د. مؤيد عبد الستار
منذ انتهاء الانتخابات و اعلان فوز دولة القانون باكثر المقاعد النيابية ، والجدل يدور حول الكتلة النيابية الاكبر التي ستكلف مرشحها لرئاسة الوزراء ، وكان مثل هذا الجدل انطلق بعد الانتخابات السابقة عام 2010 بشأن القائمة التي ستقدم مرشحها لرئاسة الوزراء ، حتى حسمت المحكمة الاتحادية الامر وحكمت للكتلة التي شكلها الائتلاف الوطني ليتم انتخاب المالكي لدورة ثانية على حساب مرشح القائمة العراقية المنافسة السيد اياد علاوي .
وبما ان التحالف الوطني يعد الكتلة الاكبر حاليا وهو يضم عدة كتل او احزاب وتنظيمات سياسية و قوائم انتخابية تقع على عاتقه مهمة ترشيح من يراه مناسبا لرئاسة الوزراء ، وبسبب عدم امكان اتفاق كتلة التحالف الوطني على مرشح معين ، لذلك دار الجدل ويدور منذ انتهاء الانتخابات حول تسمية المرشح لرئاسة الوزراء، مما اتاح لقائمة دولة القانون اعتبار نفسها الكتلة الاكبر ، وبذلك يكون من حقها تسمية رئيس الوزراء .
وان كان هناك امر عـُرفنا به فهو كثرة اختلافنا ، وهو امر معروف على مدى التاريخ ، نختلف على كل شيء ، حتى تفسير كلمة مثل حتى ، اختلف عليها نحاة العراق وتشعبوا فيها حتى قال حكيم منهم : اموت وفي قلبي شيء من حتى ،لما فيها من احكام ومعاني واشتقاقات لا تعد ولا تحصى ، ومن نوادر الاختلاف على الاحكام والمعاني ما يروى عن هجرة سيبويه النحوي الكبير من بلاد الرافدين لينزوي في قرية في بلاد فارس ويقضي نحبه حسرة واسى على ما رآه من اختلاف الناس في ابسط الامور .
يستمر الجدال حول الكتلة الاكبر التي ستفوز بمنصب رئاسة الوزراء ، لانها الجائزة الكبرى التي تتيح الحصول على المغانم والمناصب والمقاولات وتحويلات الدولار الى خارج العراق ونهب الممتلكات الحكومية ، وعقد الصفقات الكاذبة .
منصب رئيس الوزراء سيخسره الجميع .
فالذي لا يعرفه المتصارعون على المنصب ، انهم جميعا يدورون في قاعة ظلماء ، يركضون بحثا عن مغنم بينما داعش على الابواب ، تطرق غرف نومهم بقوة وهم يتصارعون من اجل غنيمة سيدفعون ثمنها من دمائنا وارواحنا.
وها نحن نرى ابناء شعبنا يهيمون في الوديان والبراري والجبال بينما اصحاب السيادة يرفلون في قاعة مجلس النواب ببدلاتهم المطرزة بحلي باريس وانجلترا يتبخترون فيها وكأنهم ينعمون بامان قصر الاليزيه !!
776 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع