بقلم : الصقر
الرسالة التي هزت المجتمع الامريكي ومن اطلع عليها من شتى ارجاء العالم ...ومجرمي الاحتلال وقادتهم...
ولكنها ومع الاسف الشديد لم تحرك شعرة من عراقيي الجنسية اعضاء ما سمي بمجلس الحكم المعينين من قبل المجرم بريمر..لا بل رفض رئيس مجلس الحكم لذلك الشهر من استلام نسخته المعنونة باسمه رغم ايصالها له في مقر اقامته وليس الى مكتبه الرسمي ( اذا كان لديه مكتب رسمي )
السيد جورج بوش رئيس الولايات المتحدة الامريكية المحترم
السيد جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية المحترم
السيد توني بلير رئيس وزراء المملكة المتحدة المحترم
السيد الدكتور عدنان الباججي رئيس مجلس الحكم الانتقالي المحترم
السيد بول بريمير الحاكم المدني الامريكي المحترم
السيد كوفي عنان أمين عام الام المتحدة المحترم
السيد عمرو موسى امين الجامعة العربية المحترم
السيد رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر المحترم
السيد رئيس منظمة حقوق الانسان المحترم
أيها السادة المحترمون ....
أنني في ظرف نفسي صعب للغاية وقد يفجر ذلك مشاعري وانفعالاتي ، وذلك بسبب المصاب الجلل الذي أصابني وزوجي عندما فقدنا ولدنا البكر والذي يبلغ من العمر 19 ربيعاً والذي كان يتطلع للحياة بنظرة ملؤها التفاؤل والامل خاصة وعندما تم عقد قرانه على احدى قريباته ، فتوجه بكل طاقته لبناء حياته اللاحقة على اسس قوية وراسخة ، الا أن الاقدار كانت له ولاحلامه بالمرصاد اذ اقتطفته على حين غفلة فترك جرحاً نازفاً في قلوب أبويه وخطيبته ومحبيه ، وأسمحوا أن اسرد لكم القصة بتفاصيلها .
يوم السبت المصادف 3-1-2004 كان ولدي زيدون ومعه أبن عمه مروان قادمين من بغداد الى مدينه سامراء حيث نقيم ، حيث يعملان في سيارة شحن صغيرة تعود ملكيتها لشخص ثالث ، وذلك من اجل سبل العيش في بلد هدته الحرب والحصار ، نعم كانا عائدين من بغداد الا ان سوء الطالع رافق الرحلة من بدايتها فقد اصيبت السيارة بعطل لم يسمح لها بمواصلة الرحلة مما ادى الى تاخير في الوصول الى سامراء في وقت يقترب مع بدء سريان منع التجول في المدينة ،وهنا يبدأ الفصل الاول من المأساة ، اذ اعترضت السيارة دورية عسكرية تابعه للجيش الامريكي ، وبعد أن استكملت كافة أجراءاتها بتفتش ولدي وأبن عمه وتفتيش حمولة السيارة ، أنزولهما من السيارة وشدوا وثاقهما وقتادوهما الى منطقة تبعد 3 كم وامام احدى بوابات ناظم الثرثار حيث تتدفق المياه بقوة هائلة ، ووسط ذهولهما ، أمرهم الجنود بقذف نفسيهما الى الماء في البرد القارس عند منتصف الليل ، وتم دفعهما بقوة ،وللاسف الشديد لم يكن ولدي يجيد السباحة ،على الرغم ان السباحة في هذا الفصل ومع قوة التيار الجارف لاتجدي نفعاً ، ومع ذلك فأن أبن عم ولدي الذي علق باحدى الشجيرات نجى من الموت بأعجوبة ليحكي لنا هذه القصة الماساوية، ولقد بذل جهوداً كبيرة لانقاذ ولدي ولكن تيار الماء المتدفق كان اقوى منه ومن محاولاته ،وبعد عدة ايام من البحث عنه عثرنا على سترته في مجرى الماء وستبقى معي ذكرى وعنواناً للظلم الذي حل بولدي من جنود جيش الولايات المتحدة الامريكية ، الذين جاءوا الى بلدنا وهم يرفعون شعارات حقوق الانسان والديمقراطية ،واذا بهؤلاء الجنود وبدم بارد وبأعصاب جامدة يزفون ولدي الى حتفه في ايام عرسه .
وكي اوثق الحدث فأن أبني اسمه (زيدون مأمون فاضل حسون السامرائي)من مواليد 1-6-1984 ، نعم قتلوه وفجعوني به ،وتصوروا أيها السادة واسألوا زوجاتكم كم هو عسير على كل ام ان تره ثمرتها وقد نضجت ، ثم تهوي به يد أثيمة لتلقي به في هذا السير الجارف دون رحمة أو أنسانية ، لقد احال الجنود كل ماقالته أمريكا عن حقوق الانسان الى كذبة كبيرة أو جثة هامدة كنت واحدة من ضحاياها وهم كثيرون ، لذلك أتوجه جميعاً والى السيدات الفاضلات عقيلاتكم والى الرئيس جورج بوش خصوصاً لفتح تحقيق في ملابسات الحادث على الرغم من أن أي اجراء سيتخذ من قبلكم لن يعيد أبني للحياة ، ولكني باحساس عارم بالفجيعة أتطلع أليكم عسى أن يوضع حد لآلام الامهات في بلدي فنحن نحصد البؤس والشقاء لما يفعله جنود جيش الاحتلال الامريكي دون مرعاة لحياة الانسان وكرامته ولقيم المجتمع وتقاليده ، ولعل اتخاذ الاجراءات بشأن الحادث يعيد لي شيئاً من المصداقية حول الشعارات التي ترتفع عالياً في امريكا ولكننا لا نلمس منها شيئاً بل نحصد النقيض لها في بلدنا ، ولعل في هذه التحقيق ما سيدعم قوة القانون حتى لاياتي يوم يصحوا في ضمير احد القتلة ويعترف بتفاصيل فعلته وحينذاك ستكون مسؤوليتها على عاتق بلدكم ،وأنا على يقين بأنكم تعرفون الارهاب ومايندرج في قائمة الاعمال الارهابية فهل سمعتم أو اطلعتم على عملية ارهابية أبشع من هذه الجريمة التي ألحقها جنودكم بسحق السيارة وتسويتها بالارض مع حمولتها بواسطة آلياتهم الحربيه ،هذا سؤال أوجهه لكم وللمجتمع الانساني وقد انتظر منكم جواباً شافياً ..
المفجوعة بولدها أم الضحية زيدون مامون فاضل حسون السامرائي
سامراء / 9/1/2004
•ترجمت هذه الرسالة وأرسلت الى العناوين المثبتة وأفتتح موقعا ألكترونياً خاصاً باسم زيدون وبدأ عرض تفاصيل الجريمة الامريكية بمهنية أعلاميه وكفاءة عاليه ونتيجة العرض الاعلامي للقضية ولطبيعتها الهمجية الوحشية ومخاطبة اصحاب الضمائر الحية والعقول المتفتحة والعيون السليمة وخاصة طبقة المثقفين والمتنورين وكذلك المنظمات الحقوقية والانسانية ، تلقى الموقع ألاف الرسائل من المتعاطفين مع عائلة زيدون وخاصة مع امه ، كان الكثير من هذه الرسائل من امهات امريكيات أجمعن فيها على ان من ارتكب الجريمة حتى وان كان أمريكاً فهو لايمثلهن واكدن أدانتهن لهذا العمل الوحشي الفاقد للقيم ومبادئ العدل كما أكدن براءتهن من القتلة الذين أمروا بتنفيذ الجريمة أو نفذوها ،وكان ذلك سبباً في انتاج فلم سينمائي يسرد في جانب منه قصه زيدون ، وكان الضغظ الذي شكله الموقع على الادارة الامريكية كبيراً حتى أذعنت لفتح تحقيق بالقضية .....وفي مقالة قادمة سنكشف عن القضاء الامريكي (الديمقراطي العادل ) والذي اصدر الاحكام بحق هؤلاء القتلة الاوغاد وسير المحاكمة التي جرت في امريكا وبحضور الشاهد مروان ووالد المغدور زيدون ومحامي العائلة...وما جرى من مساومات واغراءات مالية عرضت على والد ومحامي المغدور زبدون للتنازل عن القضية وشموخ وانفة عزة نفس ذوي المغدور زيدون وتفاصيل الاحكام التي صدرت على هؤلاء القتلة .
1305 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع