بلاد العجايب

                                 

               محمد صالح يا سين الجبوري

غريبة ومش غريبة دنيا وفيها العجايب هذه ليست دعاية لأغنية الراحلة (وردة الجزائرية )...

بل هي أغنية سمعتها وأنا أتناول الشاي في إحد المقاهي الشعبية  في سوق النبي يونس في الموصل , وهي تحمل معاني كثيرة وعبر كبيرة,المفاهيم تغيرت ,والسياسة سيطرت على كثير من أمور الحياة ,ساد النفاق  والغش  والتزوير والرشوة والاحتيال والطرق الملتوية والكذب في عالمنا , فأصبح النفاق سياسة للوصول إلى أقصر الطرق وتحقيق الأهداف,وربما أصبح من الأشياء  المعتادة في مجتمعنا .
التزوير منتشر وبشكل واسع في البلاد  ويمارسه الكثير ,وتوجد عصابات لهذا الغرض , والكذب مسموح به لتمرير حالات معينة في هذه الظروف .
الروابط الاجتماعية ضعفت,حتى  الزيارات بين الأقارب أصبحت قليلة  ونادرة,والناس تعيش حياة قاسية ,ارتفاع الأسعار وقلة الدواء والجشع الذي يمارسه بعض الأطباء في عياداتهم الخاصة وفي المستشفيات الأهلية ,وفقدت الرحمة بين أغلب الناس نتيجة سيطرة المادة على سلوكهم وتفكيرهم .
العجائب والغرائب كثيرة في بلدنا ,السياسة تلعب دورها في تشريع قوانين ما أنزل الله بها من سلطان لتستفيد أحزابها ولتسهل عملية النهب والسلب ,ومن العجائب أن في بلادنا يوضع الإنسان  في المكان غير المناسب ,على العكس ما يحصل في بلدان العالم  الذي يضع دراسات عن كل منصب وموقع والشخصيات التي تشغله والخدمة والمؤهلات العلمية ,ويكون التنافس بين المتقدمين على أسس علمية بعيدا عن الوساطة وتأثير الأحزاب المسيطرة ,كيف تمنح مناصب متقدمة لأشخاص  في الدولة ,وهم أصلا لم يشغلوا أي منصب؟ ,كيف تنجح هذه الكوادر في إدارة المؤسسات ,أين العدالة  في الوقت الذي تعاني البلاد من جيش من البطالة من حملة الشهادات العليا , ومن العجائب التي نعيشها أعداد من المثقفين تعيش دون مستوى الفقر ,وأصبحت لقمة العيش صعبة المنال , وفي الوقت ذاته هناك أناس لا يعرفون أين يذهبون بالأموال .
بلادنا من أغنى بلدان العالم ,لكنها تفتقر إلى الخدمات  والنقل والكهرباء والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية , الزراعة والصناعة مهملة ونستورد معظم المواد من الخارج .
التعليم تدنت مستوياته ,في الوقت التي كانت البلاد في مقدمة الدول في المنطقة في التعليم والطب والاقتصاد .
نحن بحاجة إلى مراجعة أحوالنا الاجتماعية والاقتصادية والعلمية ,وخاصة ان بلدنا يمتلك ثروة نفطية ومعادن وزراعة ,والاهتمام بالعقول العلمية والثقافية , وأن تأخذ دورها في البناء ,وان يستقر المواطن في بلده براتب محترم وخدمات متوفرة ,وأن  لايقضي حياته بعيدا عن الوطن والأهل ,وان تكريم المبدع يجب أن يكون في حياته لا بعد موته .
في بلادنا أمور عجيبة وغريبة لا مجال لذكرها جميعا ,الصحة والسلامة للجميع.
محمد صالح ياسين الجبوري –كاتب وصحافي -الموصل

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

707 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع