سلام توفيق
اليوم الامنيات والمباديء الشخصية شيء ...وواقع الحال شيء اخر
اليوم اهلنا في سهل نينوى بحاجة الى حماية دولية ...بعد الاحداث الاخيرة يجب ان لانلدغ من جحر مرتين
فالحقائق اليوم تقول اننا لسنا في اولويات حكومة المركز ولا حكومة اقليم كوردستان وممكن جدا ان نتعرض لهزات وزلازل اخرى قادمة لو سلمنا لحيتنا بايديهم
حكومة المركز اولوياتها هي حماية المراقد الشيعية وتحديدا مرقدي الامامين العسكريين علي الهادي والحسن العسكري - عليهما السلام- طبعا اضافة الى بغداد كونها عاصمة البلد
وليس هناك اي امل يرتجى منها لا اليوم ولا مستقبلا ... فبعد اكثر من اسبوع على احداث مناطقنا لم اسمع او اشاهد اي تحرك جدي من الحكومة ولا الاحزاب او الحركات التي اشبعتنا حبا ومديحا في وسائل الاعلام فقط
وهم يتصرفون وكاننا جزء مقطوع من هذا البلد ومرجعياتنا في واشنطن ولندن وهم المسؤولون عن نكباتنا !!!
اما الاخوة الاكراد فرغم مواقفهم الايجابية طوال فترة تعايشنا معهم الا ان الاحداث الاخيرة احدثت شرخا في جدار الثقة بيننا ... واصبح من كان متوهما بحمايتهم لابناء شعبنا متيقنا اليوم من ان لهم اولويات اخرى اكثر ضرورة منا
وقد قالها بصراحة عقيد بالبيشمركة ان انسحابهم من مناطقنا هو تكتيكي لحماية مناطق قريبة من اربيل خوفا من سقوطها بيد متطرفي داعش... اذن لن نضع كل غلتنا في سلتهم مجددا !! ولكن هذا لايمنع ان نرفع قبعاتنا احتراما لمواقف الرئيس مسعود بارزاني ولحكومة وشعب كردستان لاستضافتهم مهجرينا وهذا خفف كثيرا من ماساتنا
اذن لم يتبقى لنا نحن مسيحيي سهل نينوى سوى الاستنجاد بحماية دولية وهذا ليس عيبا .. فنحن كيان ضعيف مسالم تعلمنا تعاليم ديانتنا ان نغفر للمسيئين لنا ونصلي لاجلهم ونحب اعدائنا ونقدم لهم خدينا الايمن والايسر ليصفعونا ماشاءوا ومتى شاءوا!!
ويبدوا ان بعض اخوتنا من ابناء البلد الذي نتنمي له وحاربنا من اجله وننادي بوحدته قد استغلوا هذه التعاليم احسن استغلال يتيحه لهم بعض المفتين العفنين من خلال فتاوى القتل والترهيب وتحليل كل ماهو محرم من افعال قبيحة
ولاننسى ان اقليم كردستان ماكان ليقوم حتى اللحظة لولا انه طلب الحماية الدولية بعد احداث 1991 ... رغم ان لهم جيشا شبه نظامي يبلغ تعداده اليوم عشرات الالاف ...فما بالك بطائفة لم يتبقى منها في الوطن الا النزر اليسير ولو فتحت ابواب الهجرة امامهم فلن يتبقى هناك من يقرع اجراس الكنائس!!
اذن على سياسيينا وبالتنسيق مع مراجعنا الدينية التحرك بقوة وقبل فوات الاوان والاتعاظ مماحدث حتى لاتقع كارثة اخرى مجددا على اننا يجب ان نتوجه الى الله بالشكر لان هؤلاء المجرمين قد رافوا بحالنا الى حد ما وسمحوا لاهلنا بالمغادرة الى خارج مناطقنا بسلام رغم السلب والنهب
فانها تبقى اهون بكثير من حال الاخوة اليزيديين الذين دفعوا ثمنا باهظا واريقت دماء كثيرا منهم غيلة وغدرا وسبيت نسائهم وانتهكت اعراضها
مطالبين باقليم لابناء شعبنا وبحماية دولية صريحة دون خوف ولا وجل لان ماتبقى لنا هناك يشبه قطيع حملان اليفة تعيش وسط غابة تسكنها ذئاب وضباع غادرة وجائعة ..وضواري كاسرة ترعى معاك نهارا بثياب الحملان وتفتك بك ليلا بكل ماتعنيه معاني الغدر ونكران المعروف وحقوق الاخوة والجيرة والله من وراء القصد
589 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع