مرتكزات القوة الايرانية في المنطقة العربية/الجزء السادس :
7. حزب الله
لقد تم الاشارة الى حزب الله اللبناني في مرتكز الاحزاب والحركات الدينية ولكن يرى الباحث إفراد مبحث خاص به لما له من دور كبير ومهم في الساحة الاقليمية إذ يعتبر احد أهم مرتكزات ايران في المنطقة.
يشير بعض الباحثين الى ان اسباب تاسيس حزب الله اللبناني مايلي:
1. انه حركة عسكرية وجدت لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي .
2. احد اهم المرتكزات الايرانية في لبنان والمنطقة.
3. ورقة ضاغطة ضد اسرائيل في مفاوضات السلام والمفاوضات مع الغرب.
4. التعبير عن " حالة إسلامية شيعية " مقاومة.
مرحلة التاسيس:
مع تصاعد الغزو الاسرائيلي ضد لبنان عام 1982 م, تم تشكيل هيئة انقاذ وطني من مختلف الفصائل اللبنانية من بينها حركة أمل, طلبت إيران من رئيس الحركة" نبيه بري: عدم المشاركة و اعتراضاً على مشاركة" بري "انشق عنه بعض الأعضاء الموالين لإيران وأسسوا "حركة أمل الإسلامية", في الوقت الذي كان فيه السيد "حسين موسوي : رئيس حركة أمل يهاجم هيئة الانقاذ والمشاركين فيها ويعلن ولادة " أمل الإسلامية " تحولت " أمل الإسلامية " إلى " حزب الله ", في عام 1984 تم اعتماد التسمية الثابتة والشعار المركزي للحزب, وفي عام 1985 م أصدر "حزب الله" الرسالة المفتوحة التي تحتوي على برنامجه السياسي ورؤيته للواقع المحلي والاقليمي والدولي, وهكذا فقد نشأ وولد حزب الله من رحم الاحتجاج على انضمام نبيه بري إلى لجنة الانقاذ للتصدي للعدوان الاسرائيلي.
دور ايران في تأسيس حزب الله:
لقد تبنت إيران ودعمت نشاطات الحزب الجديد "حزب الله"، فأصبحت السفارة الإيرانية في بيروت بمثابة قيادة الأركان للحزب. لعب السفير الإيراني السابق في سوريا، ووزير الداخلية "علي أكبر محتشمي" دوراً فاعلاً بالتعاون مع الحرس الثوري في تشكيل "حزب الله" .
شرع حزب الله في معارضة حركة أمل، مع الابتعاد عن رجال الدين الأكثر تقليدية، مثل: "الشيخ محمد مهدي شمس الدين". وانطلاقاً من هذه السياسة، ولتحقيق الأمل في قيام الدولة الإسلامية الشيعية في لبنان، ساعدت مفرزة الحرس الثوري في لبنان على تدريبه واعداده ، كان عدد قيادة مفرزة الحرس في لبنان، "ألف مقاتل" تضم أكثر رجال الحرس راديكالية من الناحية العقدية، وقد لعب الحرس دوراً عقدياً وسياسياً كبيرين في وادي البقاع.
في إحدى المناسبات التأبينية قال الناطق باسم حزب الله "إبراهيم الأمين". "نحن لا نقول إننا جزء من إيران نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران" .
وبذلك يتبين مدى الترابط الكامل بين إيران وحزب الله ، كما اشار ميثاق حزب الله في 16 شباط 1985 بشكل صريح, ان وحدة الهدف والمنطلق، بين حزب الله وثورة الامام الخميني "إننا أبناء أمة حزب الله، التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم، نلتزم بأوامر قيادة واحدة وحكيمة وعادلة، تتمثل في الولي الفقيه الجامع للشرائط، وتتجسد حاضراً بالإمام المسدد، آية الله العظمي، روح الله الخميني، دام ظله، مفجر ثورة المسلمين، وباعث نهضتهم المجيدة".
فحزب الله إذن حزب ثوري شيعي منهجاً ومعتقداً ويعتبر نفسه امتداداً لثورة الامام الخميني في إيران، يأتمر بأوامره ويقدس أراءه.
في الوقت الحاضر يعتبر مرشد الجمهورية الايرانية السيد على خامنئي مرجع التقليد لديهم ويعتبر السيد حسن نصر الله امين عام الحزب الوكيل الشرعي للولي الفقيه الامام الخامنئي.
دعمت إيران الحزب مالياً، لإنشاء مؤسساته الضخمة، والقيام بتسليحه. لم تكن إيران وحدها على خط الدعم العام لحزب الله، فقد كانت سوريا شريكاً وحليفاً قوياً لإيران، وكان لهذا التحالف أثره على حزب الله دعماً ومساندة سياسية. ومن هنا نلاحظ أن هذا الدعم الإيراني للحزب، كان يعني تصدير الثورة بكل مقوماتها من إيران إلى لبنان، وقد أرادوا أن تكون نواة الدولة الدينية على الطريقة الايرانية.
مؤسسات الحزب:
أقام الحزب مؤسسات ضخمة في لبنان، فكان للخدمات الاجتماعية التي يقدمها حزب الله دور كبير في جانب التعليم وفي ترسيخ القناعة بأحقية الحزب في أن يكون راعي الطائفة " الشيعية" ، ولم يبق حقل من حقول الحياة الاجتماعية بعيداً عن مد يد المساعدة والإغاثة والتعويض والإرشاد.
1. مؤسسة الشهيد:
هي فرع لمؤسسة الشهيد في إيران، وقد اهتمت في حضانة عوائل الشهداء ورعايتها، حيث تضمن معاش العائلة التي يستشهد أحد أفرادها، إضافة إلى القيام بعبء مالي كبير، بعضه عيني يتمثل في تعويض ثابت دوري، وبعضه الآخر خدمات مدرسية وصحية وتربوية ودينية.
2. المؤسسات الصحية:
تمتلك الهيئة الصحية الكثير من المستوصفات والعيادات الثابتة والمتنقلة التي تجوب القرى, مع جهاز واسع للدفاع المدني، يبلغ عدد أعضائه الآلاف، كما توجد مستشفى في "البنطية" تتبع للهيئة، ومستشفى "دار الحكمة" في البقاع، إضافة إلى مستشفيات أخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها.
3.مؤسسة الجرحى:
هي مؤسسة تقدم كافة الخدمات الطبية لجرحى الحزب ، وقد تكفلت هذه المؤسسة بتكاليف الإعاقات الجزئية "كبتر القدم" أو فقدان عين أو بتر يد، وتشمل المعوقين بمخصصات شهرية وبسكن وتكاليف العائلة وتربية الأبناء.
4. مؤسسة جهاد للبناء:
تأسست في لبنان عام 1988م، وكان شعارها : "إسرائيل تقصف يومياً ونحن نرمم يومياً" فكانت المؤسسة ترمم المساكن والوحدات السكنية، وتعيد بناء ما تهدم، كما عملت المؤسسة على بناء مدارس ومشافي وملاجئ، وتمديدات الكهرباء ، كما قامت بإنشاء العديد من المدارس ورممت الكثير من المنازل وشيدت المساجد والنوادي.
حرب عام 2006:
لقد كان إعلان الحرب تحت عنوان كبير هو: "التفاوض من أجل تحرير ثلاثة أسرى"، بعد ان اسرهم حزب الله , كانت نتائج الحرب كبيرة ضد لبنان ومؤسسات الدولة ، فقتل نحو "1084 مدنياً" إضافة إلى "40" من عناصر الجيش والدرك، واعترف الحزب بمقتل "61 من عناصره"، كما بلغ عدد المصابين نحو "3700 شخص" وعدد النازحين قرابة المليون، بينهم "22 ألفاً" غادروا البلاد.
اعتبرت قيادة إسرائيل إنها خسرت الحرب، وحاكمت عدداً من قياداتها، أما العرب والمسلمين عموما وحزب الله خصوصا فقد اعتبر انتصارا كبيرا للمقاومة ضد الكيان الاسرائيلي .
حزب الله والنظام السوري:
في حوار للسيد حسن نصر الله مع قناة الجزيرة بتاريخ 21 من أيلول 2006 "أنا لا أستحي من التحالف مع محور إيران وسوريا، أنا على رأس السطح أقول: "أنا صديق لسوريا وحليف لسوريا، وأتعاون معها، ويوجد أمور مشتركة بيننا وبينهم، أي نعم، فسوريا وإيران أصدقاؤنا وحلفاؤنا وأحباؤنا وأعزاؤنا، نعتز بهم ونفتخر".
بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011 ومع تزايد عنف الاحداث فيها , اتهم الثوار حزب الله بالمشاركة في القتال الى جانب النظام السوري حيث ارسل المئات من المقاتلين وقتل البعض منهم بالرغم من نفي ذلك على لسان السيد حسن نصر الله.
حزب الله والميليشيات في العراق:
قام حزب الله بتدريب بعض الميليشيات في العراق" جيش المهدي وميليشيات بدر، وحزب الدعوة،وكتائب حزب الله وغيرها " اعتقلت قوات الاحتلال الامريكي بعض من عناصر حزب الله اللبناني بتهمة تدريبهم بعض الميليشيات. نعت كتائب حزب الله في بيان صادر لها بتاريخ 13 شباط 2008 القائد العسكري" عماد مغنية: واصفة اياه بالقائد, حيث كان مشرفا على تدريب وتسليح الكثير من الجماعات المسلحة في العراق.
الدكتور
وليد الراوي
854 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع