بيلسان قيصر - البرازيل
لقد فرح البعض لاحتلال العراق وسارع البعض الاخر ليضع يده بيد المحتل تحت مبررات واعذار واهيه وساهم وهو يعلم انه اصبح عميلا ومطيه للاجنبي وهلل البعض لما سيكون عليه العراق من تغيرات كبيره بعد انتهاء الديكتاتوريه وقدوم الديمقراطيه الامريكيه التي لايمكن للفساد والظلم ان يتسلل منها وان الحكومات القادمه ستحكم بالعدل وان تداول السلطه سيكون سلميا وقانونيا وديمقراطيا ..
صدق الكثير من البسطاء والجهله بهذه الاقوال وغيرها من الاعلانات التي قالت بعضها من ان العراق سيكون ارقي من دبي وان البطاقه التموينيه ستكون مشبعه جدا للعائله العراقيه الكريمه وتفيض للضيوف وان المليارات التي سرقها صدام ستعود الى العراقيين وان الشخص المناسب سيكون في المكان المناسب ..
خيال خصب لمجموعه من الحالمين ولم يخلد في بال أحد ان الاطراف التي احتلت العراق ومن وضع يده بارجل المحتل ولعق بساطيله غير مؤتمنين على انفسهم وعوائلهم وشرفهم اصلا فكيف سيؤتمنون على العراق وشعبه ..؟؟
لم نرى ديمقراطيه وعاد لنا دكتاتور جديد وبغداد اصبحت اردىء من مقديشو والبطاقه التموينيه اختفت مفرداتها ومليارات صدام كانت كذبه امريكيه ايرانيه ولم نرى شخصا مناسبا واحدا في المكان المناسب ولم يتحقق العدل ولو بدرجه بسيطه بل زاد الظام ولم يتم تداول السلطه سلميا حيث يقول الحجي( ماننطيها ) وماجرى في الانبار وديالى دليل على العدل والسلم والديمقراطيه ..
لقد كان الحديث الخافت بالهمس عن صدام وعدي والحاشيه كثير وفيه الصحيح والمبالغ وعن الفساد بالرغم من ان نسبة الفساد لم تتجاوز 7% في النظام السابق وكان الامل ان تتراجع هذه النسبه الضئيله ايضا بعد التغيير ولكن لننظر ما ذا حصل ...
الفساد في العراق يتصدر القائمه العالميه بتسلسله الثالث عالميا ، والامن في العراق يتصدر دول العالم ومن الخمسه الاوائل في اردىء حاله امنيه والرشوه باتت تقليد حضاري يمارسه الحجي والعلويه والسيد ومن القمه الى الفراش ,, اما تعيين الاقارب والحبايب في مناصب ماانزل الله بها من سلطان وخارج الضوابط والتعليمات ( هل سبق ان سمعنا ان رئيس وزراء دوله في العالم لديه 76 مستشار ) وتعين اولاد المسؤولين واخوانهم واقربائهم على قدم وساق وفي جميع الوزارات وفي الاماكن الحساسه ولوزارة الخارجيه والداخليه والدفاع حصة الاسد في هذا واكثرهم اذا لم يكن جميعهم من خارج الاختصاصات ولمجرد كونهم ابن السيد او الحجي او الشيخ وهكذا ...
كيف يمكن للدوله ان ترتقي وتتقدم وتؤمن متطلبات الحياة الكريمه والآمنه لشعبها وهي تعمل بهذا الاسلوب وتلك الطريقه التي تعتمد على ترك الكفاءات والاختصاصات الى الجهله والاميين وانصاف المتعلمين وتفضيل الملا والشيخ والمعمم والقريب والمحسوب والمنسوب على اصحاب الكفاءات والتكنوقراط ؟؟
وطالما ان ادراة الحكم تستخدم هذه الطريقه وخارج الضوابط والتعليمات والاصول المتعارف عليها وحتى خارج الاخلاق ولهذه الاسباب لم نلمس اي بصيص لتقدم مهما كان صغيرا من هذه الشرذمه او العصابه التي استحوذت على العراق تحت بساطيل المحتل ..
الكارثه هي ان هذه الدرنات السرطانيه الغريبه على العراق لصقت به ولاتريد ان تغادره عله ان يأتي من ينقذ ما يمكن انقاذه بالرغم من كل الذي حصل وما سببوه من آذى وخراب وسرقات وفساد لايمكن ان تعوض بخمس عقود من الزمان وبعدها يخرج علينا عراب الحكومه وراعيها ليقول بكل وقاحه انه اخفق وان الذي فات كان فيه اذا كثيرا من قتل وتهجير وفساد وكأنه كان مراقبا لما جرى وليس هو من سبب ذلك وبكل وقاحه يريد ولايه اخرى ليزيد تخلفنا وتراجعنا عقودا اضافيه ..
لايحق لكم يامن تحكموا العراق اليوم ان تتحدثوا عن اي نظام سابق من العهد الملكي الى المرحوم عبد الكريم قاسم الى الاخوين عارف الى البكر الى صدام فكل هؤلاء كانوا افضل منكم وانزه واكثر كفاءه واغزر علما واداره واكثر وطنيه وحبا للعراق وشعبه وليس حبا وانحناءا وتنازلا لجيران العراق ؟؟
ولم يقتلوا ويهجروا ويعوقوا وييتموا ويرملوا ويجهلوا ويفقروا هذا العدد الهائل من العراقيين ؟؟
اللهم الهمنا صبر ايوب على هذه النماذج من خلقك التي ابتلينا بها وانت ارحم الراحمين ..
الوردة البيضاء / البرازيل
698 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع