علاء کامل شبيب
الامال الطويلة العريضة التي بناها الرئيس حسن روحاني على السياسة التي إعتمدها ازاء الغرب منذ أن باشر بعمله قبل ثمانية أشهر، من أجل فك حال الحصار والعزلة المفروضة على بلاده بسبب من السياسات المتشددة طوال العقود الثلاثة المنصرمة، يبدو انها تسير الى طريق مسدود.
الاوضاع الاقتصادية لم تشهد أي تقدم إيجابي للأمام وانما تزداد وخامة خصوصا وان الخطط و البرامج الاقتصادية التي أعدها لإخراج الاقتصاد من حالة الرکود التي تشهدها، باءت کلها بالفشل و إصطدمت بعوائق و معرقلات أکبر منها بکثير، خصوصا وان النهج الذي يريد من خلاله تعديل تام لسياسة دعم الکهرباء و الوقود و المواد الغذائية الاساسية، ينعکس سلبا على الطبقة الفقيرة التي تشکل أغلبية الشعب الايراني، وهو مايثير حنق و سخط هذه الطبقة و قد تدفعها للوقوف ضده، خصوصا وانها تتذکر عهوده و وعوده المعسولة التي يبدو انها لن تقبض منها شيئا فيما لو إستمر روحاني على نهجه هذا.
من ناحية أخرى، يواجه روحاني مشکلة عويصة في مسعاه الانفتاحي على الغرب، وهي التي تتعلق بملف حقوق الانسان الذي يشهد تدهورا غير مسبوقا منذ إستلامه لزمام الامور، إذ ليس هناك أي إنفراج او تقدم على صعيد هذا الملف و الذي يجعل موقف روحاني أمام الغرب صعبا، ذلك أن التقارير التي تتقاطر من طهران و التي تتحدث عن تصاعد غير مسبوق منذ 10 أعوام في حملات تنفيذ أحکام الاعدام، و محاولة روحاني لتسويغها و تبريرها، تجعل من مزاعمه الاصلاحية بشأن حقوق الانسان في إيران محض هراء.
المسعى الانفتاحي لروحاني على الغرب و الذي يمر الان بمرحلة حساسة يکاد أن يکون الاختبار الخاص لأنه تحت الانظار، إختطه روحاني بدعم غير معلن من مرشد النظام الديني الايراني، کي يتمکن من الوقوف بوجه حملات التشکيك و الطعن بممارسات و سياسات نظام الجمهورية الاسلامية و المنطلقة بقوة من جانب المعارضة الايرانية النشيطة الفعالة المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و التي صارت تشکل کابوسا و صداعا مزمنا لهذا النظام و على الرغم من کل تلك الجهود المختلفة التي بذلت من أجل إقصاء و تحجيم هذه المعارضة، لکنها تمکنت دائما من تجاوز و تخطي کل العواقب و الحواجز و السدود التي کانت توضع أمامها، وان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي أکد في بيانات سابقة له قبل و أثناء و بعد إنتخاب روحاني، أنه"أي روحاني"، ليس إلا إمتداد للنظام و ليس بوسعه إنجاز او تقديم أي إصلاح خصوصا على صعيد حقوق الانسان الذي يتعارض مع مبادئ و اسس النظام، ومايصيب روحاني و نظام الجمهورية الاسلامية أکثر بمشاعر الاحباط و الخيبة، ان توقعات و وجهات نظر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کلها کانت في محلها و الذي يعقد موقف روحاني أکثر، أن هناك المزيد من التوقعات الاخرى التي کلها في طريق التحقق، والذي يجدر قوله هنا، هو: أن حملة روحاني للإنفتاح و التي کانت في البداية أشبه ماتکون بأوراق خضراء يانعة، قد صارت الان اوراق صفراء في طريقها لکي تذرو بها الرياح، والسؤال هو: ماذا بعد ذلك؟!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
563 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع