طارق عيسى طه
سيبقى الشعب العراقي مضرب الامثال في ثوريته وشهامته وسيبقى رافعا شعلة التحرير امام شعوب المنطقة باسرها,
منذ ايام قليلة استذكر شعبنا مرور ستة وخمسين عاما على ثورته الكبرى التاريخية والتي ان دلت على شيئ فتدل على ما وصل اليه هذا الشعب من الرقي والتحضر بتسلقه سلالم النصر والانجازات الانسانية الحضارية في اشاعة قوانين السلم الاجتماعي والمساواة بين المواطنين ورفع راية العراق عالية امام الشعوب الثائرة التواقة الى الحرية . قبل ستة وخمسين عاما اصدرت قيادة ثورته قوانين السيادة والاستقلال بخروجه من حلف بغداد والغاء جميع القواعد العسكرية البريطانية في العراق ,والخروج من العملة الاسترلينية تعزيزا لاقتصاده والخروج من التبعية الخارجية , واصدرت قيادة الثورة قانون الاصلاح الزراعي رقم 80 لسنة 1958 وقانون الاحوال المدنية والشخصية رقم 188 لسنة 1959 واستمرارا لهذا النهج الثوري الحضاري اصدرت قانون الغاء قانون دعاوى العشائر المذل الذي فرضه الاستعمار البريطاني ,وقوانين تاميم النفط رقم 80 لسنة 1961 بالاضافة الى بناء الدور السكنية لانصاف فقراء الشعب العراقي وخاصة الفلاحين الهاربين من ظلم الاقطاع من العمارة والناصرية اي المناطق الجنوبية , ببناء مدينة الثورة ومدينة الشعلة .نتيجة لاخطاء هذه القيادة النبيلة بابتعادها عن حلفائها الطبيعيين الذين ساهموا في اسناد الثورة وعرفوا حتى موعد انطلاقها الذين تمثلهم القوى اليسارية والديمقراطية وعلى راسهم الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي و نتيجة للصراعات التي حدثت مع القوى القومية بقايدة حزب البعث وبقايا الملكيين وبقايا الاقطاع والرجعية بالاضافة الى جهود الى قوى الاغوات الاكراد الذين استفزوا الحكومة الثورية أنذاك واشتعلت الحرب بينها وبين الحليف الكردي حزب البارتي الذي مد يده الى الانقلابيين الشوفينيين الذين انقلبوا عليه باسرع وقت, بالاضافة الى قوى اقليمية مثل مصر التي كانت اذاعتها تبث السموم ضد الشهيد والقائد والزعيم الوطني عبدالكريم قاسم وكل من وقف الى جانبه , وهذا لايعني عدم وجود وارتكاب اخطاء من قبل الحزب الشيوعي العراقي الذي ارعب السلطة الحاكمة في التظاهرات المليونية بمناسبة عيد العمال العالمي ورفعه شعار حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيم عام 59, من خلال هذا الشعار الذي ارعب القيادات الفردية استطاعت قوى الردة التحالف المؤقت مع قيادة الثورة التي قامت بتغيير مواقع الضباط الشرفاء وابدالهم بضباط خونة لعبوا دورا كبيرا في التهام ثورة اربعة عشر تموز وانجازاتها الكبيرة وخططت لمجيئ داعش والاحتلال الامريكي الذي يهين كرامتنا وسيادتنا وحتى عاداتنا التي نتشرف بها بتنمية الطائفية والعرقية العنصرية وتهجير ابناء شعبنا وتركهم في العراء بلا مأوى يعانون من العطش والجوع وألأمان مصيرهم مجهول يفترشون الارض ويلتحفون السماء تفتك بهم الامراض وانقطاع ابنائهم عن المدارس . اتوجه بالنداء العاجل الى جميع القوى الوطنية والتي تحترم تاريخها وتاريخ هذا الشعب العظيم ان توحد جهودها وتسلك سلوكا وطنيا بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية , اننا امام مرحلة تاريخية في غاية الاهمية وصلت الى حدود ان نكون او لا نكون .العمل من اجل ارجاع اللحمة بين مكونات الشعب العراقي ونبذ وابعاد ومحاربة كل من ينتمي الى القوى الظلامية الارهابية مهما كانت الحجج فهي لا تبرر الانضمام الى قوى تصلب الاطفال وتهجر باقي مكونات الشعب العراقي ان ما وصلت اليه هذه القوى الظلامية من تنفيذ تهجير المسيحيين هي جزء من خطة افراغ العراق من الطليعة المثقفة الحضارية والتي يجب ايقافها بكل الطرق الممكنة بداية من توحيد الكلمة بين الفرقاء التقدميين والذين يحترمون المسؤولية الملقاة على عواتقهم , والابتعاد عن المناكفات وعمل خطة فورية لايقاف الغزو المغولي الجديد .
442 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع