صديق المجلة - بغداد
قد يلومنا البعض من الاخوه من كوننا متشائمين في مقالاتنا عن العراق ولكم تمنيا ان ان يكون العراق بخير لكي لانلجأ الى مثل هذه التوقعات والتشاؤم ولكن ما باليد من حيله والاخبار والتحليلات تتقاطر علينا وكلها نذر شر واحباط وخطر ..
لابد ان يكون واضحا ان الامن الاقليمي مترابط بعضه مع بعض وان اي تأثير يقع على جزء منه فلابد ان تتأثر باقي الاجزاء وهذا ما كان يدعو الاقطار العربيه ان تتجمع منذ مطلع القرن الماضي وتنضوي تحت لواء الجامعه العربيه ومطالبات جماهيرها بالوحده العربيه وتقرير المصير وهذا ايضا ما تحاول ايران التشبث به لجمع الاقطار الخليجيه وغيرها بتحالفات هربا من عزلتها وتأثير ما سيحث عليها ,, ماحدث في سوريا والعراق كان تأثيره واضحا على المنطقه عموما وعلى العراق وسوريا خصوصا وتسارع بعض الدول للاستفاده من هذا الواقع الى حد التورط في مستنقعه والولوج في مخاطره ..
في تصريح للجنرال ( كيسي ) قائد القوات الامريكيه في العراق سابقا يقول في محاضره له في احدى الجامعات من ان الحرب الحقيقيه ضد ايران قد بدأت وبدأنا نرى نتائجها الاوليه ويستطرد ويقول ان ايران هي مصدر عدم الاستقرار في الشرق الاوسط وفي الجانب الاخر يقول قائد الحرس الثوري السابق ان بشار الاسد يقاتل نيابة عن ايرن وان سقوط سوريا يعني سقوط المواقع الاماميه لايران على البحر الابيض المتوسط ورافق هذه التصريحات المناورات السعوديه الكبيره التي تجريها المملكه لاول مره من ناحيتين الاولى بحجمها والثانيه باستعراض الصواريخ الاستراتيجيه النوويه فيها وقد صرح الايرانيون ان هذه المناورات وما عرض فيها من صواريخ هو رساله واضحه لايران وتهديد واضح .
اين العراق من كل هذا ؟؟
العراق كدوله ومؤسسات قد انتهت واصبحت دوله اسم على غير مسمى يصول فيها الفئران والقطط السمان والوحوش الجرباء وقد تورطت هذه الدويله فيما لاتستطيع ان تتحمل نتائجه ولايمكن لها ان تستوعبه ولذلك فالعراق اليوم افضل مرشح كساحه اقليميه للصراع بين العرب وايران وهو كما يلي :
1 . القوات المسلحه العراقيه بقيادتها وتشكيلاتها وامكانياتها التي اهدرت اكثر من ثلاثين مليار دولارعلى تسليح القوات المسلحه هي غير موجوده على الارض من الناحيه الاستراتيجيه في ميزان القوى الاقليميه ولا حتى في ميزان القوى الداخليه وتعتبر قوات هجينه خاليه من اي مقومات القوه العسكريه بجميع صفاتها ومواصفاتها ..
2 . العراق اليوم ساحه للعمل المخابراتي بين ايران واسرائيل وامريكا وبريطانيا وفرنسا ودول اخرى وهذا العمل المخابراتي يؤثر سلبا بشكل كبير على الوضع العراقي الداخلي والخارجي ..
3 . ساحة الصراع العسكري الفاعل والمواجهه العسكريه القادمه لاتملك مكانا ملائما للصراع افضل من الساحه العراقيه وخاصة ان هناك خصمان اختصما وتطور بينهما الخصام الى الحد الذي اصبح احدهما يهدد وجود الاخر تحت عناويين طائفيه واستراتيجيه وتهديدات متبادله وهما السعوديه – ايران .
4 . تتوفر الفرص الملائمه لهذا الاحتمال القوي لاسباب عديده وجود الوقود المحرك للصراع من البشر والموارد الاخرى وبعيدا عن المراكز المهمه للطرفين ..
5 . استمرار العقوبات على ايران وتدهور الحاله الاقتصاديه وانشغال روسيا في موضوع اوكرانيا الذي لن يرى حلول قادمه بالافق القريب سوف يدفع بايران الى افتعال ازمه او عدة ازمات لاسكات الداخل وخلق مبررات لسياسه شديده في الداخل بحجة الامن القومي الايراني ..
6 . لايمكن للطرف السعودي بعد التدهور الذي اصاب مجلس التعاون الخليجي بسبب ايران ان يظل يتلقى الضربات التي توجهها ايران الى دول المنطقه باسلوب المناوره والدفاع ولابد من حسم الموقف سريعا وقريبا ..
7 . وكما انتقلت الجماعات المسلحه من سوريا الى العراق والى لبنان وكما اثار المالكي الضجيج بسبب 36 عنصر من داعش التي سببت خسائر لايتمكن من اعلانها على الملىء لانها تعتبر بمثابة كارثه فأنه يخطط لاستقدام قوات من ايران للوقوف بوجه الثوره العراقيه التي ستضطر الى استخدام نفوذها العشائري المؤثر في الخليج اذا ماتمادى المالكي في هذا الجانب وفي استهداف المدن والمناطق السكنيه والمدنيين العزل بعد ان تم تصنيفه كمجرم حرب وهذا عامل مساعد اخر على الصراع .( هناك معلومات اوليه تشير الى وجود عناصر من الحرس الثوري الايراني يعمل مع المليشيات الشيعيه وفي مجال الاسناد الاداري والاستخباري ضد ثوار الانبار ) ..
8 . الاحتمالات المقبله اذا ما نشب الصراع العربي الايراني سيضم دول اقليميه اخرى وما تصريح المشير المصري عبد الفتاح السيسي عندما قال ان القوات المسلحه المصريه لكل العرب وتدافع عن العرب وفي حضور وزير خارجية الامارات , وهذا يعني ان الوزير قد تطرق لموضوع ايران والصراع السوري والعراق والرؤيه المستقبليه في المنطقه ..
9 . استعجال البعض بتقسيم العراق خوفا من فقدان المكاسب التي حصلوا عليها ولضمان كيانات تدخل تحت عباءة هذا او عمامة ذاك في الصراع القادم وحتى موضوع الاقاليم يدخل في هذا الاتجاه .
10 – من المحتمل جدا ان تتدخل القوى العظمى وعلى رأسها امريكا لحماية مصالحها واستمرار تدفق النفط من الخليج ومن مضيق هرمز والمحافظه على الاهداف الحيويه لها في المنطقه عموما ..
11 . وقبل كل الذي ذكر فأن الوضع الداخلي بعد الانتخابات سيؤدي الى صراعات داخليه وخيارات مفتوحه على كل الاحتمالات منها (حالة الطوارىء واعلان الحرب وتقويض الديمقراطيه الهزيله واستقدام قوات اجنبيه للمساعده ضد الارهاب واعتقالات شخصيات وعزل مدن ومعاقبة مواطنين) وكل ذلك سيكون بمثابة مبرر للصراع القادم ..
في تصريح للقائد السوري في المجلس الوطني للثوره السوريه (غليون)ان الصراع الاقليمي قادم حتما وسيخرج من خانة سوريا الى مناطق اوسع ..
نتمنى ان لايحدث ذلك ..
صديق المجله / بغداد
409 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع