شيخ عشائر مياح، وفي منتصف الشارع سكن سيد (توفيق الگيلاني) ابو طالب وعدنان ومضر، وفي نفس الزقاق قطعة ارض لـ (غازي الاورفه لي) وهو ابن اخ عبد الرحمن مشغولة من قبل احد المسيحيين لبيع اللحوم ,اما الركن الثاني لنفس الزقاق فيملكه (جميل الاورفه لي) وكان وزيرا للزراعة في حكومة مرجان عام 1957 وقد قسمه الى دكاكين والطابق الاول فيه مقهى صيفي يقابله الركن الاخرفي الزقاق الخامس فهو (لخليل الاورفه لي) وكان مشغولا من قبل (المقهى البرازيلي) وهي غير تلك التي في شارع الرشيد،

      

يقابلها عند الركن بيت (لبراهيم الاورفه لي) شغل من قبل (مدرسة مدام عادل) وتشمل روضة وأبتدائية وكانت الست (زهوره)هي مديرة المدرسة زوجها السيد (انيس عادل) مؤسس المدرسة وهو لبناني الاصل وقد انتقلت المدرسة الى شارع الزعيم بعدها امُمت المدارس عام 1973 فسميت (بمدرسة السعدون النموذجية)وهي ماتزال قائمة لغاية اليوم،وبالعودة الى شارع السعدون و بجانب المدرسة مركز للشرطة وبجانب المركز بيت مستأجر للحكومة كان (سجن) للجنود الالمان الذين أُسرو في االحرب العالمية الثانية، وقد اكتسب هذا الشارع تسمية محلية هي (شارع عبد الاحد)لوجود محل لبيع النساتل والنمنميات يعود الى رجل مسيحي اسمه (عبد الاحد)،

                 

وفي منتصف الشارع تقريبا سكن المؤرخ اليهودي المشهور(احمد سوسة – ابو فؤاد) الذي اعتنق الاسلام في آخر حياته، وماتزال هذه المناطق تحتفظ بالبناء التراثي البغدادي الاصيل لغاية اليوم وانها تحتاج الى المزيد من الصيانة والترميم من لدن الجهات المختصة للحفاظ عليها.

كنيسة الارمن

     

وتسمى ايضا بكنيسة (مَسكنتة او غريغور سافوريك) وهي لاتزال قائمة تستقبل المسيحيين من طائفة الارمن الارثودكس وتقع على شارع النضال قرب ساحة السبعاوي (الطيران) حاليا وهي ضمن حدود البستان اذ اهدى (ورثة الحاج عبد الرحمن الاورفه لي) قطعة الارض للارمن سنة 1954 لانشاء كنيسة ومدرسة وقاعة للاحتفالات والباقي يترك كمقبرة لدفن موتاهم حيث انتهى البناء المشار اليه سنة 1956 وقد بنيت على الطراز الارمني الاصيل ومن النفائس التي تحتويها هذه الكنيسة (الانجيل)المطبوع سنة 1759 في البندقية بايطاليا اذ قام احد الفنانين العراقيين بتغليف هذا الانجيل بغلاف منقوش بالفضة عام 1813، وتحتوي الكنيسة ايضا على لوحات للسيد المسيح بريشة الفنان العراقي (بهجت عبوش) مع مقتنيات اخرى.

الخاتمة

لقد تناولنا منطقة مهمة وحيوية (بستان عبد الرحمن الاورفه لي) اذ تعتبر اليوم هي قلب بغداد العاصمة فذكرنا الشخوص والاشخاص و الرموز والشواخص واشرنا الى الشواغل التي نراها تشكل تراثا عميقا وذاكرة منقوشة في بنية المجتمع العراقي، وبعد جهد ومواصلة مع الاشخاص المعنيين نقدم لهم تقديرنا ومتناننا ودعائنا لهم بطول العمر والصحة ونعتذر عن عدم ذكر مايستحق ذكره سهوا لا عمدا.

المصادر

-الكرادة الشرقية / أ. د عباس فاضل السعدي

-من تاريخ الكرادة الشرقية / أ جابر شاكر

-الكنائس بغداد ودياراتها / الاب بطرس حداد

– بغداد مدينة السلام / أ د حسين امين

– الاتصال الشخصي بالحاج عدنان نشاة عبد الرحمن الاورفه لي – تولد 1933

-الاتصال الشخصي بالمضمدة سوزان – تولد 1944

الاتصال الشخصي بالست عبير محمد سلمان / مديرة ثانوية العقيدة

الاتصال الشخصي بكثير من الشخصيات ذوي العلاقة


المصدر:الزمان
الكاتب:محمود آل جمعة المياحي

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1257 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تابعونا على الفيس بوك