سعد هزاع عمر التكريتي
منذ أن تهيأت الكتل السياسية ومرشحيها لمائدة ألأنتخابات الأخيرة، وبعد أن ظهرت ألنتائج النهائية للعلن بعد مماطلة المفوضية (اللامستقلة) والتأخير المتعمد في إعلان النتائج وذلك لغاية في نفس (يعقوب) كما يقال، منذ ذلك الحين والجميع يرفع شعار عدم تمكين رئيس الوزراء الحالي من الجلوس على كرسي الولاية الثالثة.
وهاهي ألأيام وألأسابيع تمر وستعقبها الشهور والكتل تجتمع في السر والعلن والكل يصّرح سراً وعلانية كذلك بما يرغب ويشتهي من دون ألألتفات الى معاناة وقهر المواطن الساكن في البيت الكبير والذي سحقته تلك الكتل السياسية وسياسيي الغفلة وسراق المال العام من أكلي السحت الحرام، بل أن أغلبهم أخذ يتجمع تحت لافتات تحمل أسم الوطنية، لكنها في حقيقتها تفتقر أليها بل أن أهدافها هي رفع أسهم أعضائها في سوق النخاسة السياسي بجهد محموم من أجل تحقيق غايات وأهداف شخصية وحزبية وطائفية ضيقة على حساب مصلحة البيت الكبير وساكنيه.
ولا يعرف المواطن ماهي أهداف وغايات هذه ألأجتماعات واللقاءات المتتالية والمتعددة الوجهات للكتل المختلفة وجميعها يبدو في ضاهره تحت هدف (لا للولاية الثالثة للمالكي)، وكأن المأساة بدأت في البيت الكبير بعد تولي هذا الشخص للمسؤولية التنفيذية الأولى فيه، ناسين أن ألأحتلال الغاشم للعراق وما تبعه من إجراءات معروفة هو السبب في هذا الداء. ومع كل هذا الوضوح في طبيعة المرض والتداعي الذي ينخر في البيت الكبير لم نر أبداً أو نسمع أن أحدى هذه الكتل قد بادرت للدعوة الى مؤتمر وطني عام جامع وشامل يجمع مختلف الأطياف الوطنية العراقية السياسية وغير السياسية وذلك من أجل تلمس الخطوات المستقبلية ووضع منهاج عمل وطني يؤشر للمرحلة المقبلة من حياة هذا البلد المنكوب .. مؤتمر يكون شعاره (أنقذوا البيت الكبير) من الغرق والحريق بشرط أن يكون هذا المؤتمر عابراً للطائفية والحزبية والمناطقية، وأن يعلن تبرئته من جميع من يخذل العراق في محنته ويجعل المصلحة الشخصية أو مصلحة الكتلة السياسية أو الطائفة الدينية فوق مصلحة البيت الكبير. فالجميع ألان في مركب واحد ومصلحة الجميع تقتضي الحفاظ على أمن وسلامة هذا المركب وأهله للوصول به الى بر ألأمان والسلامة من ألأخطار وألأهوال المحدقة به.
وفي خضم هذا الموج المتلاطم للأحداث وما يرافقها من أعمال قتل وتفجير يومي وتهجير منظّم وإفراغ مناطقي ومحاصرة هذه المدن وإبادة سكانها وتدمير دورهم على رؤوسهم وسرقة وحرق ممتلكاتهم .. في وسط كل ذلك يتناهى ألى ألأسماع أن بعض الكتل أخذت تغازل بعضها البعض ومتناسية حقوق المواطن وسعيه في أعطاء صوته لمثل هؤلاء من أجل مصالح ذاتية وخدمة مصالح بعض الدول ألأقليمية ودولة ألأحتلال والتي لاهم لهم سوى ألأمعان بالحاق ألآذى بالبيت الكبير وألأستمرار بسياسة إشعال الحرائق وإفتعال ألأزمات المتتالية لتدمير ماتبقى من هذا البيت لغايات وثارات قديمة جديدة لأخراج العراق نهائيا من التأريخ والحاقه كساحة أمامية لدولة فارس. وما مطالبة رئيس منظمة (غدر) نائب الضابط في الجيش العراق السابق هادي العامري من رئيس كتلة (المواطن) عمّار الحكيم أن يحجز له مقعد وزارة الداخلية في حالة انفضاضه عن التحالف مع المالكي، إلا إمعاناً فيما ذكرنا من أستمرار لحالة ألأحتقان ألأمني والسياسي في ربوع البيت الكبير. فبعد أن حقق الوزير ألأسبق للداخلية (صولاغي) غايته وحقق مهمته في تعميق روح الطائفية وتدمير النسيج ألمجتمعي فيما بين ساكني البيت الكبير، يريد هذا القزم الصغير (العامري) الى أستكمال المخطط المرسوم في تدمير ماتبقى من جدران البيت الكبير وهدم سقفه على جميع ساكنيه بدون أستثناء.
إن العراق ألآن يقف في مفترق طرق، فإما أن ينقذه أبناؤه المخلصون أو يدمره أصحاب النفوس المريضة والعابثة من سقط المتاع الذين تربعوا في غفلة من الزمن على كراسي الحكم والقرار.
442 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع