مالفرق بين خامنئي و جنکيزخان؟

                                        

                          علاء کامل شبيب

التصريحات الاخيرة التي أدلى بها مرشد النظام الايراني بمناسبة الذکرى السنوية لوفاة الخميني، والتي قال فيها أن نظامه قد ألحق الهزيمة بالولايات المتحدة و صار له"الکلمة الفصل في سياسات المنطقة"، لايمکن أخذها بالمحمل الظاهري لها، وانما السعي لقراءة المخفي بين أسطرها.

تصريحات خامنئي هذه، تأتي في وقت أکدت فيه اوساط سياسية في مجالسها الخاصة بأن الامريکان قد قاموا بإبلاغ من يعنيهم الامر بعدم جعل النظام الايراني و حزب الله اللبناني و النظام السوري خطوطا حمراء، وبطبيعة الحال ليس بإمکان رجل کخامنئي الذي يعتبر نفسه نائبا للأمام المهدي المنتظر، أن يعلن فجأة إلقاء کل کراته في حضن الامريکان و إسدال الستار على کل تلك الشعارات و الافکار و المبادئ الثورية البراقة المعادية لأمريکا و اسرائيل، بل يجب وضع مقدمات لذلك و التظاهر بجعل الهزيمة نصرا في سبيل إمتصاص ردود الفعل المحتملة من جانب الشارع الايراني ضد ذلك.
خامنئي الذي کان يتحدث قرب ضريح مؤسس نظام ولاية الفقيه، أعلن و بصورة غير مباشرة أيضا سبب إستسلام نظامه للأمريکان و لحس کل شعاراتهم البراقة عندما تکلم عن منظمة مجاهدي خلق قائلا:( شاركوا اليوم في جلسات متعددة في لجان الكونغرس الامريكي. ان هؤلاء المنافقين الذين قتلوا المواطنين وقتلوا كبار الرجال وقتلوا رجال الدين وقتلوا العلماء وقتلوا السياسيين وقاموا بتفجيرات هنا، اليوم يحضرون هناك معهم.)، کما انه أشار أيضا الى قدرة المنظمة على التغلغل في المفاصل السياسية للنظام نفسه عندما قال:( احد اساليبهم هو اثارة الخلافات في قمة الحكومات. كما احد الاعمال التي يقومون بها هو انهم يسعون الى بث الخلافات والشقاق في رأس الأنظمة التي ليست معهم والعمل على دق الاسفين في الحكم بهدف ايجاد حكومة مزدوجة.)، ويبدو أن هذا السبب هو الذي عجل بذهابهم الى جنيف و توقيعهم على الاتفاقية النووية هناك مع المجتمع الدولي.
النظام الايراني الذي حاول طوال الاعوام الماضية إظهار عدم إکتراثه بنشاطات المقاومة الايرانية بصورة عامة و منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص، يبدو أنه قد طفح به الکيل عندما رأى أن المقاومة الايرانية وصلت الى مراحل متقدمة، وان بقاء النظام الايراني على نفس نهجه و اسلوبه السابق في المواجهة سوف يکلفه غاليا و يقوده الى شفى جرف هار، ومن هنا فقد بدأ الاستسلام من جانب النظام الايراني للمخطط الامريکي و دخوله في اللعبة، لکن في نفس الوقت، يجب الانتباه جيدا بأن هذا المخطط ليس کأي مخطط آخر، لکنه مع ذلك ليس بإمکانه أبدا ان ينقل النظام الايراني بسلام الى الضفة الاخرى، ذلك أن هذا النظام الذي زايد دائما على مواقفه العقائدية و وصف نفسه ممثلا ل"الاسلام المحمدي الاصيل"، و إتهم النهج الديني لمعظم دول المنطقة بأنه يمثل"الاسلام الامريکي"، لکن السؤال الذي سيواجه هذا النظام الاشبه بالحرباء و المتاجر بالدين هو: هل ان اسلامه المحمدي الاصيل الذي دفعه ليرتمي عند أقدام الامريکان، أم مصالحهم الضيقة و تخوفهم من المستقبل الاسود الذي ينتظرهم فيما لو إستمروا في طريقهم الخاطئ و الاعوج من اساسه؟
من المؤکد أن دخول النظام الايراني في هذا المخطط يعني إعلان صريح و مباشر عن کذب و زيف کل إدعائاته الدينية و إستغلاله لها، وهو ماأکدت عليه دائما منظمة مجاهدي خلق و دأبت على طرحه فه‌ بياناتها المختلفة بهذا الصدد، وان هذا الموقف يعني أن النظام قد عرى نفسه تماما و هو الامر الذي لو إضفناه الى جانب إستسلامه النووي، فإنه يکون قد وضع أکثر من کأس سم أمامه!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

558 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع