جرائم الحرب والمذابح الجماعية

                                    


                         بثينة خليفة قاسم

عندما أذاعت وسائل الإعلام تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قبل أيام قليلة - التي كانت تتفاخر فيها بالعلاقة الخاصة جدا بين الولايات المتحدة وإسرائيل والدعم الذي تقدمه بلادها لإسرائيل من أجل قتل “الإرهابيين” الفلسطينيين، حسب وصفها -

عندما سمعت ذلك تذكرت كتابا قرأت ملخصا له قبل فترة وهو كتاب يسمى “جرائم الحرب والمذابح الجماعية”، قام بإعداده ثلاثة أشخاص هم: “جانيس أندرسون” و”فيفيان هيد” و”أن وليامز” وصدر الكتاب عن دار “فيوتشرا” (2007). الكتاب يبين من هم القتلة ومن هم الضحايا عبر التاريخ حيث يتضمن مئات المذابح التي وقعت عبر التاريخ منذ أن قام الإسكندر الأكبر بتدمير طيبة سنة 336 قبل الميلاد وحتى قيام جورج بوش الأصغر بتدمير بغداد وارتكاب مذبحة الفلوجة، وما بين هاتين الجريمتين من جرائم ارتكبها الصهاينة على أرض فلسطين وغيرها من بلاد الله.
الكتاب يدون حقائق كثيرة ويبين درجة الخسة التي يتصف بها العالم الذي نعيش، ويثبت أن أكثر من تسعة وتسعين بالمئة من الشعارات والمبادئ التي ترفعها الدول الكبرى في العالم هي كذب في كذب.
هذا الكتاب يبين أن ملايين الضحايا على مر التاريخ قتلوا على أيدي مجرمي الحرب، ويتساءل عن عدد المجرمين الذين حوكموا بسبب جرائمهم ضد الإنسانية، ويقدم الدليل القاطع على أن القليل جدا من هؤلاء المجرمين هم الذين عوقبوا دون غيرهم.
ويبين الكتاب أيضا أن القلة القليلة التي عوقبت على جرائمها لم تعاقب لأنها كانت أشد إجراما من غيرها أو لأن العالم استطاع أن يثبت جرائمهم هذه دون غيرهم، ولكن العقاب للأسف الشديد كان مدفوعا برغبة مجرمي حرب آخرين أكثر منهم قوة، أو بموجب تصفية حسابات من قبل آخرين هم في الواقع أشد منهم إجراما. والدليل على ذلك أن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة حاكم سلوبودان ميلوسوفيتش صاحب مجازر البوسنة. ولم يحاكم أريل شارون المسؤول عن مذبحة صابرا وشاتيلا!
العالم لا يزال يخلد “الهولوكوست” حتى الآن، وباسمها يتم ابتزاز الذين اتهموا بارتكابها ويعاقب من ينكرها ومن يشكك فيها ومن يناقش أرقام ضحاياها الحقيقية!
مذبحة صابرا وشاتيلا ومن بعدها الفلوجة ومن قبلها دير ياسين، ومن بعدها جنين لم يعاقب مرتكبوها ولكنهم نالوا المكافآت على جرائمهم؟
معنى ذلك أن القوي هو الذي يحدد معنى الحق، كما قال سقراط قديما. والقوي أيضا هو الذي يضع تعريف كلمة “الشرعية”. والشرعية كما قال كيسنجر لا تعني الحق ولكنها مجموعة من الترتيبات الدولية التي يضعها اللاعبون الكبار على الساحة الدولية، وعلى باقي اللاعبين الصغار الالتزام بهذه الترتيبات. وبناء عليه فليس إرهابا أن تقتل شعبا أو تسرق وطنا، لكنه إرهاب أن تدافع عن هذا الوطن.
إنه العالم الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وتحدد له المبادئ وتضع التعريف لهذه المبادئ، إنه العالم الذي سكت سكوتا مهينا على جرائم إسرائيل في “الشجاعية”.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

633 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع