من شيرين تواتي، بيت حنينا – القدس
الى القراء الكرام،
احدثت التبريكات التي ارسلها الاستاذ سامي موريه الى اصدقائه المسلمين بمناسبة شهر رمضان الفضيل، ردود فعل متعاطفة، سوى من قبل اديب علماني مغربي، ارجو نشرها لجرأتها في تحليل التاريخ:
رد الدراماتورج المغربي الاستاذ بنيحيى العزاوي على تبريكات الاستاذ سامي موريه بمناسبة حلول الشهر الفضيل رمضان المبارك، حين قال: "رمضان مبارك وفي الاشهر الحرم لا تباح فيها دماء المسلمين والعرب، ليكن رمضان توبة وتعاطف، رمضان لا يبقى فيه جائع ومريض، رمضان الاخاء بين المذاهب والاديان والامم، رمضان لا تهدر فيه اموال المسلمين على السلاح والحروب بل على العلوم ومحاربة الجهل والفقر والمرض، فيه تحل العلوم الحديثة والحوار وحسن النية محل العنف والقتل والخوف، رمضان يعرف في الايتام والارامل والمعاقين في الحروب ابتسامة فرحة رمضان المبارك:
يا عالم الاسرار علم اليقين وكاشف الضر عن البائسين
أ.د. سامي موريه
محب العرب والمسلمين،
رئيس رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق
رد الاستاذ بنيحيى العزاوي على رسالة الاستاذ موريه:
أخي الروحي العلامة "شموئيل سامي موريه" الحصيف... لقد سبق وأن قلت لك في عدة رسائل أنا انساني الطبع والطباع والسلوكيات ولقد تجازت بفلسفتي الأخلاق المتحجرة التي ينادي بها المتأسلمون..فضائلي السامية المنبثقة من انسانسية الانسان، عجنتها ثم تركتها تجف سنين تعد "بخمسة عقود" مرت من حياتي ثم في مرحلة الستينات غربلتها بغربال مغناطيسي جميل، ففرز لي أخلاقا وفضائل انسانية رائعة اللمس والحس والذوق، فها أنا أطبقها بقسطاس وميزان مع كل خلائق الرحمن وخاصة العلماء الأجلاء من أمثالكم أيها الرجل النبيل...
تحدثني عن شهر رمضان؟ .. سردت إليّ مجموعة من القيم العظيمة التي تؤمن بها أنت وأنا والناس المصطفين من خلائق الرحمن والذين اذا أقسموا على الله لأبرهم....ثم تقول لي في رسالتك السامية التالي:((رمضان مبارك وفي الاشهر الحرم لا تباح فيها دماء المسلمين والعرب)) وأنا أقول: "منذ نشأء الاسلام بالله عليك أذكر لي زمنا لم تباح فيه الدماء"؟ ثم تقول سيدي وأستاذي العزيز:،(( ليكن رمضان توبة وتعاطف، رمضان لا يبقى فيه جائع ومريض))" هنا أقول وأنت سيد العلماء الدارسين والعارفين لكل الأديان..لماذا تعامل الله مع الفقير بصورة الاحتقار والمذلة حين لا يصوم غني يحرر رقبة أو يطعم ستين مسكينا والفقير ان أكل يوم يصوم 60 يوما.. ثم هو جوعان طيل الدهر ويزيد جوعا على جوع في رمضان... في رأيك هل الله على حق؟ ثم في كل السور المكية كان يحرض العبيد، والفضل يرجع الى العبيد المضطهدين الذين وضفهم النبي في ترسيخ دينه... وعندما اشتد عود الاسلام رجع الفقير فقيرا ثم أرجع الاسلام العبيد ارضاء للبرجوازية الاقطاعية"
(( ثم تواصل في رسالتك أخي سامي وتقول:، رمضان الاخاء بين المذاهب والاديان والامم، رمضان لا تهدر فيه اموال المسلمين على السلاح والحروب بل على العلوم ومحاربة الجهل والفقر والمرض)) هنا أذكرك بمذكراتك التي نشرتها في مجلة الأخبار لصديقنا الاستاذ الفاضل نوري علي.. أكيد ستفهمني بسرعة البرق." ما قولك في غزوة خيبر؟ ثم حرب الجمل وحرب صفين وشعرة معاوية ومجون العباسيين واستعمار العثمانيين الى يومنا الحاضر مع المذهب الوهابي الذي نعاني منه في كل الديار العروبية..وليست العربية ههه ووووو." وأخيرا عزيزي سامي تقول: (( ثم ، فيه تحل العلوم الحديثة)) الفضل يرجع اللى المأمون والمعتزلة بعد صراعهم مع الأشاعرة ثم الفضل كل الفضل يرجع للموالي وليس للعرب كما يزعمون بكذبهم..الموالي من وضعوا النقاط للعربية والحركات ثم سيويه الفارسي من وضع النحو..المولي هم من ترجموا العلوم الانسانية وخاصة علوم اليونان ثم بعده تكسرت شوكت العلوم ولم يبق الا جهالة الجهلاء..." وتضيف في رسالتك"(( والحوار وحسن النية محل العنف والقتل والخوف، رمضان يعرف في الايتام والارامل والمعاقين في الحروب ابتسامة فرحة رمضان المبارك: ))" أي بركة وأيه فرحة تذكر يا أخي الروحي العزيز في الدين الاسلامي.؟؟؟.فتات الزكاة توزع على المستضعفين من النساء والولدان الذين كانوا ولا زالوا يقولون الى يومنا هذا: ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، بل أنا أقول:ربنا أخرجنا من هذه الدكتاتورية الفكر الأفيون الوباء"
آخر ما أعجبت به و أعجبني وأسرنا هو ما خاتمتك لتبريكاتك التاريخية الجميلة للمسلمين:
يا عالم الاسرار علم اليقين وكاشف الضر عن البائسين
أعرف جيدا أنك تفهمني وتفهم فلسفتي حتى من خلال مقالاتي... أوحي للقراء ما يخالج قلبي المؤمن بالنجم الطارق الذي هو الله. ثم لقد راجعت كتابي بامعان وتبصر وحكمة ربانية (( فن المسرح والانسان الحديث)) المنشور حديثا في دار ميزبوتاميا للأعلامي الكبير الاستاذ مازن لطيف في بغداد المحاصرة، وأكيد لقد فرحت بقول أخيك بنيحيى...لقد قلت الحقيقة التي لا ترضي العقول الشوفينية وابتدأت من سقيفة بني ساعدة الى الاستعمار الفرنسي في المغرب وتجرأتُ وقلت لك الحقيقة المُرّة:
(( يا ليت الاستعمار يعود يوما فأخبره بما فعل الاستقلال)) وقلت لولاه لما تعلم المغاربة العلوم الانسانية وخاصة العلوم الادارية ثم حتى المسرح، ولولا أندري فوازان سنة 1953.. لماَ عرف المغاربة المسرح العِالمي ... ثم قلت في شخص عبقريتك في الكتاب: البروفيسور"شموئيل سامي موريه" هو الرجل العالم الذي اكتشفني وشجعني وفتح بصيرتي لعلم المسرح المبين الذي كان عندي في طي النسيان.... وهذه حقيقة تاريخية سأقولها في كل المناسابت الاحتفالية التي أكون حاضرا ناظرا فيها....الله أرسلك الي لكي أضع لانسانية الانسان سلما دراميا جميلا ليسهل على الأجيال الاستشرافية القادمة خدمة انسانية الانسان اينما وجد وكان.. أجلّك يا شموئيل سامي موريه الغالي.
أخوك الروحاني المخلص:" بنيحيى العزاوي" بنغازي
624 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع