المالكي وحكومة الاغلبية

                                        

                           علي الزاغيني

في كل انتخابات لابد هناك من فائز وبالتاكيد هناك خاسر ايضا وعلى الجميع تقبل النتائج بروح  عراقية اصيلة  ليس المهم ان يفوز الشخص او الحزب المهم ان ينتصر العراق  والشعب في هذه التجربة الديمقراطية  التي على اساسها يبنى العراق وتتغير جميع الافكار والطروحات  وعلى الجميع ان يتيقنوا ان الانتخابات هي ممارسة حقيقة  لبناء العراق وليس هناك اي مكاسب اخرى  ومن يفكر بغير العراق ومصلحته سوف يلعنه الشعب  والتاريخ  لان العراق فوق الجميع فهم جميعا سيرحلون يوما ويبقى العراق .

من  كان يتصور ان السيد المالكي سوف لا يتمكن من الحصول على اصوات تؤهله ليكون اكبر كتلة تحت قبة البرلمان فاعتقد انه على خطا  والذي كان متابع لتصريحاته وقادة  كتلة دولة القانون التي  كانت تنصب نحو حكومة اغلبية سياسية وهذا يدل على ثقة السيد المالكي وكتلته بانهم قادرون على كسب  العدد المطلوب لتشكيل حكومة الاغلبية  وهذا يعني ان التحالف الوطني ودولة القانون سوف يكون مرشحها لرئاسة الوزراء هو السيد المالكي لولاية ثالثة بغض النظر عن التصريحات الاعلامية لبعض الاعضاء وبالتاكيد انه لا يوجد منافس له لما يتمتع به من شعبية كبيرة وذلك لحصوله على اعلى  الاصوات في الانتخابات الاخيرة  وبالتاكيد هذا يجعل البعض من الكتل السياسية الصغيرة تنظم الى دولة القانون  وتساند السيد المالكي لولاية ثالثة  مادام الدستور لم يحدد ذلك .
لماذا يرفض البعض ولاية ثالثة للسيد  المالكي ؟
قد تكون هناك اسباب وراء عدم قبول بعض الكتل  بولاية ثالثة ومنها ان يتربع  المالكي على كرسي الرئاسة ويحقق انجازات ليست من مصلحة تلك الكتل وبالتالي يحقق نجاحا يسجل له ولكتلة دولة القانون وهذا مؤشر غير مناسب لخصومه وهذا يجعل منه شخصا قويا وخصوصا اذا شكل حكومة اغلبية فانه سوف يختار المؤهلين للمناصب الوزارية ولا تفرض عليه شخصية غير كفوءة او مناسبة لاتصلح , وبالتالي هو من يتمكن من محاسبة المقصرين منهم او  المتلكئين في انجاز المهام المكلفين بها , واعتقد ان البعض من الكتل تريد ان يكون رئيس الحكومة ضعيفا وهشا لا يتمكن من اتخاذ القرارات المناسبة وبالتالي  يكون لعبة بيد رؤساء الكتل واعتقد  ان هذا مالا يقبله الشعب ولا رئيس حكومة يتمتع باستقلالية وشخصية  قوية  .
 قد لايخفى على الجميع  ان  للعلاقات الدولية دور و تاثير كبير في قبول ترشيح السيد المالكي لولاية ثالثة  وهذا ما يعترف به الجميع  واعتقد ان العلاقات الحسنة مع الولايات المتحدة الامريكية  وايران لشخص السيد المالكي يمكن تساعده وتسانده في ان يكون على راس الحكومة المقبلة وخصوصا انه قادر على جمع اكثر من 165 مقعد بالتحالف مع بعض الكتل وخصوصا الشيعية منها  وبالتالي سوف يتمكن من تشكيل الحكومة ومانتامله ان تكون هناك معارضة قوية في البرلمان لتصحح مسار الحكومة لا تعرقل الصحيح وتقوم الخطا   لغرض الايقاع بها .
في نظر البعض من الكتل السياسية ان السيد المالكي  لم يتمكن من تقديم شئ خلال فترة توليه رئاسة الحكومة لدورتين  وخصوصا في الجانب الامني  وهنا لابد من وجود بديل يقدمه التحالف الوطني  وهذا على ما اعتقد يجعلهم يعتقدون ان تولي السيد المالكي لولاية ثالثة قد يولد دكتاتورية  او نظام اشبه بحكم مفروض عليهم وعلى هذا الاساس لابد من تغير الوجوه  متناسين ان تغير الوجوه لا يغير شئ  اذا ما بقيت نفس السياسة لدولة القانون   ولكن  عليهم ان  يقترحوا تغير البعض من مواد الدستور بما يتناسب مع وضع العراق في المرحلة الراهنة  وخصوصا عدم تولي  اي شخصية  سياسية  اي  منصب  اكثر من دورتين  حتى  اعضاء مجلس النواب   يجب ان يسن قانون عدم بقائهم في البرلمان اكثر من دورتين   لكي نتمكن من  ايجاد  بدلاء  قادرين على شغل المناصب وقيادة البرلمان بالشكل الصحيح  وهذا يمنح الشباب فرصة حقيقة لاثبات كفائتهم ووجودهم .
على جميع الكتل ترك الخلافات جانبا وعدم التعنت حول تولي  شخصية معينة لرئاسة الحكومة عليهم ان يتفقوا كيف يبنوا العراق وان يجدوا حل لنزف الدم العراقي وان يكونوا يد واحدة ضد الارهاب واي تدخل خارجي  يهدد امن وسلامة العراق  وان تبقى كلمتهم واحدة لا تفرقهم المناصب ولا المكاسب  وسيبقى الحل لاختيار رئاسة الحكومة  للكتلة الاكبر تحت قبة البرلمان  وانها سوف تختار الانسب والاصلح ومن قرر الشعب ان يكون في هذا المنصب  .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

395 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع