أحمد الزيدي
في كتابه "المهمة لا تحتاج إلى بطل" أكد نورمان شورزكوف قائد قوات التحالف في عمليات عاصفة الصحراء انه مهمته كانت ليست الا إشراف على عمليات جرى تنسيقها في واشنطن شتاء العام 89، وبموافقة الأمم المتحدة من دون شك،
ولم يكن بمقدوره اتخاذ أي قرار من شأنه وقف إطلاق النار أو اي شيء من هذا القبيل لحين إنهاء المهمة وفق جدول زمني أعد مسبقاً .
على هذا النحو تعد الأمم المتحدة هامشية وقد عملت الولايات المتحدة على تقويض عملها إزاء مهمتها الإنسانية وهي تخليص شعب الكويت من جيش الطاغية الأهوج صدام الذي يريد العبث بمقدرات الكويت النفطية والمائية على حد سواء بسبب إفلاسه أثر حربه مع الجارة إيران والتي استمرت نحو 8 أعوام من دون وجود نصر لأي من الطرفين كما ذكر كيسنجر وقتها اننا اردناها أن تكون هكذا "لا نصر لأي طرف" بالرغم من أنها تعد من أكبر الحروب التي جرت اتونها نهاية القرن 20 .
فضلاً عن ذلك فقد كان للولايات المتحدة دورا كبيراً في التغييرات التي طرأت على دول العالم الثالث فقد لوحظ وبشكل مثير دعم واشنطن لقادة هذه الدول والمثير في الأمر أن الولايات المتحدة ساعدت في وصول الطغاة من امثال مانويل نوريغا في بنما وسوهارتو في إندونيسيا وصدام حسين في العراق وتغيير أنظمة لا تعد ولاتحصى مثل كولمبيا والدومينيكان وهاييتي ونيكاراغوا والضغط على كوبا في أكثر من نصف قرن.
وكان نتيجة ذلك حتميا أن يسير الجميع وفق استراتيجيتها .
لكن المشكلة في ذلك أن كل شيء يدور في الخفاء وفي دهاليز السياسة، وأصبحت الأمم المتحدة المتهم الأول في ظل هذه السياسة الممنهجة واللازمة.
لكن من المثير للسخرية أن دول العالم الثالث ووفقاً بإمكانياتها العلمية ووضعها الثقافي وبنيتها الأيديولوجية، فاتها أمر مهم وهو تصريح أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة تأثيراً في تاريخها وهو فرانكلين روزفلت حينما قال ذات يوم"ان القدر وضع على كاهل الولايات المتحدة مسؤلية قيادة العالم بأسره" .وهذا الخطاب وان كان شموليا إلا أنه كان من المفترض على شعوب العالم الثالث إدراكه في وقت مبكر ومن ثم اما العمل والتقدم والمضاهاة! وأما الخضوع تحت الهيمنة لكن بفعل أمريكي مثيل محلياً .
على اية حال لا يزال الوقت مفتوحاً أمامنا هكذا تبدو الدعوة من قبل القطب الأوحد في العالم، أما أن نقرر مصيرنا وفق منهج أميركي علني وأما نبقى تحت ما يسمى بارهاب الدولة المنظم وإرهاب جديد من قبل جماعات متطرفة مع سرقة في دهاليز للثروات وتراجع في الثقافات والعلوم.
630 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع