علي السوداني
ألليلة أحبتي وحبيباتي ، سأطلبُ منكم أن نخوض معاً لعبةً حميمةً سهلةً مريحةً ، ليست تعجيزية ولا تدويخية ولا تكلّف الجيبَ فلسأً أحمر ولا دولاراً أخضرَ ، بل هي مما يتوفر تحت أيمانكم أو هي من مخزونات صندقجات الذاكرة أو صرر الأمهات ،
وقد تكون من المعلقات المصلوبات فوق جُدُر الدار ، أو من النائمات المطمئنات اللاصقات الملصوقات على ورق الألابيم وهذه من مخلفات لغة الافرنجة وواحدها ألبوم وقد جمعناها الليلة على صورة ألابيم ، بطراً أو جزعاً أو تطريفاً وتنكيتاً وشقشقةً . وها نحن الآن وقد وصلنا ربع حرثة المكتوب ، نكاد ننصت إلى عيطة واحدٍ منكم وثغيب واحدة منكنّ تتوسّلنا أن نفصح ونسرع ونقول ، ولا نتخابث فنحشو الكلام بما لا يحتمل ، ونمطّ الحروف ونسمن الصور وننفخ ما نحن ذاهبين إليه بغير حقّ وبغير موضع . وحتى لا تحترق كيلومترات جديدة من أعصابكم الغالية علينا نحن علّوكي ، فيفتي مفتيكم بهدر دمنا وإفساد تجارتنا وإغراق مراكبنا ، سأعاجلكم وأعالجكم بأصل وفصل اللعبة فوراً وحتماً وطبعاً وجداً . ليُخرج كلّ واحد من دفتره العتيق ، صورة فوتوغرافية جامعة من زمان الأبيض والأسود الرحيم ، أو من زمان الألوان الصاخب . صورة واحدة من دفتر المدرسة الابتدائية أو ما تبعها من عتبات التعليم العليا والمتوسطة . سأفترض أن صورتك المنتقاة الليلة أيها اللاعب الماهر ، مستلة من سفرة مدرسية إلى سدة الهندية او سلمان باك أو ملوية سامراء أو بابل العظيمة التي ما كنا نعرف منها غير أسد بابل والكائن المبطوح تحته ، أو أي مكان آخر ببغداد أُم البلاد الحنينة وأخياتها الباقيات . دقّق جيداً في وجوه الصحب والصويحبات . بحلقْ بهم واستعد اصبوحة السفرة وأكلها وشربها وغناءها المشهورة منه طقطوقة " هذا سايقنه الورد ، هسّه يوصّلنه ويِردْ " .
أعد البحلقة وأجبني بحق الله ، عن عديد الصحب الذين تكرههم ، والآخرين الذين تحبهم . حدّثني بالتمام والكمال أو بما يقترب منهما ، عن عدد اصدقائك الشيعة في الصورة وعدد أصدقائك السنة في الصورة نفسها . أجبني عن سرّ كراهيتك لهذا الكائن الذي يجلس في يمين السطر الأول ، وحبّك لذاك الكائن الذي يقف على حيله في سرة وقوف السطر الثاني . تذكّر سُفرة النايلون التي فرشتموها وكان طعامها البسيط السهل الممتنع مثل لغة ممكنة . بيض مسلوق وطماطة وخيار وطرشي وعمبة وكباب وهمي وعروك طاوة وكمشة رشّاد ، وربما لفة همبركر أو بلم كص أو دجاجة مشوية ، وشيشة صاص جوزي من الصنف الذي كان يعبأ بزجاجة بيرة فريدة حلال ، وبطل ببسي وبرتقالة وتفاحة وليمونة وراس خس ، وخلطة كرزات موادها الأولية هي الحب الأحمر والأبيض والفستق والبندق واللوز والكازو ، وأيضاً قطعة نستلة وباكيت علك أبو السهم ، والأكلات والمشهيات والبطرات المتأخرة في قائمة ذكرى الأكل والشرب والحنان ، كانت غالباً ما تشرق من حقائب الأولاد الحلوين الذين آباؤهم مدراء وامهاتهم طبيبات ، أو الذين لعائلاتهم شؤون تجارية وأطيان ومزارع ومصالح قائمة أباً عن جدّ عن ولد ، وليس بينها سهماً بمعمل عنتر ستين ولا وركاً بمصنع دبس أي أي ، ولا عضّة مباغتة في كتف الحكومة .
سنعود الآن إلى نتائج الأسئلة المدوخة . سنجد في الصورة طالباً مزعجاً ضخماً ، نفرنا منه وكرهناه ، إما لأنه يفرض على ضعفنا وترافتنا عضلاته القوية ، أو آخرَ يسرق قلمنا والمقطاطة ، أو ثالثاً مثلّثاً يضع فوق مقعدنا علكة معلوكة فنجلس فوقها ، وحيث يدقّ جرس الفرصة السعيدة ، سيكون الجالس فوق علك الخبيث قد صار سينما بلا فلوس .
كرهنا ومقتنا واحداً أو خمسة من مؤثثات الصورة . كرهناهم أو نفرنا منهم لعشرة أسباب وسبب ، لكننا والله لم نكره أحداً لأنه شيعيّ ، ولم نمقت ثانياً لأنه سنّي ، والأمر سارٍ على بقية الملل والطوائف والأقوام والأرحام وما أنزلت ، فهل تخبّلنا الآن ، ونحن خلطة رحمانية قدرية طيبة من هذا وذاك ؟!
دعوني أكررها اذن : تفووووووووووووووو عليك أمريكا الوغدة وعلى من والاك وظاهرك ووقع على شكلك القبيح ، حتى يباس الحلق من لعابه الطهور .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عمّان حتى الآن
566 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع