علاء کامل شبيب
التطورات الملفتة للنظر التي رافقت أحداث سجن إيفين سئ الصيت خلال الايام الاخيرة، جذبت الکثير من إهتمام وسائل الاعلام و الاوساط المعنية بحقوق الانسان، خصوصا وان التطورات الجديدة کانت کلها على النقيض تماما من ما قد أعلنته السلطات الايرانية في بداية الاحداث.
إقصاء رئيس مصلحة السجون الذي أکد في تصريحات سابقة له بأنه لم تحدث أية مشاکل في سجن إيفين و نفى أيضا حدوث إضراب عن الطعام من جانب السجناء السياسيين مؤکدا أن کل ماقد أثير بشأن سجن إيفين انما هو من مزاعم أعداء الجمهورية الاسلامية(في إشارة واضحة جدا لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة)، لکن نقله من منصبه الى مکان آخر، وطرح موضوع الاعتداءات على السجناء السياسيين في سجن إيفين في مجلس الشورى(برلمان النظام الايراني)، وتأکيد ممثل الحکومة على أن لجنة تحقيقية ستتشکل لبحث هذا الموضوع، أکد للعالم بأن السجناء السياسيين قد فرضوا إرادتهم على النظام حتى وان کان ذلك شکليا، لأن عودة النظام عن مواقف سابقة له و ظهوره بمظهر الکاذب و المنتهك لحقوق السجناء السياسيين، صفعة موجعة له في هذه المرحلة التي هو فيها في أمس الحاجة الى نزع صفات القمع و الارهاب و إنتهاکات حقوق الانسان عنه، وهو مامن شأنه أن يمنح أيضا المصداقية و الثقة بما تقوله و تنشره اوساط العارضة الايرانية، خصوصا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي تسلط الاضواء دائما على تلك المحاور و تنشر تقارير متتابعة عنها.
إنقلاب السحر على الساحر، هو تماما الذي قد حصل في سجن إيفين، إذ وبعد أن داهمت قوات متشکلة من الحرس الثوري و رجال المخابرات و الحرس الخاص للسجن الغرف 1 و 2 و 3 من العنبر 350 وهي خاصة بالسجناء الذين تهمتهم الانتماء الى منظمة مجاهدي خلق، و التعدي على السجناء بالضرب المبرح و الاهانات و السب بحيث أصيب العديد منهم بجروح بليغة إستدعت نقلهم الى المستشفى، صمم السجناء السياسيون في العنبر على إبداء رد فعل تجاه هذا الاعتداء الصارخ، ولذلك أعلنوا إضرابا عن الطعام سرعان ماوصلت أنباءه و قبل ذلك أنباء المداهمة الدامية الى الشارع الايراني و تدافع أهالي السجناء في إيفين أمام مؤسسات النظام للتساؤل عن مصير أبنائهم، جعل موقف النظام يبدو هزيلا أمام المحافل الدولية و حصرته في زاوية حرجة، لأن النظام يتخوف کثيرا من أن تطورات الامور على هذا الصعيد، خصوصا وان المقاومة الايرانية قد حققت نصرا ضده بخصوص الملف النووي عندما دفعت النظام دفعا للتوقيع على إتفاقية جنيف رغم أنفه، وهو يتوجس من أن تتطور الامور بنفس الاتجاه ولذلك فهو يقبل بأن يحکمه سجناءه ولاأن يفرض عليها قرارا أممي يغل و يکبل يده!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
520 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع