نوادر رائعة لرئيس الوزراء الأسبق / طاهر يحيى
في ستينات القرن الماضي (1964-1966) كان المرحوم طاهر يحيى رئيس الوزراء وفي أمسية من أيام ذلك العام كان يتجول سيرا على الأقدام في شارع الرشيد حتى وصل "ساحة الميدان"، وهنا صعد إحدى باصات مصلحة نقل الركاب "الأمانة"، كأي راكب عادي، وعندما سارت السيارة صعد ثلاثة أشخاص، ودفع كل منهم أجرة (15 فلسا)، ولكن قاطع التذاكر "الجابي" قطع لهم التذاكر من الدفتر لكن لم يسلمها لهم بل أخفاها لنزولهم في المحطة التالية، وبعد فترة صعد ثلاثة أشخاص ودفعوا الأجرة للجابي فأعطاهم التذاكر الثلاثة المخفية لديه، كل هذا جرى و(دولة) رئيس الوزراء يراقب كل ما جرى أمام عينيه!!
وهنا نادى رئيس الوزراء على الجابي وقال له: لماذا فعلت هذا العمل؟
فتغافل الجابي وأجاب: عن ماذا تتحدث؟؟
قال له: وهل تعرفني؟
أجابه الجابي: لا....
قال: أنا طاهر يحيى رئيس الوزراء...
وهنا تلعثم الجابي وأرتبك وأخذ يتوسل مدعيا بأنه صاحب عائلة كبيرة، ولكن رئيس الوزراء طلب منه دفتر التذاكر وقطع منه أربعة بطاقات ومزقها أمامه!! (وهي بقيمة 60 فلسا أي غرّمه 60 فلسا)). وقال له رئيس الوزراء: سوف أحيلك إلى المحكمة عن جريمة إختلاس...
وبقي الجابي يبكي ويتوسل..
وهنا تدخل بعض الناس ممن كانوا راكبين بالباص ملتمسين (دولة) رئيس الوزراء الصفح عنه..
وإستجاب طاهر يحيى رئيس الوزراء لتوسطهم، ورجائهم، وطلب من الجابي أن يكون أميناً ويحافظ على الأمانة التي أوكلت إليه، ثم مدّ رئيس الوزراء يده في جيبه، وأخرج خمسة دنانير من محفظته وسلمها للجابي... وقال له: إصرفها على عائلتك ولا تكرر فعلتك!!
ونزل رئيس الوزراء في المحطة القادمة مترجلا ليكمل سيره وجولته الحرة، وسط تحية الناس له وإعجابهم بتواضعه وإنسانيته..
رحم الله زمانا كان الرجال فيه كثيرون..
ورحم الله طاهر يحيى الرجل الذي تسلم عدة مسؤوليات وأثار خصومه لغطا ضده.. ولكنه كان (طاهرا) فعلا وحقا إسما على مسمى,, وبقيت أعماله شاهدة على نظافة ونزاهة وعفة أطهر رئيس وزراء عراقي طاهر يحيى التكريتي يرحمه الله..
فليأتونا بمثل هذا الرجل في هذا الزمن الردئ الذي يستلم الوزراء والمحسوبون ملايين الدنانير، ومع ذلك لايعرفون للعفة والطهارة معنى...
فليرحمك الله ياطاهر وليرحم الله من أحسن إختيارك وتعيينك..
------------------------
طاهر يحيى بين اعتقال عبدالكريم قاسم له.!
في زمن عبدالكريم قاسم اعتقلت أجهزة الاستخبارات العسكرية اللواء طاهر يحيى بوشاية وبعد مضي أيام على الحَدَث، وبشكل مفاجىء توقفت سيارة أمام بابِ بيتِ عائلةِ السَجين في حي دراغ، وترجل منها عبدالكريم قاسم بمفردِه. طرَقَ البابَ بهدوء فظهرت أمُّ غسان – زوجة طاهر يحيى– وهي مذهولة ظنا منها أن كارثة أخرى ستحل بها عندما رأت الزعيم على الباب، لكنَّ ظنّها تلاشى بابتسامةٍ أشرقت على مُحيّاه وهو يؤدي التحية ويدور الى خلف سيارتهِ، فأنزل بضاعَتهُ المتكونه من كل ما يحتاجه المطبخ العائلي من تموين.
ووضعها أمام البيت وعاد مرة أخرى الى سيارتِه فأنزل منها دراجة هوائية صغيرة للطفل غسان – ابن المرحوم طاهر يحيى- وطمأنها مرة أخرى على صحة (أبو غسان) ، وأوعدَها خيرا باطلاق سراحه بعد أيام، وفعلا حصل!! وإنتهت القصة ولم تنتهك كرامة هذا الرجل المعتقل الذي صارَ هرًما عظيما بشموخهِ الذي فضح بهِ أقزاما من أعدائهِ وأعداء العراق والأمة.
بهذه الطريقة أُعتُقِلَ اللواءُ طاهر يحي التكريتي، وبها أُطلِقَ سراحُه !!!!
672 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع