بيلسان قيصر
( عندما يقوم الحاكم بقتل شعبه فأنه ملعون ومجرم وغضوب عليه الى يوم القيامه )
يقول المثل الالماني الذي لااعتمده غوبلز وزير الدعايه النازي ( اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ) وقد تصدق نفسك في نهاية المطاف من كثرة الكذب ..
أن غالبية السياسيين يصورون أنفسهم في مشاهد حقيقية، وليست تمثيلية، (أي يكذبون الكذبة ويصدقونها)، فالقاتل يصور نفسه على أنه ناشر للأمن والمحبة، والسارق يطل علينا بلغة الزاهد العفيف، والمرتشي يعطينا دروساً في النزاهة وحب المال الحلال، والمنهزم يعلمنا كيف تكون بطلاً في سبعة أيام؟ وهكذا الحال في غالبية مفاصل (الدولة العراقية الجديدة ) العتيده .
ولكنهم في نفس الوقت ممثلون من الدرجه الثانيه البائسه وقد تعودوا ان يقومون بادوار تمثيليه مكشوفه ظنا منهم انهم يمرورن هذه المقاطع الكاذبه على الناس ولنسترسل مع بعض منهم هذه الادوار المخجله من
المشهد الاول :
رئيس الحكومة نوري المالكي قدم نفسه للعراقيين على أنه يحارب الإرهاب في البلاد، وأما الـ( 4000) ضحية الذين قتلوا في الفلوجة خلال الأشهر الأربعة الماضية، بحسب ما ذكرت صحيفة الويك اند الأمريكية يوم 10/5/2014، من ان ثلثهم من الأطفال، هؤلاء لم يقتلوا،ولم يتطرق اليهم احد وإنما كل ما في الأمر أن مشاهد المسرحيه كانت تتطلب هذا الكم الهائل من الممثلين، ( الضحايا)، واستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات والبراميل المتفجرة، وفي نهاية المشهد يطل علينا رئيس الحكومة عبر الشاشات الرسمية ليقول:
سنعمل جميعاً من أجل القضاء على إرهاب العصابات المسلحة في الأنبار، أهلنا في الفلوجة استنجدوا بنا لتخليصهم من التنظيمات الإرهابية ..
المشهد الثاني:
غالبية شركاء المالكي في العملية السياسية يرددون عبارات تمثيلية؛ يحاولون من خلالها تصوير أنفسهم على أنهم مع شعبهم العراقي، وأنهم ضد المالكي في ظلمه وتجبره، وهم ليسوا صامتين، وهؤلاء يعرفون أنهم لا يمكنهم أن يقدموا شيئا لأهلهم، وأن المشهد سيكتمل بانتهاء الظهور التلفزيوني!
نحن كنا نتمنى أن نرى تمثيلاً حقيقياً في اللعبة السياسية، وليس تمثيلاً هزيلاً، لا يعرف أصحابه ماذا يريدون، وما هو دورهم؟!
وبالتالي فهم عاجزون عن تقديم ما يمليه عليهم الواجب السياسي، والضمير الانساني!
هذا التخبط السياسي لا يمكن أن يعيد الحقوق لأصحابها، بل هو جزء من المؤامرة على العراقيين.
- المشهد الثالث:
غالبية بيانات وتقارير رؤوساء البعثات العربية والدولية العاملة في العراق، الذين يعيشون على كوكب آخر، يؤكدون فيها لمنظماتهم وللعالم أن العراقيين يعيشون في فسحة من العيش الرغيد، المليء بالحرية والرفاهية والأمن والخدمات، وأن أصوات الانفجارات اليومية والقتل في الفلوجة وبقية مدن العراق، ما هي إلا جزء من احتفالات العراقيين بالديمقراطية والحرية!
مشاهد متنوعة، ومواقف وصور متناقضة، غالبيتها تخدع العالم بتزييف المشهد العراقي المرعب المليء بالدم والألم، وجعله وردياً.
المجتمع الدولي مستمتع بهذه المشاهد القاسية، والحكومة ( الديمقراطية) لا يهمها هذا الكم الهائل من الأرواح والأعراض والحريات، التي تُنتهك بحجة ملاحقة الإرهاب والإرهابيين!
لا نريد مشاهد تمثيلية للضحك وخداع الجماهير في داخل العراق وخارجه، وإنما نريد مواقف تؤكد حرمة الدم، وضرورة التعايش السلمي، ونشر الأمن والأمان في ربوع الوطن.
فإلى متى ستستمر هذه التمثيلية الكبيرة، وهل سيستمر المخدوعون بالحكومة في سباتهم، أم أنهم سيستيقظون في لحظة ما ليجدوا أنفسهم ضحايا جدد لمشاهد حقيقية، وليس للكاميرا الخفية؟!
الكاميرا الخفية في السياسة العراقية، بدأت منذ عام 2003، وستستمر مشاهدها التمثيلية حتى يتخلص العراقيون من كابوس تجار السياسة، الذين وجدوا المتعة في مشاهد الدم والإرهاب الحقيقية.
العتب على مثقفي البلد ورجال الدين وزعماء ما يسمى بالعمليه السياسيه العرجاء ونحن نذكر هؤلاء بالرغم من اننا على علم اليقين انهم فقدوا كل عوامل الشرف والمرؤوه والاخلاق والضمير وباتوا اشبه بالعصابات والمجرمين والسفله وقطاع الطرق بل هم ادنى مستوى من هؤلاء بكثير ..
الرحمة لشهداء العراق، والخزي والعار لقتلة الأبرياء.
الورده البيضاء / برازيليا
417 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع