فرقاء بدون رؤوس وبدون ارجل !!!

                                      

                      صديق المجلة - بغداد

في خبر استوقفني كثيرا يوم الاحد الموافق 18 مايس 2014 وهو صدور امر بترقية عدد من ضباط الجيش بمناسبة الانتصارات التي حققوها في الانبار عموما وفي الفلوجه خصوصا وقد شملت الترقيه اربعة من رتبة فريق الى رتبة فريق اول ولواء واحد الى رتبة فريقز..

والى هنا والخبر قد يبدو روتينيا لولا مافيه من امور كثيره اتناولها بمحورين وقبل ان ابدأ لابد من العوده قليلا الى تاريخ الجيش العراقي على مدى اثنان وثمانون عاما منذ تأسيس الدوله العراقيه الحديثه التي لم يكن للاخوه الاعداء دورا فيها بل وقفوا ضدها منذ البدايه وضد جيشها الحديث الذي كان يحمل من التقاليد والسياقات التي يتفاخر بها كل جيوش المنطقه وكان العرب خصوصا يطلقون عليه ( جيش بروسيا العرب ) ومن تقاليده كانت سياقات منح الرتب والترقيه وضوابطها واسباب منحها وصلاحيات المنح مع الاسباب الموجبه وفي مقدمتها تيسر الملاك الشاغر للرتبه الجديده اي المنصب ..
ولكي تكتمل الصوره للاخوه من غير العسكريين لابد من توضيح ان الرتب محدوده بمناصب ولايمكن تجاوزها وتبدأ برئيس اركان الجيش الذي هو الوحيد الذي يحمل رتبة (فريق اول) ويفضل ان يكون من حملة شهادات الاركان العاليه وقد يمنح وزير الدفاع نفس الرتبه لاغراض القياده اذا كان مكلفا بها وكثيرا ماكان وزير الدفاع من المدنيين في العهد الملكي ومن ثم يأتي بعده المعاونين لرئيس اركان الجيش وهم برتبة ( فريق ) وعددهم سبعه وكما يلي : ( معاون العمليات \ معاون التدريب \ معاون الاداره \ معاون الميره \ المفتش العام \ المستشار العلمي ) ومن ثم قادة الفيالق والقوات وهم ( قادة الفيالق \ قائد القوه الجويه \ قائد القوه البحريه\ قائد الدفاع الجوي )  وحصل ان تم منح بعض الضباط رتب خارج المنصب لوجود مناصب استحدثت مثل التصنيع العسكري والمخابرات وغير ذلك ..
جميع هؤلاء عدا وزير الدفاع يخضعون ويعملون بأمرة رئيس اركان الجيش  ومن هم بامرتهم والمرتبطين بهم ويعتبر هو القائد الميداني للعمليات ..
مايحث اليوم هو خارج السياقات وخارج المألوف فقد اصبح لدينا اليوم اكثر من اثني عشرة ضابط برتبة ( فريق اول ) عدا السيد رئيس اركان الجيش ابتدءا من قائد القوات البريه ووصولا الى الفريق اول حاتم المالكي وهذا مالم نجده حتى في اضخم جيوش العالم واحدثها ومثلا الجيش الامريكي يمنح رتبة فريق اول لرئيس الاركان المشتركه والى قادة المناطق العالميه ( الشماليه والوسطى والجنوبيه ) ونادرا جدا ان يمنح احد ضباطه رتبة مشير او مهيب وقد حصلت مره واحده للجنرال ( خمسة نجوم ) ايزنهاورد تثمينا لجهوده في الحرب العالميه الثانيه ..
المحور الاخر هومجموعة اسئله   تبحث عن اجابات متعدده وهي :
ماذا فعل هؤلاء لنيلهم هذه الرتب ؟ ( تنص السياقات على ان ان يكون منح الرتب الاعلى لمن قدم خدمه جليله ومتميزه كان لها اثرا فعالا في رفعة الوطن والقوات المسلحه ودرء خطرا عن الوطن  )
ماهي المناصب التي سيشغلونها ؟ ( لكل منصب في الجيش العراقي من رئيس اركان الجيش الى الجندي البسيط رتبه ومسؤوليه ولايمكن تجاوزها )
من سيقودهم وهل رئيس اركان الجيش يملك الصلاحيات الازمه ؟ ( رئيس اركان الجيش هو القائد الميداني للقوات العسكريه ومسؤوليته ادارة العمليات وتنظيم الجيش من جميع النواحي )
السؤال الاول تجيب عليه نتائج الحرب التي شنت على الانبار ويقول التبرير لترقيتهم للانجازات التي حققوها في الحرب على الانبار ولاندري اي انجازات واي انتصارات الا اذا كانت في مخيلة من منحهم الترقيه فقط وقد بلغت خسائر الجيش ارقاما يخجل بل لايتمكن القائد العام للقوات المسلحه من ذكرها على الملاء بالاشخاص والمعدات ....
السؤال الثاني يجيب عليه ملاك وزارة الدفاع التي لاتملك منصبا واحدا لرتبة فريق اول سوى منصب رئيس اركان الجيش وهو مشغول ..
السؤال الثالث بامكان معرفة ذلك من خلال سير العمليات في الانبار ونينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين حيث لم يورط السيد رئيس اركان الجيش نفسه بأي منها وهذا موقف يحسب له لاعليه .
الترقيه يراد بها كذبه اخرى من سلسلة اكاذيب المالكي التي دأب على تسويقها للمواطن البسيط الذي تعود ان يتلقى كل شيء حتى وان كانت (افيال بعض المعممين الطائره)  من الخزعبلات ويحاول السيد القاعد العام ان يقول ان جيشه المهزوم بالفلوجه والانبار والغير القادر على تحقيق الامن منذ عشرة سنوات واهدر عليه اموالا تقدر بعشرات المليارات من الدولارات واقحمه في معركه خاسره هو منتصر( الف مبروك انتصرنا ) والذي بات اليوم يستجدي حلولا لهذا الانتصار من هذا الطرف او ذاك بعد الفشل الكبير الذي ارغمه على وقف الهجوم على الفلوجه الصامده وقد استخدم في قتاله ضدها كل ماهو خسيس وباع اقصى نذاله وقلة شرف هو ومعيته التي منحها رتبا والتي لن تنفعهم في المحاكم الجنائيه الدوليه لانهم وهو معهم من باتوا ومن المؤكد مجرمي حرب رسميا ..
يقدر عدد الهجمات البريه التي شنها الجيش على الفلوجه بمستوى لواء فأكثر بحدود 120 هجوما خلال الاشهر الاربعه والايام الثمانية عشر واخرها قوه تقدر بفيلق زائد ( 42 ألف جندي ) معزز بالطائرات والبراميل الايرانيه المتفجره والتي يصنعها الحرس الثوري الايراني في مطار المثنى بالاضافه الى القصف المدفعي العشوائي والراجمات والهاونات والاسلحه الجويه وانا متأكد لو كان لديه اعتده واسلحه اكثر خسه ونذاله لما كان يتورع عن استخدامها ..
من مظاهر الضعف لدى قادة الجيش ان يلجأؤا الى قصف المدنيين وحرمانهم من قوت يومهم ومن مستلزمات الحياة والعيش وهذه تعتبر من اكثر المظاهر التي تدل على الجبن والضعف وعدم وجود ذره  من الشرف العسكري اذا ما استخدمت ضد بلد اخر وفي حالة حرب معلنه فكيف الحال وهي تستخدم ضد شعبها وبلدانها ؟؟؟
هنيئا لكباش الجيش تسمينهم وتهيأتهم اما للحساب  المحلي او للمحكمه الجنائيه الدوليه ولن يضيع دم اهدر ظلما مهما طال الزمن ...

صديق المجله /بغداد

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

712 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع