ذكريات معايدات العيد..التي افتقدناها مع عصر التكنلوجيا ورسائل الواتزاب!!
يُذَكّرنا قدوم عيد الفطر والأضحى المباركين، بمعايدات ايام زمان التي كان لها معنى تفتقده معايدات اليوم الالكترونية على الواتزاب والايميل والفيسبوك وغيرها.. وصار نادراً اللجوء الى ارسال بطاقات المعايدة الورقية او الكارتونية او صور البوستكارت. فمع قرب حلول المناسبات والاعياد كانت تصلنا العشرات بل المئات بطاقات التهاني الملونة عبر ساعي البريد وصناديق البريد.
كنا ننتظر المناسبة، ونتحضر بتهيئة البطاقات والكارتات، نشتريها من سوق السراي والمتنبي، مع مظاريفها، ونكتب اسماء من سترسل لهم، ونحرص على ارسالها قبل مدة كافية لنضمن وصولها قبل المناسبة، ولاشك ان البطاقات كانت تكلفنا الكثير بشرائها وشراء طوابعها البريدية، وتتنوع البطاقات حسب القيمة والاهمية الاجتماعية ومنزلة وصفة الشخص المطلوب ارسال المعايدة اليه..
فهناك معايدات كبيرة الحجم، وبورق كارتوني صقيل، وتتضمن مناظر متنوعة، واحيانا صور مجسمة، كما انتشرت حينها موضة المعايدات المعطرة بروائح العطر، وكذلك المعايدات الموسيقية التي تتضمن سماع موسيقى معينة مع فتح المعايدة..
وكلما كان عدد اصدقاءك والاشخاص الذين تريد ارسال المعايدة اليهم كبيرا كلما زادت التكلفة.
كما كنا نلجأ احياناً الى طباعة معايدات العيد في احدى مطابع شارع المتنبي ليطبع لنا عددا كبيرا من بطاقة المعايدة بالعبارات التي نختارها واحيانا نتدخل في التصميم، وبعدها اختيار نوعية الظرف الذي ترسل به المعايدة وكتابة اسم وعنوان المرسل اليه. ومن ثم عليك الذهاب الى دائرة البريد لارسال بطاقات المعايدة لمن عنونت اليهم المعايدات داخل العراق (بغداد او المحافظات) او خارج العراق.
وطوابع البريد هي تكلفة مالية تضاف الى تكاليف المعايدات وارسال المعايدات. ونتهيأ لذلك طبعا من وقت مبكر قبل العيد بشهر بالنسبة لمعايدات خارج العراق، وقبل اسبوع او اسبوعين لمعايدات بغداد والمحافظات ثم ياتي العيد.
بخشيش ساعي البريد!!!
ومن الاعراف التي اعتاد عليها سعاة البريد في مناطقنا انهم يجمعون كارتات وبطاقات المعايدة الواردة لاهالي منطقة توزيعهم، لغاية صباح يوم العيد (رغم انه يوم عطلة رسمية ولا عمل فيه!!!) حتى يقبض البوسطجي (حلاوة) المعايدات التي يجلبها، وحلاوة العيد فهو ياتي لك بمعايدات الاقارب والاصدقاء من الداخل والخارج فليس من اللائق ان لا تكرمه بمبلغ من النقود حسب التيسير، في صباح يوم العيد.
الرد على معايدات العيد!!!
وبعد انتهاء المناسبة نبدا بكتابة كارتات الشكر على التهنئة بعدد من ارسلوا لنا التهاني وهذه تكلفة باهضة ايضا..
اما اليوم فقد عوضت وسائل التواصل الاجتماعي من واتزاب وفايبر وايميل وغيرها عن ارسال المعايدات وصارت المعايدات موجودة وجاهزة في الانترنيت ووسائل الاتصال تستطيع اختيار ما يعجبك ويتناسب مع ذوقك فتختار المعايدة الملائمة وترسلها بكبسة زر واحدة في يوم عرفات او في مصباح يوم العيد ويتم استلامها فورا من قبل المرسلة اليه وتستطيع ان ترسل مئات بل الاف المعايدات من خلال البريد الالكتروني او من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي صار الكثيرون يلجاون اليها لتبادل التهاني حتى دون ان يكلفوا انفسهم عناء الاتصال الهاتفي او عناء زيارة الشخص الاخر لتقديم التهاني.
اعتقد اليوم صار نادرا من يرسل بطاقات المعهايدة الورقية او الكارتونية
وتبقى للبطاقة الورقية قيمتها ومعناها!!
رغم اندثار البطاقات البريدية مع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي تبقى للبطاقات البريدية روحيتها ومعناها وذائقتها..
لأنها تفتقد (الروحية) والمعنى التي كانت تحملها معايدات ايام زمان التي كنا نتبادلها بواسطة البريد قبل أن تدخل الينا وسائل التواصل الاجتماعي
معايدات ايام زمان كان لها معنى تفتقده معايدات الواتزاب اليوم
اما اليوم لا اعتقد انه بقي من يرسل بطاقات المعايدة الورقية او الكارتونية الا ما ندر..
كل عام وانتم بالف خير...
معايدة ارسلتها عام 1964 الى صديق عزيز من اهالي حلب ومازال يتواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي..
1437 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع