علاء کامل شبيب
مقدما لست أقصد بباب النظام، الباب الرئيسي للمراکز العسکرية و النظامية، وانما أعني به الباب الذي يمکن من خلاله الدخول على النظام القائم في إيران، ذلك أن هذا النظام لحد الان لم يتسنى للمجتمع الدولي معرفة الباب الرئيسي الذي يمکن من خلاله الدخول عليه و إجباره ليس على الانصياع للإرادة الدولية فقط وانما حتى حسم أمره بصورة قطعية.
العقوبات الدولية و النفطية منها بشکل خاص، على الرغم من قوة تأثيراتها على البنى المختلفة للنظام، لکنها وکما کان واضحا طوال الفترات المنصرمة، لم تشکل نقطة الضعف الرئيسية و الاساسية للنظام، مثلما أن التهديد بشن الحرب ضده مع تخوف النظام و ذعره منه، غير انه هو الاخر لايشکل الخطر و التهديد الاکبر الذي من الممکن أن يسحب البساط من تحت أقدامه و يهد البناء برمته على رأسه.
في الثالث من نيسان الجاري، أصدر البرلمان الاوربي قرارا سمي(استراتيجية الاتحاد الاوربي تجاه إيران)، وهذا القرار إعتمد على مدى إلتزام النظام الايراني بمبادئ حقوق الانسان کأرضية و آلية للتعامل و العلاقة السياسية و الاقتصادية للإتحاد الاوربي مع النظام الايراني، هذا القرار کان من أکثر القرارات الدولية الصادرة ضد النظام قوة و تأثيرا على النظام من خلال مطالعة ردود الفعل العنيفة لقادة و مسؤولي النظام ضده و التي تجاوزت حدود اللياقة و الادب.
محمد رضا نقدي، قائد قوات التعبئة"ميليشيا البسيج"، قال في معرض إنتقاده للقرار الاوربي:( الاتحاد الاوربي أسوأ من المواشي)، أما علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن الوطني في البرلمان فقد قال عن القرار:( اذا كان الاتحاد الاوربي يعتقد أنه يستطيع بهكذا اجراءات أن ينظم علاقاته مع ايران فعليه أن يعلم أنه يسلك مسارا خاطئا لايصل الى نتيجة بلا لبس.)، لکن رجل الدين المقرب من النظام موحدي کرماني فقد وصف القرار بأنه(قول هراء)، وهدد الاوربيين بمصير مشابه لذلك المصير الذي لاقى الدبلوماسيين الامريکيين في حادثة إحتلال السفارة الامريکية عام 1979، عندما قال:( الشعب الايراني لن يسمح بفتح وكر جديد للتجسس في ايران. اعتبروا من تجربة مصير وكر التجسس الأمريكي. ومثلما كان الجواسيس الأمريكيين مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين فعليهم أن يعتبروا مما حل بهم.)!
وأضاف کرماني مدافعا عن نظامه و مهاجما القرار قائلا:( من المخجل جدا أي أنهم أوصلوا الوقاحة والصلافة الى حدها الأكبر. ما هذه التوقعات والتهم الغريبة! في ايران لا ترعى حقوق الانسان! لماذا لا يتم مراعاتها؟!... انهم يقولون ان الانتخابات في الجمهورية الاسلامية لا تطابق المعايير الدولية... انهم يوجهون وبكل وقاحة أوامرهم للسماح لاحمد شهيد هذا العنصر المعادي لايران والذي هو بوق الاستكبار بزيارة ايران ويسبب الفتنة. الأوربيون يقولون ان زيارة الوفود البرلمانية لايران يجب أن تقترن بالسماح بلقاء أصحاب الفتن والمعادين للثورة. ما هذه التوقعات المقيتة!)، کرماني الذي يؤکد مراعاة نظامه لمبادئ حقوق الانسان، يتصور أن العالم نسي إعدام 30 ألف سجين سياسي في عام 1988، بقرار رجعي أحمق وفي وقتها إعتبرته منظمة العفو الدولية بمثابة جريمة ضد الانسانية، کما انه يعتقد بأن العالم لايعرف شيئا عن تضييق نظامه على الستلايت و الانترنت و إصدار قوانين تنال من کرامة و إنسانية المرأة في عهد روحاني نفسه.
السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، وصفت أهمية تطبيق مبادئ حقوق الانسان بالنسبة للنظام الايراني بأنه يعتبر"کعب اخيل النظام"، أي نقطة ضعفه الرئيسية، وان السيدة رجوي عندما تصف النظام بهکذا وصف وهي زعيمة للمعارضة الايرانية و أکثر المختصين خبرة و دراية و معرفة بهذا النظام، فإنها تضع يدها على مکمن الجرح و تحدد مربط الفرس، لأن نظام ولاية الفقيه، قد بني اساسا على فکر إستبدادي يجمع السلطات کلها في يد الولي الفقيه و يجعل الشعب کله مجرد آلة مطواعة بيده لاحق لأحد بالاعتراض او توجيه النقد للنظام، وان إطلاق الحريات و العمل بمبادئ حقوق الانسان وفق المعايير الدولية، يعني إطلاق رصاصة الرحمة على رأس هذا النظام، ومن هنا فإن إثارة قضية حقوق الانسان بوجه النظام الايراني تعني فيما تعني الباب الرئيسي للنظام والذي لو دخل العالم من خلاله عليه فإن کلمة سره ستنکشف للعالم کله وبالتالي ستکون لحظة وداعه الابدية!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
624 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع