هكذا رأيت محلات الكرخ وأسواقها في الثلاثينيات
ملاحق المدى/المحامي أنور عبد عبد الحميد السامرائي:رأيت الكرخ تبدأ حدوده من محلة الجعيفر (ساحة حماد شهاب حاليا) وتنتهي بمحلة الشواكة «ساحة جمال عبد الناصر حاليا» واحدد جانب الرصافة حيث يبدأ من ساحة باب المعظم وينتهي بساحة التحرير حالياً.
وساتحدث عن جانب الكرخ الذي ولدت فيه تاركا جانب الرصافة الى حديث آخر.
كان في محلة الجعيفر ثلاثة مقاهي اثنان يقعان في بدايته واحدة على نهر دجلة والآخر في الطرف المقابل وبجنب المقهى مدرسة الكرخ الابتدائية التي كان مديرا فيها الاستاذ عزت شاكر الخوجة ومجاور المدرسة
دار الدكتور الانساني احمد صميم الصفار عميد كلية الطب حيث كان هذا الطبيب الوحيد في الكرخ واختصاصه الاطفال وكان يداوي الفقير منهم مجانا ويعطي الدواء من كيسه الخاص لهم وكان انسانا بكل معنى الكلمة وشكرا لحكومة الثورة حيث اطلقت على جناح من مدينة الطب اسمه لخدماته الانسانية الجليلة .
وبعد مسافة قصيرة تجد في وسط الشارع تقريبا نساء يبعن الروبة بثمن بخس واصحاب الخبز يجلسون على قارعة الطريق ومقابلهم تقع علوة والد عبد الحميد العلوجي.
يتوسط الشارع سكة تراموي بغداد – الكاظمية ويسمى الكاري وكان مدير هذه المحطة هو والد الدكتور فاضل الجلبي.
ندخل الان محل التكارتة وفيها المقاهي الشعبية اللطيفة الجميلة واصحاب الموسيقى الشعبية اي عندما يبدا ختان اطفال هذه المحلات يستدعى الجوق الموسيقى وكان في هذه المحلة العطار الطبيب الذي يصف الحشائش للمرضى هو عبد الله العطار رحمه الله ومختار هذه المحلة هو الشيخ عبد الرحمن الدوري والد مدير الشرطة عبد الحميد ومدرس الرياضة احمد الدوري وامام مسجد التكارته الذي يقع على نهر دجلة ولا زال هذا المسجد الذي يقع بجنبه دار الممثل الشهير يوسف العاني او بين الخانجي واللواء ابراهيم الراوي والسيد يوسف عز الدين الناصري والد الدكتورة ثامرة الناصري وبجنبه دار العلامة طه الراوي والتاجر الشهير عبد الجبار الدهان والد حميد الدهان وخلف محطة التكارته محلة تدعى بمحلة سوق اللبن ومن كتابها مدرس الاولاد علي الحبر وهذه المحلة يسكنها مغتي الديار العراقية الحاج نجم الدين الوعظ والدكتور مكي ورؤوف وعبد الاله الواعظ تدخل الان محلة الشيخ علي حيث يسكنها عشائر الجبور الشيخ حمد الزركه وكانت لعبة الساس العربية تلعب بالاعياد حيث توضع المراجيح ودولاب الهواء وفي بداية سوق حمادة تقع مقهى ام الحديثة ومقابلها المقهى الشتوي ثم تمشي في سوق حمادة..
حيث يباع الخضار والقيمر والخبز واللحوم والفواكه وهو سوق حافل بالخضروات وتقع بالقرب منه مقهى ديبان ومقهى ياسين الشهيرة ومقهى الكيناوي ومقهى عكيل حيث يجتمع فيها اهل نجد (السعوديون) ومنهم الدكتور عبد الله خضير وزير الوحدة السابق والحاكم عبد الرحمن خضير وال الجمهور والخنيني وعبد الله الرشودي وهؤلاء هم من نجد.
ثم بجانبها تقع مدرسة دار السلام الابتدائية ومديرها عبد الجبار المدلل وعبد الجبار شريدة والشريف ابراهيم الحجازي ومن تلامذتها الممثل الشهير يوسف العاني ثم تتفرع طرق منها تؤدي الى تكية الاجودي والعيدروسي وبيت الملا جاسم سلامة الحجازي المقرئ الاول في اذاعة بغداد عام 1936 والد الاستاذ عادل ودار السيد حسين العاني مدير مدارس التفيض.
طريق يتفرع الى الشيخ معروف وهناك دور تعمل التنانير الطينية لصنع الخبز ثم تجد طولات الخيول لتربية الخيول العربية الاصيلة ويقع دار الكاتب الشهير عبد الرزاق الحصان بالقرب منها ثم نعرج على علاوي الشيخ صندل حيث توجد علاوي الحنطة والتمن والدهن والشعير ثم بجنبهم سوق الحداحدة وحمامان كبيران حمام شامي وحمام ايوب ثم منطقة الفلاحات ومنهم الكاتب والصحفي الشهير عبد الرحمن الفلاحي خال طه الراوي ثم ندخل محلة المشاهدة وهي مقابل مقبرة الشيخ معروف الكرخي وفيها جامع الشيخ موسى الجبوري وفيها المقاهي الجميلة وحمام الشيخ معروف وسينما زبيدة التي انشأت اخيرا ثم محلة الشيخ بشار وفيها الحسينيات التي تقرأ تعازي الحسين ايام شهر محرم الحرام وبالقرب منها حمام النساء ومحلات صنع الجاون والزناجيل الحديدية لربط الاغنام والمساحة والفؤوس التي يستعملها البناؤون تاتي محلة باب السيف وفيها مدرسة باب السيف الابتدائية ومقابلها السفارة البريطانية
وتمثال الجنرال مود الذي ازيل في صباح ثورة 14 تموز 1958 وبالقرب من تمثال الملك فيصل الاول الذي ازيل هو الاخر يوم 14 تموز وكانت مقاهي الصالحية بالقرب من هذا الجسر الخشبي
والمسمى جسر مود ويسمى الان جسر الاحرار الذي استبدل محل الجسر الخشبي لمود وللرصافي قصيدته الشهيرة وقفة على جسر مود من شاء فليطالعها في ديوانه وهي قصيدة جميلة جدا.
ناتي الى سوق الشواكة وهو سوق جميل جدا تجد فيها الجبن واللبن واللحوم وكل مالد وطاب وما تشتهي الانفس.
ثم تقع العلاوي ومن بينها علاوي الخانجي وهم عائلة كريمة طيبة ومنهم يوسف اسماعيل الخانجي (يوسف العاني) وكل كاتب هذه العلوة الشاعر القومي الكبير عبد الحسين الملا احمد والذي ديوانه المخطوط محفوظ لدى الدكتور عبد الله محمد الجبوري عسى ان يرى النور وامام هذه الخانات مقهى البيروتي الشهيرة حيث كنا نطالع دروسنا المدرسية فيها وكانت مقهى جميلة جدا وكان زوارق صيد الاسماك والجنائب (الدوب).
الان نحن في محلة خضر الياس وهي محلتي التي ولدت فيها.هذه المحلة كانت تحوي العلماء والقادة العسكريين ورجال السياسة ومن هؤلاء العلماء:
الدكتور احمد سوسة وطه الراوي ويوسف العطا مفتي الديار العراقية والعالم الهندي الكبير استاذ الحاج نجم الدين الواعظ الشيخ غلام المدفون في مقبرة الشيخ معروف الكرخي.ويوسف عز الدين الناصري ومحي الدين الناصري
ورئيس الوزراء نوري السعيد وال الخوجة الكرام منهم رشيد الخوجة امين العاصمة وعبد الحميد الخوجة مدير ادارة وزارة الدفاع وعبد القادر الخوجة وعزت الخوجة وعبد الكريم الخوجة واحمد الخوجة.ومن النواب عبد الرزاق منير والد المهندس الشهير هشام عبد الرزاق منير وال السويدي منهم رئيس الوزراء توفيق السويدي وناجي السويدي وعارف السويدي وشاكر السويدي وثابت السويدي اولاد يوسف السويدي الذي خرجت من داره ثورة العشرين في بغداد وضربت المدافع الانكليزية داره وسقط من القتلى من السامرائيين سبعة أشخاص.
عن مخطوطة على الآلة الطابعة بعنوان (قلعة الكرخ)
1217 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع