علي السوداني
1
عدد أكراد إيران أكثر بكثير من عدد أكراد العراق الذين لم يبق على زمن استقلالهم القائم الآن بشمال بلاد ما بين القهرين ، سوى الإعلان الرسميّ .
إيران تتعامل مع كردستان مثل دولة لدولة . تتبادل معها القناصل والزيارات الرسمية والتجارة المشهور منها النفط . أما أكراد إيران فممنوع عليهم ، كما هو حالهم تماماً في دولة تركيا الكذابة ، أن تسيح على السنتهم مفردة كردستان وبقية الحقوق الثقافية والتأريخية .
2
ألشرّ التركي العثماني على العراق ، لا يقلّ خطورة عن الشرّ الإيراني الفارسيّ ، لكنه مؤجل إلى حين من الدهر ، وسيصيب العراق بمقتل استراتيجي موجع في باب مياه دجلة والفرات وأيضاً على باب الحاضرتين العراقيتين العظيمتين ، نينوى وأخيتها كركوك وجيوبهما والثغور والمقتربات .
3
أنبوب النفط الرافدينيّ صوب جيهان التركية ، مغلق منذ أزيد من ثلاثة شهور . الكذابون يقولون أنه تعرض إلى عملية تخريب ، والصادقون الأذكياء على يقين من أن الأنبوب سيظلّ مسدوداً بقوة كردستان حتى يتم الإتفاق النفطي والسياسي بين بغداد المريضة المهزومة وبين أربيل القوية القائمة على طولها وحيلها . تركيا الحرامية وعرّابها الماسونيّ داوود أوغلو يتاجران بالنفط وبالسياسة ، مع بغداد الرسمية وأربيل المؤجلة رسميتها قليلاً جداً ، وتختار لكل منهما لغة دبلوماسية مريبة من صنف تلك التي تشيع على أبواب المواخير .
4
لإيران وتركيا أمنية قيام دولة كردستان في جزئها العراقيّ فقط ، أما كردستان إيران وأخيتها كردستان تركيا ، فهما تُسحقان وتهانان برضا هذا الثلاثي الشاطر الفهلوي التخادميّ .
5
تركيا دولة علمانية منفتحة ، حاناتها ومواخيرها وماناتها أزيد من مساجدها وصوامعها المقدسات ، وهي تقيم علاقة حبية عشقية قوية واستراتيجية عسكرية معلنة ، مع دولة اللملوم المقطّم اسرائيل ، لكنها العثمانية التي لا تستحيي ، تريد معاونة أهل الشام المغدورين على إقامة دولة الحرية والأسلام الحقّ . ألمسألة ليست على كبير صلة بثنائية شيعة وسنّة ، بل هي مستلة من كتاب فقدان الشرف والضمير والآدمية والرقص السياسي فوق دكة الفرجة .
6
قلنا وكتبنا في غير موضع وموضع إن الإحتلال الثقافي الإيراني لبلاد ما بين القهرين ، لهو أقسى وألعن وأقذر وأحقر من الإحتلال العسكري ، فلم يصدّقنا أبناء التومان والدولار القويّ . الأسبوع الفائت نقلت واتشحت بسواد المخازي ، تلفزيونات حكومية ومن معها ، في حفل تأبين ولطم أقامه عراقيون وجوههم صفراء مطسسة من فرط الجهل والدجل ، لمناسبة ذكرى موت الخميني . الخميني كان شنّ حرباً باطلة على العراق تحت شعار دونيّ هو تصدير الثورة وتحرير فلسطين من بوابة تحرير بغداد وكربلاء ، واستورد السلاح من اسرائيل ابنة الشيطان الأكبر في واقعة إيران غيت أو إيران كونترا ، وأفتى بتكفير وهدر دم ملايين مملينة من البعثيين العراقيين الكفرة ، من دون تكفير ملايين البعثيين السوريين المؤمنين ، منبع ومسند صواريخه التي تقصف بغداد ، وركب رأسه وعاند وركل كل رسائل ومقترحات الجنوح للسلم القرآنيّ المبين ، حتى أوصل تلك المطحنة المجنونة إلى باب سنتها الثامنة حيث انتهت بكأس السم والزقنبوت المشهورة .
6
لستُ في هذا أو ذاك ، وفي هذه أو تلك ، سنّياً أو شيعياً أو شوفينياً لا والله وحقكم ، إنما هي دعوة للناس أجمعين ، المغفلّين والمخدّرين والسذّج النيام ، من أجل إعادة العمل وشدّ الحيل وتشغيل الضمير حسب ميقاتهِ الحيّ الشريف ، قبل أن تأكل المفخخات الملعونات ما تبقى .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عمّان حتى الآن
702 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع