رسالة الى الحلاّج

                                         

                        عبدالقادر أبوعيسى

             



شعار المقال*

أجديدٌ أم قديمٌ أنا في هذا الوجودْ

هل أنا حُرٌّ طليقٌ أم اسيرٌفي قيود

هل أنا قائدُ نفسي في حياتي أم مقود

أتمنّى أنّني أدري ولكن . . .

لستُ أدري      

                           

والصلاة والسلام على سيدنا محمد اكرم الخلق وعلى آلهِ واصحابهَ ومن اتبعهم بأحسان الى يوم الدين

سيدي الحلاّج أبديك السلام . أخبارنا لاتسر , طغى الاجرام وسادت الجُهّال والظلام في كل بلاد المسلمين في بغداد وفي مكة والمغرب والفسطاط والشام الناس مشغولة على فهم المخلوق هذه الايام  لاعلى الخالق . لقد ظلمك القاضي والخليفة والطوسي وأبن تيمية . أجتمع الأضداد وا أسفي على رفض الحقيقة . أوَ ليس انتَ القائل سيدي ـ أن الأدراك الى علم الحقيقة صعبٌ . فكيف الى حقيقة الحقيقة . وحق الحق وراء الحقيقة والحقيقة دون الحق ـ

أُبشّرُك سيدي أن الناس مشغولة اليوم ( لتأسيس دين جديد ) ويأمرون الجيش والعسس . ليفرضوهُ علينا بلا وجل ولا حياء و خجل . ونحن صاغرون منصتين ومن يعترض جزاءهُ الفناء وسحب الهوية والحياة .

وهناك من يسعى لتعميق نظام ديني طغت عليه السطحية والحرفية القاتلة . ومن يعترض توصد أمامه طرق الخروج ويقتل الخارج عن المألوف . وأعتبار ما يقولهُ ( زندقة أو هرطقة ) . لم تعد الدنيا طريق أو امتداد للجنة . ألغيت الجنة والحياة الدنيا هي الجنة والنار , لا مستقر غيرها ولا خلود . أنتصر اعدائك وكارهيك . مرة أخرى ينظرون غير ما انت تنظر . أنتَ ترى جوهر الانسان سلوكه لا ظاهر سلوكه , انتَ ترى الله في كل شيء , والناس اليوم يرون انفسهم في كل شيء , أنتَ ترى سيدي الأشياء وترى الله فيها , أنتَ ترى الجهاد ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع وهم عكسك ينظرون . أنتَ ترى توحد الخالق بمخلوقاتهِ , وهم بغير عقلك يفكرون . سيدي الفاظل . هم ينظرون اليوم الى المستقيم على أنهُ الخط بين نقطتين , وأنتَ أخبرتنا النقطة أساس المستقيم , وأن المستقيم مجموعه نقاط , وكذلك الخط المنحني مستقيم متكوّن من نقاط . لم تعد النقطة اساس, سقطت من جبينهم وأصبحت سقط متاع . أعرف سيدي أنك وسيدي المسيح واحد .

صُلبَ المسيح وَ شُنِقَ الحلاّج

لا سيدي تحولتم الى غبار

لهُ مكانةٌ جليلة ٌ ولهُ أعتبار

الشمس نفس الشمس واليل والنهار

ما كان خنازير داست على الازهار

ألدنيا ومسرحها الجميل يديرها الفجّار

أعرف سيدي أنك تبتسم . لأنك المنتصر ولأنك بشرتَ بما يخزي , عزائنا أننا نفهمك سيدي وأن الفناء اساس لكل شيء , هم الفجّار قائدهم ابليس يريدون منا ان نكفر . يريدون منا ان نرفض الحياة والعودة للسكون وهم غافلون لايعرفون كلها سويعات ونعود للفناء والتلاشي . للتوحد من جديد للنقطة والتوحيد ,

الله الذي رفض الؤئد والصنم

والقتل والأنحراف بالذمم

اليوم يرفض أننا نسلك نفس النهج

ومثلهُ العصيان نحن نقتل في جوهرنا الأنسان

ألذي دافعتَ عنهُ سيدي ودفعتَ حياتك قرباناً لهُ . وكذلك المسيح , اليوم ضاع الانسان ونراك تضحك ولا نفهم لماذا والمسيح يبكي ولا نعلم لماذا هذا الذي يجري

نرجوك  سيدي هل نستمر بالحياة

أم نطلبَ الغفران والسكون

أم نكون شيئاً او لانكون

خبرني سيدي أرجوك فأنني في حيرة

  والناس من حوليّ يصرخون

ماذا انا ماذا اكون

وأنتَ في الأحداق والعيون

أأظل نادماً أم ان شيئاً سيكون

ختاماً سيدي أنك لم تفسد الخشبة التي قال عنها الجنيد البغدادي بل الناس هي التي اعتقدت ذلك وروّجت لهُ . تحياتي وسنعاود الأتصال . بعدانقطاع دام الف عام , أبشرك سيدي انصارك منهم من نال الوسام والباقين ربما ينالونه مثل ما نلتهُ أنت . الخليفة عاد والقاضي عاد والطوسي يدرك ما يقول وأبنُ تيمية يدرك ما يقول ونحن ندرك ما نقول ولكنك الفصل في القائل والمقول . نحن في الانتظار ونعلم انك ستعود .

عبد القادر ابو عيسى في 28 /4 / 2014

*شعار المقال ـ شعر للشاعر اليا ابو ماضي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

580 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع