بثينة خليفة قاسم
كثر من عشر سنوات على وعد بوش المشؤوم ولم يزدد العراق إلا دمارا ومعاناة وظلما! فها هي الفوضى الثمرة الوحيدة لمغامرة جورج بوش الرجل المسؤول عن خراب العالم العربي كله، هو ومن كانوا معه من المحافظين الجدد خدام الصهيونية العالمية.
والعجيب ان بوش اعتذر بعد خروجه من البيت الأبيض عن حرب بلاده على العراق وقال إن المعلومات الخاطئة التي جاءت بها أجهزة الاستخبارات الأميركية هي السبب في قراره المشؤوم بالحرب على العراق،وهو الذي طالب هذه الأجهزة بإثبات وجود علاقة بين العراق وتنظيم القاعدة ليتخذ من ذلك ذريعة اخرى لضرب العراق بعد أن يقنع شعبه أن للعراق دورا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر بسبب هذه العلاقة.
وعندما قالت له الاستخبارات لقد بحثنا كثيرا سيدي الرئيس ولم نجد أية علاقة، رد عليهم قائلا: فتشوا ولو عن قصاصة من جريدة تقول شيئا عن هذه العلاقة! (كتاب ريتشارد كلارك “ضد كل الأعداء”).
وها نحن اليوم نرى تنظيم القاعدة يقوم بما يقوم به في العراق بعد سنوات الحرب التي قال من شنها إنه جاء لكي يحارب إرهاب القاعدة وينتقم للأميركيين الذين قتلوا يوم الحادي عشر من سبتمبر!
تاريخ كامل بني على الكذب والتلفيق، فقد ازدادت القاعدة التي جاء الأميركيون لحربها ثراء وعدة وعتادا،وكأنهم جاءوا لتقويتها ونشرها وليس لحربها.
اميركا تعد لنا التقارير عن حقوق الانسان هي ومن يسيرون في ركابها وتقيم الدنيا ولا تقعدها إذا قامت الشرطة بتوقيف خارج على القانون في بلادنا، لكي تجعلنا دائما في حالة دفاع عن النفس وتجعلنا مشغولين بعيوبنا الشخصية وتقوم بابتزازنا عن طريق العملاء الذين يلبسون ثياب المعارضة، وهي التي تفعل ما تفعله في تدمير أقدار الشعوب.
الإرهاب يمشي حيث تمشي أميركا، فعندما كانت أميركا في أفغانستان كان الارهاب يتركز بشكل رئيسي هناك، وقد تعاونت مع إيران هناك في ضربه وفي تحقيق اهداف مشتركة وفي تقسيم غنائم معينة، واليوم الإرهاب في العراق بشكل يزعج أميركا ويزعج إيران، وبالتالي لابد أن تتعاون الدولتان أيضا هذه المرة للقضاء عليه واقتسام الغنائم وتحقيق المصالح المشتركة!
مسكين هذا الشعب العراقي الذي لم يجن سوى الخراب والدمار من الاحتلال ومن الحكام الطائفيين الذين لا يستطيعون اتخاذ أي قرار لا ترضى عنه إيران، ومسكينة كل هذه الشعوب العربية التي تسلي نفسها بالحديث عن المؤامرة وبالحديث عن التحالف الخفي بين أميركا وإيران وإسرائيل دون جدوى.
كل الأسئلة التي نسألها والتلميحات التي نطلقها عن العلاقة بين اميركا وإيران ودور كل منهما فيما يجري في العراق حاليا لا فائدة منها، ولم يعد يهم من الذي أتى بالإرهاب ومن الذي يستفيد منه، فالوضع على الأرض أخطر من أي كلام ولن يصلح العراق إلا الشعب العراقي نفسه، فهو الوقود الأول وهو الخاسر الأول فيما يجري هناك.
898 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع