حقاً لا يكفي..!

                                 

                          دلع المفتي

حادثتان مرتا علينا بداية الأسبوع تثيران الغثيان؛ اغتصاب وقتل طفل سوري في الخامسة من عمره في لبنان، واغتصاب وتحرش جماعي وحشي وتعرية لفتاة في ميدان التحرير في مصر.

لا يمكن لبشر كائناً من كان، من أي دين أو مذهب أو جنسية، أن يشاهد صورة الصبي بسنواته الخمس الطرية مرمية جثة هامدة في الحاوية، أو فيديو السيدة التي تم الاعتداء عليها وتعريتها واغتصابها في ميدان التحرير، من دون أن يبصق على ما شاهده.

أن يجردوا امرأة من كامل ثيابها ويتم التحرش بها واغتصابها من قبل عشرات من «الحيوانات» أمام الألوف من البشر، لهو فعل أقبح من أن يوصف. مقدار النذالة والخسة والقذارة تثبتها عدة فيديوهات على الشبكة العنكبوتية مما يجعلنا نتيقن أن بعضنا، لا يستحق سوى «الحرق» كما يقول أهل مصر.

الفيديو الأول لحظة اختطاف الفتاة، يظهرها بكامل لباسها، يبدو أنها كانت في الميدان احتفالا بتنصيب السيسي رئيساً، ثم فجأة تتم محاصرتها واختطافها وجرها من قبل ثلة من الشباب، بينما يتكوم حولهم العشرات من الشباب الآخرين وهي تصرخ بهستيريا. وكما يظهر في الفيديو يدخل الشباب بصحبة الفتاة مكانا منزويا نفقاً ما أو تحت جسر، (والمصريون ربما اعلم بتحديد المكان)، ويتجمهر البقية.. للفرجة على ما يبدو.

الفيديو الآخر يظهر الفتاة، وهي عارية بالكامل وقد اصطبغ جسمها بالدم والكدمات والجروح نتيجة لما حصل لها.. والله وحده يعلم حالها وحالتها ووضعها محاطة بشباب منهم من يحاول انقاذها ومنهم من يحاول ان يطال أي «قطعة» من جسدها.

أي قاع وصلنا؟ أن يغتصب شابا، طفلا في الخامسة في العمر ثم يقتله طعنا بسكين ويرميه في حاوية القمامة، أي سجن، وأي تأهيل نفسي سيستطيع أن يقوّم هذا الوحش؟ أن تتكوم حشود من الهمج، على فتاة وحيدة وعزلاء وبلا حول ليغتصبوها في مكان عام وأمام عشرات الآلاف من البشر دون أن تتحرك رجولة ذكر واحد لنجدتها، والأدهى والانكى، أن يتجمهر العشرات الآخرون للفرجة، بلا حرمة ولا أخلاق ولا نخوة ولا إنسانية، لا يدل إلا على أننا بتنا نعيش في مجتمعات مريضة تثير القرف.

لا أدري أي بشر هؤلاء ولا أعرف أي أخلاق وأي دين يعتنقون، ولا أعرف إن كانت رواية بعض وسائل الاعلام المصري صحيحة، بإلصاق ما حصل بنظرية المؤامرة كون هؤلاء مأجورين والعملية مدبرة من خصوم السيسي لإشاعة الفوضى وتكدير الاحتفال بتنصيبه، ولا أعرف كيف يمكن لمثل هذه الجرائم الانسانية أن تسيّس، ولو صدقت التكهنات والاتهامات، لا اعرف كيف لبشر أن ينفذ مثل هذه المهام المنحطة، لكن ما أعرفه أنه حينما يستخدم الذكر جسده واختلافه البيولوجي لانتهاك حرمة الآخر، ويعتبر أن ذكورته «سلاحاً» يمكن من خلاله الانتصار على غيره .. لا يستحق سوى تجريده من سلاحه ذاك، لأن إعدامه لا يكفي.. حقاً لا يكفي!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

448 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع