د.نزار السامرائي
هوى اليوم نجم من سماء الوطن بعد تألق طويل، إذ انتقل إلى جوار ربه عمي الدكتور شامل السامرائي الذي علمني الحرف الأول وعلمني أن الوطنية والفكر القومي صنوان لا يفترقان وأنهما حب وعشق قبل كل شيء،
الدكتور شامل السامرائي أحد أعلام الحركة القومية في العراق والوطن العربي ترجل اليوم في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية عن صهوة جواده بعد عمر امتد لأكثر من تسعة عقود في العمل الوطني والقومي، لم يجامل أحدا ولم يحابي أحدا قال كلمة الحق بوجه كل السلاطين والتي بسببها دفع أثمانا باهظة من عمره متنقلا بين سجن ونفي ومنفى إلى أن توفاه الله وكان حتى آخر لحظات عمره يرنو ببصره نحو العراق الذبيح الذي دمرته سنابك خيول الأوغاد من المحتلين من مختلف الملل والنحل، كان يرجو ربه أن يوارى جثمانه في سامراء ولكنه قال لا فرق بين أية أرض عربية فلا فرق بين عمان ودمشق والقاهرة وبغداد وسامراء فكلها أرض الله
وكان يتابع أخبار غزة المجد وهو ينازع
نم قرير العين يا رجل المبادئ التي لم تهتز يوما
نم قرير العين فهناك من سيعيد العراق إلى دوحته العربية نقيا خالصا مخلصا
نم فقد أحزنتنا بفراقك يا عمي الحبيب فقد كنت لي أبا ومعلما لما عشت في كنفك أهم مراحل عمري من الطفولة حتى وصلت مبلغ الرجال نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه يا أعز ما نمتلك في هذه الحياة
وتغمدك الله برحمته الواسعة وأسكنك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في جناك النعيم
وإنا لله وإنا إليه راجعون
578 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع