بثينة خليفة قاسم
إسرائيل تمارس عدوانها الهمجي على غزة والعالم لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، فقد تغيرت الأحوال وانتقلت القضية الفلسطينية برمتها إلى هامش الشعور.
من الذي يتحدث باسم غزة أو باسم القضية الفلسطينية من الدول العربية أو الإسلاميه الآن، والمنطقة التي تعيش فيها تغلي كالمرجل ولا أحد يعرف متى وكيف ستنتهي هذه الحالة التي تعيشها الآمة بكاملها؟
الآن الطائفية والإرهاب يقتلان من شعوبنا العربية اكثر مما تقتله آلة الحرب الصهيونية من إخواننا الفلسطينيين، هذه هي الحال بكل أسف!
لقد تحقق لإسرائيل كل ما تريده دون حرب، فالدول المحيطة بها قد ضاعت ولم تعد تزعجها من قريب أو بعيد، فسوريا التي كانوا ينصبونها زعيمة لدول الممانعة حسب المصطلح الذي روجته القنوات العربية العميلة، سوف تحتاج إلى عقود طويلة لكي تصبح دولة تزعج إسرائيل من جديد، والعراق التي كانت قوة يخشى جانبها قد أصبحت في أتون حرب طائفية تأكل الأخضر واليابس ولا تحقق سوى أحلام إسرائيل وإيران، ومصر الدولة التي حملت على عاتقها نصرة القضية الفلسطينية منذ ما يقرب من قرن من الزمان، لديها ما يشغلها من حروب أخرى قد يطول مداها.
فعلى الرغم من أن مصر قد نجت حتى الآن من دوامة الطائفية والعنف التي رسمت لها من قبل الأعداء، إلا أنها عادت من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، فلا يزال الارهاب الأسود يحاول خنق أحلام شعبها، ولا تزال أحوالها الاقتصادية والاجتماعية تحتاج إلى جهاد طويل لكي تقوم من جديد ويصبح لها تأثير في مستقبل المنطقة.
وحتى الدول العربية التي لم تدخل في صراعات طائفية حتى الآن تعيش في قلق وتوتر وتعاني من تهديدات إرهابية متكررة تبين أنها لن تترك وشأنها، وتبين أن مسألة تفجير الدول العربية من داخلها هي خطة حتمية التنفيذ وهذا كله جعل اهتمام هذه الدول بالقضية الفلسطينية ينتقل إلى مرتبة متأخرة.
هذا هو حال الأمة وهذا هو ما فعلته الخديعة الكبرى التي مورست ضد شعوبنا العربية، فباسم الديمقراطية وباسم حقوق الإنسان ضاعت مقدرات الأمة وأصبحنا بلا أظافر وجاء اليوم الذي لم نعد حتى نمارس التنديد بالجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني. العجيب أن هناك بين ظهرانينا من يريدون المزيد ويسعون بكل السبل إلى نفس المصير الذي أصاب غيرنا رافعين شعارات براقة وهم لا يدرون أنهم مجرد أدوات في أيدي أصحاب المؤامرة الذين أوصلوا الأمة إلى ما هي فيه الآن.
418 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع