(الحَركة الإسراعِشية) سرطان المنطقة العربية الجديد..!!

                                           

                          سارة فالح الدبوني

مُخطئٌ كُلُ من يعتقدُ أن داعش ماهي إلا حركة ذاتيةٌ المنشأ  لاأصلَ لها ولاجذور..ومُخطئٌ كُلَ من يُصدقُ ببراءةِ التحذيرات التي تطلقها الصهيونية للعالمِ العربي من هذهِ الحركة ..! فكلا الكيانينِ ماهما الا وجهانِ لعملةٍ واحدة.. ليكونا نظريةً متكاملة الأركان ألا وهي النظرية الاسراعشية..!!

نظريةٌ جديدةٌ بأسلوبٍ جديد, يعتمدُ حرقَ الناسِ بالناس, واهدارِ الدماءِ ورفعِ المنسوبِ العُنصري الى أقصى درجاته..! هادفةً بذلكَ الى اظهارِ الإسلامِ بأبشعِ صورةٍ للعالم, صورةَ الدينِ الوثنيِ الوحشي البربري, دينِ القتلِ والذبحِ واللاانسانية..!! دينٌ مدعاةٌ للسُخريةِ برموزهِ المسلحين الملتحين قذري الملابس والمنظر, المعتمدينَ لمبدأ الترويع باطلاقهم لأفلامِ تتضمنُ تصرفاتِ أفرادِهِم الوحشية عبرَ مشاهدِ القتلٍ والذبحٍ من الوريد الى الوريد وقطعٍ للرؤوسِ على الانترنت كما لو كان الضحايا أكباشاً, متباهين بالقتل على الهوية الذي لم يستَثنِ لا الاطفالَ ولا النساءَ ولا الشيوخ ولا المدنيينَ العُزَّل تحتَ راية لا اله الا الله محمد رسول الله, دون مُراعاةِ الحُرمةَ الانسانية, أضافةً الى تفجيرهم دورَ العبادةِ والكنائس, مفتخرين بأدبياتهم الوحشية التي يخرجونَ بها الى الملأ بصورتها الدامية الصريحة..!

فقد أصبحَ للفكرِ الاسراعشي أبعادهُ المدمرة للاسلامِ والعالم العربي, خصوصاً وأن العنصر الديني والمذهبي هوَ الأقوى على حلبة الصراع الدموي اليوم..!

ومن دلائلِ صحةِ هذهِ النظرية, ماحصلَ في الموصل, المدينة التي قاومت القصف الامريكي في حرب 2003 لأيامٍ عديدة, نراها وقد سقطت في غضونِ ساعاتٍ على يدِ المرتزقةِ الاسراعشية. مدينةٌ كُبرى بيعت بمزادِ الدمِ والخيانة, جيشٌ انهارَ بالكامل, وشُرطةٌ انتهت, في الوقت الذي يبلغُ عدد عناصر الجيش اكثر من 50 الف جندي بينما لايتعدى عدد الدواعش الـ500 عنصر..!! حيثُ السيطرةُ على مُدن واسعة كالموصل وتكريت لايُمكنُ أن يكونَ إلا بدعمٍ إقليمي واضح, واسرائيليٌ_ أمريكيٌ بشكلٍ خاص. ولو تذكرنا طلب الموسادِ عدمَ ضربِ أمريكا لداعش لتيقنا أن للأيادِ الصهيونيةِ علاقةٌ وثقى بالوجودِ الداعشي..!

فشبكةُ الموسادِ وثيقةُ الصلةِ باغتيالِ العقولِ النوويةِ العراقيةِ وسرقةِ وتدميرِ الآثارِ والعلاقاتُ المباشرة وغيرُ المباشرة مع الأكرادِ مابينَ تجارةِ النفط وبعضِ التدريباتِ, يُثبتُ لنا صحةَ وجودِ النظريةِ الإسرائيلية..

ومن الجديرِ بالذكرِ أيضاً أن الحركة الاسراعشية تفتحُ الطريقَ لهدفينِ هما الأهمُ بالنسبةِ للصهيونية بعدَ هدفها الأساسُ في تشويهِ صورة الإسلامِ عالمياً, الأول تقسيمُ العراقِ, وتحويلهُ الى دويلاتٍ هشة يسهلُ التلاعبُ بها في أي وقت, وهذا الهدفُ مابدأ البرزاني, الحليفُ الأقوى لإسرائيل في الساحة العراقية اليوم, بالسعي الى تحقيقهِ عبرَ اقتناصِ الفرصةِ والمطالبةِ بالاستقلال. الأمرُ الذي اسرائيلُ على يقينٍ مُطلقٍ بأنهُ سيكونُ خطوةً أولى الى تقسيمٍ أكبر لباقي العراق حيثُ تكونُ الدولةُ الكرديةُ والدولةُ الشيعيةُ والدولةُ السُنية, مادفعها الى تأييدِ مطلبِ الأكرادِ بالاستقلال..!

أما هدفها الثاني فهوَ نشرُ مرتزقاتها في العراقِ كما فعلت في الشام وماستفعلُ قريباً في الأردن بغيةَ استمرارِ وتسهيلِ عملياتِ التهجيرِ لتكونَ لنفسها قاعدةً غيرَ مباشرة في هذه المناطق حالياً وإقامةِ حلمها مستقبلاً بأن تمتدَ دولةُ اسرائيل من النيلِ الى الفرات..!!

فكل ماكانَ الموساد الاسرائيلي بحاجتهِ هوَ اشعالُ حربٍ في المنطقة بالنيابةِ عنهُ وقد نجحَ بذلكَ بأن زرعَ اتباعهُ الاسراعشيون الذينَ نجحوا في اثارةِ النعرات وارباكِ الأمور وتأجيجِ الحقدِ المذهبي وتغذيةِ المنطقةِ بالدماء الطائفية عبرَ قتلِ وذبحِ كُل من يعارض دينها التكفيري الذي أتت بهِ تحتَ غطاءِ لا إله إلا الله..فالأكيدُ أنهُ لم يعد بإمكان اسرائيل المجازفة في خوضِ حروبٍ مباشرة خصوصاً بعد هزيمتها النكراء في عام 2006 امام حزب الله..!!

ولاننسى طبعاً الدور الأميركي المساند للحركة الاسراعشية, ومايؤكدهُ هو التراخي في ابداء الموقف لبراك اوباما في التصدي لهذهِ الحركة بما يتناسب وخطورتها. ليغرقُ العراق بالتالي في وحل العنف والفوضى عبر زرعِ المرتزقةِ الاسراعشية المتوحشة والتي تدعمها السعودية وقطر وتركيا, الدول الحليفة لأمريكا والكيان الصهيوني, التي ستقع قريباً في ذات الحفرة التي حفرتها..!!

إذاً كل مايحدث في الساحةِ العربيةِ بشكلٍ عام, والعراقيةِ بشكلٍ خاص من حروبٍ طائفيةٍ دمويةٍ طاحنة يصبُ بلاشك في مصلحة اسرائيل, اسرائيل التي سبق لها وأن خلقت بن لادن والزرقاوي وغيرهم من البربريين الوثنيين, ممن أثبتوا اليوم أنهم جنودٌ للصهيونية وأتباعٌ لها, كونهم تركوا الجهادَ الحق, جهادَ الصهاينةِ المُحتلين, الذينَ أحرقوا قبةَ الصخرةِ في عام 1967, ودنسوا المقدساتِ واستباحوا الحُرمات وأسالوا دماءَ المسلمين, بينما ظلوا يتخبطونَ بين الشامِ والعراقِ ينحرونَ الرقابِ المسلمة مدَعِّينَ بأنهم يلبونَ نداءَ رسولِ اللهِ مُحمد صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ الطيبين الطاهرين وهوَ صلوات الله عليه براءٌ منهم, والذين سرعان ماتخلص منهم الموساد الاسرائيلي بعد أن انتهت صلاحيتهم واصبحوا كما نقول (expired)..!

فالحركةُ برمتها ولو افترضنا انها صنيعةُ ذاتية فهي تخدم أطماح اسرائيل في ابرازِ قضيتها وسعيها لتحقيق حلمها ببناءِ دولتها, عن طريقِ بناءِ خارطةِ الشرق الأوسط المقسمة الجديدة, عبرَ تسليحِ وتدريب عصابات القتل المذهبيةِ التي تمَ غسلُ ادمغتهم ليكونوا جاهزينَ للقتل والذبح والاقصاء, إلا أن الأمر الأكيد, بأن فتوى السيستاني الفجائية, والتي أثارت الشعب العراقي صغيراً وكبيراً سعياً للجهاد ضد الاسراعشيون, ستفشلُ بلاشكٍ هذا التقسيم, وتؤخرُ ولادته..!!!
.................

بقلم: سارة فالح الدبوني
5\7\2014

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

542 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع