التشنج العضلي المزمن وعلاجه

                                   

                            أحمد فخري

  

تعتبر حالات التشنج العضلي عند الرياضيين امراً اعتيادياً، إذ انها تقع باستمرار اثناء تعرض بعض عضلات الساق او القدم الى ضغوط كبيرة من جراء الاستعمال العنيف.

ولو سألت السباحين والعدائين ولاعبي كرة القدم والرباعين وما شابه فانهم سيخبروك بانهم قد اعتادوا عليها تماماً. وعندما تقع حالة من هذا القبيل فان الاجراء المتبع هو ان يقوم المصاب بالوقوف منتصباً ويضع قدمه المصابة بحالة استقامة تامة وثني اصبع قدمه الى الاعلى وكأن اصبعه يؤشر الى وجهه مع امالة بدنه الى الامام نحو حائط ويسند جسده بيديه. تستمر هذه الحالة من بضع ثوان الى دقيقة كاملة.

اما ما ليس مألوفاً هو التشنج العضلي المزمن الذي يصيب الرجال والنساء بسن 50 فما فوق. هذه الحالة يعاني منها اغلب كبار السن. ومن جرب تلك الحالة فانه سيخبرك بانها مؤلمة جداً وانه يخاف منها كثيراً. وبما اني عانيت من تلك الحالة ولفترة طويلة حتى وجدت العلاج النهائي قررت ان اكتب هذا المقالة كي يستفيد منها القراء ممن يعانون من تلك الحالة او لديهم شخص قريب قد يصاب بها.

ابتدأت بي الازمات منذ ثلاث سنوات تقريباً، فقد كنت نائماً وقتها واذا بالم شديد يلتهم ساقي من المنطقة الخلفية، شعرت ان العضلة قد التوت واصبحت كالقماش المبلول عندما نريد عصره لازالة الماء منه. وقتها لم اكن اعلم كيف اتصرف سوى انني كنت اتألم بصوت منخفض كي لا تستيقض زوجتي من النوم. وقفت على قدمي محاولاً التخلص من الالم الا ان الالم بقي ملازمني لفترة كانت تبدو وكانها ساعة كاملة الا انها بالواقع لم تستمر سوى بضع ثواني. ناهيك عن الالم النفسي الذي يصيبك عندما تكون نائماً وبمنتهى الاسترخاء ثم تفيق على صدمة شديدة. بعد بضع ثوان من المعانات، سرعان ما تلاشى الالم وصرت اخطو بضع خطوات لاتأكد ان كل شيء قد اصبح على ما يرام. رجعت الى سريري وانا متردد وخائف لعل الالم يعود الى ساقي، الا انه لم يعود فحمدت الله وعدت الى نومي الاعتيادي.

بعد تلك الحادثة ببضع اسابع اصابتني نوبة تشنج اخرى بالساق الا انها كانت بساقي الآخر. وكانت بنفس القوة والضراوة، ودامت نفس المدة تقريباً. لاحظت كذلك ان الوقوف قد ساعد على تلاشي الالم بفترة وجيزة، وعدت بعد ذلك الى الفراشي. وبعد بضعة ايام اصابتني نوبة اقوى واشد هذه المرة بحيث ان فترة النوبة لم تتلاشى الا بعد حوالي دقيقتين. كان الالم لا يوصف وعندما سرت نحو صالة الجلوس كي انظر الى ساقي واذا ببقعة سوداء قد غطت ساقي كما لو كانت قد ارتطمت بجسم ثقيل. هنا علمت بان الحالة لا تقبل التواطؤ وان الحل يجب ان يأتي على جناح السرعة.

باليوم التالي بدأت ابحث بالانترنت بشكل عميق ومطول فوجدت في بعض المواقع العلمية الموثوقة، المعلومات التالية:

1. لا يعلم الاطباء السبب الحقيقي لتشنج العظلات.

2. هناك احتمال ان سبب تشنج العضلات يأتي من نقص في المواد التالية (الكالسيوم، المغنيسيوم، بوتاسيوم،صوديوم، الخارصين)

3. اختلال مستويات الماء بالجسم.

هنا بدأت ابحث في المواد الغذائية التي تحتوي على مستويات كبيرة من هذه المواد الخمسة الآنفة الذكر فوجدت ان الموز والتمر والافوكادو والكيوي تحتوي على كميات كبيرة من هذه المواد. فبدأت اتنوالها بشكل منتضم. الا ان ازمات التشنج استمرت معي دون انقطاع. هنا رفعت الراية البيضاء وعلمت ان المعونة الطبية اصبحت حتمية. في اليوم التالي اتصلت بسكرتيرة طبيبي وحددت موعدا طارئ كي يحاول الطبيب انقاذي من هذه المأساة.

باليوم المحدد التقيت طبيبي بعيادته وشرحت له حالتي فتبسم وقال، "ان المواد التي اشرت اليها فعلاً تعالج الحالات العرضية لتشنج العضلات الا ان حالتك وكما يبدو قد دخلت في خانة التشنج العضلي (المزمن). لذا فان المواد التي ذكرتها ليس لها تأثير على من يعاني بمثل حالتك"

"وماذا تنصحني يا دكتور؟"

قال، "الحل الوحيد هو دواء اسمه (كنين) تأخذ منه حبة واحدة بالليل فلا تعاني من التشنجات نهائياً"

ابتسمت ابتسامة فرح وشكرته وتوجهت فوراً الى الصيدلية فاشتريت علبة كنين وانطلقت بها الى الدار. في المساء تناولت حبة واحدة كما امرني طبيبي ونمت. بتلك الليلة لم اعاني من اي تشنج يذكر. باليوم التالي تناولت حبة اخرى قبل النوم وتوجهت الى السرير وفعلاً لم اعاني من التشنج. بدأت اشعر بنوم هانئ لاني صرت اثق بذلك الدواء. ولم اعاني من التشنجات لفترة ثلاث اشهر حتى بدأت علبة الدواء بالنفاذ فاتصلت بسكرتيرة طبيبي وطلبت منها ان تخبر الطبيب بحاجتي لمزيد من الكنين فارسلت السكرتيرة وصفة مباشرة الى الصيدلية فذهبت على جناح السرعة واحضرت العلبة الجديدة كي تكون جاهزة عندما نفاذ العلبة الاولى.

وفعلا فتحت العلبة الجديدة وبدأت اتناول الكنين لكنني تسأءلت وانا انام، ترى ما هي المواد التي يحتويها الكنين؟ قررت ان ابحث بالانترنيت كي اقف على محتويات هذا الدواء السحري العظيم.

باليوم التالي وانا اتصفح الانترنيت بداخل المواقع الطبية الموثوقة وجدت ان دواء (كنين) هو دواء قديم جداً وانه من اخطر الادوية على الاطلاق ولديه من الاعراض الجانبية ما جعل جسدي يقشعر ويرتعد خوفاً. ومما اخافني اكثر هو ان الباحثين والاطباء لا ينصحون مرضاهم بتناول الكنين لفترة تزيد على 10 ايام.

ماذا؟ وانا اتناوله منذ 3 اشهر، وها هو الطبيب يصف لي علبة جديدة بمئة حبة.

هنا توقفت تماماً عن تعاطي ذلك الدواء الخطير ولم اصب بعد توقفي من تناول الدواء بازمة الا بعد مرور اسبوعين. الا ان الازمات صارت اقوى واشد من ذي قبل وتأتيني تقريباً كل يوم وصرت استيقض من منامي وانا اصرخ من شدة الالم. وفي احدى هذه الازمات وفي حوالي الثالثة بعد منتصف الليل بدأت احدث نفسي قائلاً، ما العمل؟ لقد جربت كل شيء ولا ازلت اعاني من التشنج. ليس لدي اي نية الرجوع الى ذلك الدواء الخطير، فما العمل؟

باليوم التالي توجهت الى متجر عام وبحثت في المكان الذي تباع فيه بعض الادوية التي لا تحتاج الى وصفة فوجدت الصوديوم مخلوطا مع الكالسيوم، فاقتنيت علبة منه ذات المئة حبة ثم وجدت علبة كتب عليها زنك   zincاي الخارصين فاقتنيتها هي الاخرى وعدت الى الدار مسرعاً.

بدأت بتناول قرصين من الخارصين وقرصين من الحبة التي تحتوي على الكالسيوم والمغنيسيوم. في الليل قبل النوم. ونفس الجرعة بالنهار.

لكن ازمات التشنج لم تتوقف. استمريت بتناول هاذان الدواءان ثم قررت ان اسطحب تلك الجرعة بكأس ماء مملوء بالليل ومثله بالنهار حالما استيقض من نومي. ويا لدهشتي، بدأت الازمات تنخفض حدتها وتكرارها.

بعد ذلك قررت مضاعفة كمية الماء فاصبحت اتناول كأسين من الماء مع حبتين من الخارصين وحبتين من الكالسيوم/المغنيسيوم فبدأت الازمات تتجه نحو التلاشي تماماً.

اليوم مضى على تناولي الوصفة الاخيرة خمسة اشهر ولم اصب بازمة واحدة من ازمات التشنج. يبدو انني توصلت الى الحل الامثل لمرضي هذا واردت ان ادونه ليستفيد منه قرائي الاعزاء.

العلاج

فالطريقة بشكل ملخص هي: تأخذ حبتان من الكالسيوم/المغنيسيوم وحبتان من الخارصين (اي المجموع اربع حبات) بالليل قبل التوجه للنوم وتشرب معها كأسان من الماء. و تأخذ حبتان من الكالسيوم/المغنيسيوم وحبتان من الخارصين بالنهار اي المجموع اربع حبات) حالما تستيقض من النوم وتشرب معها كأسان من الماء كذلك.

الم يقول المثل (اسأل المجرب ولا تسأل الحكيم) ؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

980 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع