حسن الجبوري
لا اعرف لماذا لم يستحوذ اي شاعر معاصر على اهتمامي كما فعل بدر السياب ..وربما مرد هذا الامر الى اشعار السياب التي تصور الموت والحياه والمعاناه والحسره ثم التمسك بخيط الامل الذي سرعان ما يتلاشى ...
عاش بدر حياه حافله بالاحداث منها السعيد ومنها الحزين ولكن بدر بقي كما هو ذلك الصبي ذو القلب الطيب الذي بكى في قريته جيكور حيمنا شاهد جراء يتجمعون حول امهم التي قتلها الصبيه الاخرون ... كان هذا المشهد المأساوي يدفع بدر للبكاء تماما كما بكى حينما شاهد الخادمه الصغيره في بيتهم وهي تنظف الرز الذي نثره اهل بدر وطلبوا منها جمعه وورميه عقوبه لها لانها كانت تخبئه لترسله لاهلها لكونها من اسره فقيره ..!!
لقد بقي السياب محتفظا بذاته الهادئه المملوئه بالمعاناه والالم ... اولم يكتب السياب عن صبر ايوب ويقتبس من حكايه النبي ايوب عليه السلام صبره على المرض ..واما عن السياب السياسي فالحكايه تطول معه .. بدءا من التحاقه بالحزب الشيوعي ثم انحراف مسيره الحزب .. لينقد السياب تلك التجربه بكل اباء كاتبا مقالاته الموسومه " كنت شيوعيا " ثم ليلتحق بركب القوميه العربيه ويكتب عن ثوره الجزائر مساندا ... لم يكن السياب من الذين يبحثون عن المنصب والوجاهه المزيفه ولم يكن من اذلاء السلطه الذين كل ما يهمهم هو رضى الحاكم وعطاياه .. فلم يطبل بدر للحزب الشيوعي وهو في السلطه بالرغم من كونه سانده حينما كان خارجها ... بل ان بدر كتب في صبيحه 8 شباط قصيدته الموسومه الى العراق الثائر كاشفا فيها ميوله القوميه العربيه وداعيا لها ان تكون بدايه لنهضه العراق ...
لقد اصبح بدر ذلك الشاب البصري النحيل رمزا للبصره ولجيكور قريته التي طالما تغنى بها وبنهرها بويب الذي اصبح اشهر من نار على علم .. وذلك تغنى بدر ب" دار جدي " برغم من كهولته لانه بقي نفس بدر الصبي طيب القلب ... قصائد بدر كما اسلفنا قصائد حزن ومعاناه وذكريات لذلك هي ذات مدلول خاص تنفذ الى القلب لانها خرجت من القلب ... تلك هي كلمات وسطور خطها محب بل مفتون بشعر بدر شاكر السياب ...
حسن الجبوري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع