كثر الحديث في الاسبوع الماضي مدفوعا بعوامل عديده منها حرص البعض على سلامة الثوره ومكتسباتها وزخمها الذي تباطيء بعض الشيء واستغلت هذه الحاله من قبل الاجهزه الحكوميه اعلاميا ووظفتها على اساس ان السلطه في بغداد تمكنت من استعادة توازنها وانها بصدد القيام بهجوم مقابل لاستعادة ما فقدته كاملا والبعض الاخر خرج علينا بسيناريوهات مختلفه قد يكون لاصحابها رأي مقتنعين به وفق عوامل وتحليلات واستنتاجات خاصه ,, ولغرض التعرف على مايجري لابد من تناول الموضوع من البدايه ليكون واضحا .
الثوره لم
تبدأ صدفه او بمناسبه بل كانت تتهيأ منذ فتره طويله من قبل بعض الفصائل المسياسيه المسلحه وتتهيأ نفسيا من قبل شرائح عديده وكبيره في المجتمع العراقي بسبب الاخفاقات والسلبيات والتخبط والاذى والتهميش والاقصاء والظلم ومن هذه التراكمات وخاصة بعد اعتصام ومطالب دامت سنه كامله عوملت بشكل متطرف ووقح في بعض الاحيان باستخدام توصيفات لاتليق بحاكم يفترض به انه يحكم خليط من الاطياف وليس طائفه واحده ,,
لقد كانت الشراره لفتح نيران الثوره هو تصرف غير محسوب من جهلة السلطه في فض اعتصام الانبار بالقوه الذي ادى الى اشعال الثوره التي استمرت ستة اشهر في عملية دفاع مستكن وخاصة في الانبار عموما والفلوجه تحديدا ونزفت الانبار دماءا غزيره في الفلوجه والخالديه والكرمه والرمادي والصقلاويه ورافق هذه العمليات اصوات نشاز قبيحه تنفث سموم طائفيه هنا وهناك وبدأت الثوره فعليا عندما قامت الفصائل المسلحه بعملية السيطره على اجزاء كبيره من سامراء في عملية جس النبض والتمويه وصرف الانظار لتباغت في نينوى وتدخل الموصل بدون قتال يذكر ومن هنا بدأت الثوره العراقيه على الارض في حين انها كانت موجوده منذ يوم 9 \ 4 \ 2003 ..
خرجت التحليلات والتوقعات والكثير وضع اللوم على القاده العسكريين وبالاخص قائد القوات البريه ونائب رئيس الاركان للعمليات وللحق نقول ومن خلال خبرتنا وبالرغم من راينا الشخصي من هؤلاء الا اننا نقول ان القاده بهذا المستوى لايملكون من الامر سوى ما يتيسر لهم من معلومات وقطعات ولكن البعض خرج علينا بسيناريو يقول ان العمليه مفبركه وبطلها هؤلاء القاده والمالكي وانها ستكون سببا للولايه الثالثه بالقوه تحت ظرف حالة الطوارىء التي تمكن المالكي من البقاء بالسلطه وانه سوف يستعيد ما فقد بمساعدة ايران وسوريا ( الحلفاء المعوقين ) ..
سير عمليات الثوار بعد نينوى كان وقعه سريعا وهائلا في حجم ما حققه من مكاسب على الارض وخاصة الضربه الموجعه الثانيه في صلاح الدين واسر اكثر من 4000 ألاف عسكري اطلق سراحهم وتوالت الانتصارات في كل القواطع منذ يوم 9 \ 6 ولغاية يوم 23 \ 6 بزخم عالي جدا ولكن هذا الزخم تباطأ رويدا في اماكن معينه في مقدمتها سامراء ومن ثم الانبار وتسارع في ديالى وحزام بغداد وقد تكون الاسباب عملياتيه ولو جستيه وقد تكون هناك اسباب سياسيه اخرت عملية الدخول الى بغداد التي ينتظرها الكثير والتي يعول عليها الكثير ولكن في تصريح ملفت للنظر يوم امس 25 \ 6 قال ممثل الامم المتحده في بغداد (ان التقدم على بغداد سيكون بعد محاصرتها من الشمال والجنوب ) وهذه هي المره الاولى التي يتدخل فيها ممثل الامين العام في الامور العسكريه ..
اي كانت الاسباب التي ابطأت زخم العمليات العسكريه للثوار الا اننا في حسابات عسكريه ومقارنه ميدانيه نجد ان ماتحقق يفوق اي عمل عسكري انجز في اي دوله بهذا الحجم وهذه المساحات وبهكذا قوه مسلحه تسمى جيش نظامي امام ثوار مهما كانت قوتهم فهم مجموعات مدنيه تحمل السلاح قد تمكنت من تحقيق مكاسب كبيره جدا في غضون اسبوعين ..
ونعود الى الهجوم المقابل الذي يتوعد به المالكي والذي سيبدأ من سامراء بما تبقى لديه من فلول جيش منهار مضافا اليها متطوعين اطفال وصفهم احد القاده العسكريين الامريكا بانهم لايجيدون سوى الرمي بالمسدسات في الاعراس والرقص .
ونسي المالكي ومستشاريه انه اخفق عندما كانت لديه قوه تقدر بثلاث فيالق باقتحام مناطق صغيره مثل الكرمه والخالديه والفلوجه والسؤال هل يعتقد المالكي انه بمجموعه من الحرس الثوري الايراني من المتحدثين باللغه العربيه تمويها وبعض المغرر بهم قادرين على استعادة الموصل وتكريت وبيجي وكركوك والشرقاط والوليد وطريبيل وربيعه وحزام بغداد والاسحاقي والنباعي والمقداديه وغيرها ..اعتقد جازما انها ستكون نهاية مؤلمه ولكنها غير مؤسفه .
اما عن زخم الثوره فاقول ان المساحات التي تمت السيطره عليها لاتزال تتواجد فيه جيوب صغيره هنا وهناك ولابد من تنظيفها قبل القرار على عمل كبير مثل بغداد بالرغم من الحاجه السوقيه للعمليات العسكريه تتطلب اجتياح بغداد باسرع وقت ولكن يجب ان لايكون ذلك على حسابات تعبويه وتكتيكيه مهمه اخرى لضمان التقليل من الخسائر وضمان النجاح والسرعه في انجاز الهدف يضاف الى ذلك ضرورة تحييد الطيران الحكومي بما متيسر من اسلحة مقاومة طائرات متيسره بانواعها وان تقدم وتواكب بعد تأمين المدن والمناطق الخلفيه ..
ولتهدأ ارواح الشهداء في عليين ممن ذبحوا غدرا وخطفوا قسرا وحرقوا وقتلوا عمدا وفخخوا حكوميا وقتلوا جماعيا الى ان يوم القصاص بات قريبا وقريبا ليحق الحق وتظهر الاجابات على الكثير من علامات الاستفهام لقضايا عديده وكثيره جدا لفلفها الحاكم وغطى عليه وخاصة في قتل شعب دون النظر الى انتمائه او طائفته فقد كان عادلا في توزيع الموت والظلم على الجميع ... (ان وعد الله حق فلا يغرنكم بالله الغرور)...
صديق المجله - بغداد
675 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع